قالت منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، إن النجاحات المحرزة في المعركة الجارية ضد الانتشار الوبائي للجراد في مدغشقر توشك على أن تُهدر هباء بسبب نقص التمويل لعمليات المكافحة المتواصلة على النطاق الواسع تصديًا للآفة الضارة للمحاصيل، مما سيطرح تحديًا خطيرًا على الأمن الغذائي لنحو 13 مليون شخص. وتابعت المنظمة، في بيان لها اليوم الخميس، أن من شأن العجز عن تنفيذ العمليات الجارية في إطار البرنامج المشترك لمكافحة الجراد بين منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو" والحكومة في مدغشقر أن يمحو تأثير عمليات قيمتها أكثر من 28.8 مليون دولار حشدت حتى الآن في غضون العمليات الجارية، وفيما يمكن أن يفضي إلى أزمة للأمن الغذائي على امتداد جزء كبير من البلاد. وتمس الحاجة من أجل استكمال حملة مكافحة الجراد الجارية - بما في ذلك مراحل الرصد وعمليات الرش حتى نهاية الموسم المطير في مايو 2015، إلى تعبئة 10.6 مليون دولار إضافية. من جانبه قال الخبير دومينيك برجون، مدير شعبة "فاو" للطوارئ وإعادة التأهيل، إن "اتخاذ إجراءات الآن أمر بالغ الأهمية لضمان ألا تهدر هباء الجهود المهمة التي بذلت ماليًا وتقنيًا، بل البناء عليها". وأضاف أن "البرنامج الحالي ضروري لمواصلة تراجع وباء الجراد، وتجنب أي انتكاسة للمكافحة، ومن ثم الاستمرار في إخماد الغزو الجرادي كليًا". وقال الخبير باتريس تاكوكام تالا، ممثل المنظمة في مدغشقر، إن "التكاليف التي ستترتب على التوقف عن أنشطة مكافحة الجراد ستكون أعلى بكثير من المبلغ الذي أنفق حتى الآن، ولذا فمن الأهمية بمكان بالنسبة للمجتمع الدولي أن يواصل مساره ويستكمل برنامج الاستجابة الراهن لحالات الطوارئ". وسبق أن صممت منظمة "فاو" بالتعاون مع الحكومة في مدغشقر حملة تدوم ثلاث سنوات بتمويل 39.4 مليون دولار، انطلقت أولًا في عام 2013 وأنجزت بالفعل مسحها لرقعة تفوق 30 مليون هكتار - وهي منطقة برقعة اليابان تقريبًا - بحيث أمكن مكافحة تفشي الجراد على امتداد أكثر من 1.3 مليون هكتار، باستخدام المبيدات الحشرية والوسائل البيولوجية، وبلا كبير تأثير على صحة الإنسان أو البيئة. وقامت منظمة "الفاو" أيضًا بالاستثمار في موارد تدريب كوادر العاملين بحيث يسع مدغشقر امتلاك القدرات الذاتية للرصد والمكافحة.