قال المهندس عبدالمنعم الشحات، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، إن مصطلح "تجديد الخطاب الديني" الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي، من المصطلحات التي تُطلق ويُراد بها معانٍ مختلفة بعضها مقبولة وبعضها مردودة، مؤكدًا أن الألفاظ المجملة لا بد أن يتم الاستفسار عن المراد منها، وأن مخالفة هذه القاعدة كانت سببًا في كثير مِن الفتن. وناقش الشحات، مصطلح "تجديد الخطاب الديني"، قائلًا: "ليس كل مَن ينادي بتجديد الخطاب الديني يريد المعنى الفاسد، وأن دور الدعاة هو إرشاد الناس وتفسير الكلام المجمل لهم. وأضاف أن محاولة تثبيت التهم على الناس، سياسة ميكيافلية لا تناسِب الدعاة إلى الله بحال مِن الأحوال". وأشار القيادي بالدعوة السلفية، إلى أن الشريعة تتضمن وسائل تنقيتها مِن الغلو والانحراف لا سيما في قضية الجهاد، وإن علاج انحراف تنظيم الدولة الإسلامية والمعروف باسم "داعش" والجماعات المتطرفة الأخرى لا يكون بالتلاعب بنصوص الشريعة، وأن انتشار الآراء الداعية إلى التلاعب بالدين هي أحد أهم أسباب اتجاه المتدينين والشباب إلى الأفكار المتطرفة وانضمامهم لهذه الجماعات، داعيا إلى تطبيق شروط وأداب وأحكام الشريعة فيما يتعلق بمفهوم الجهاد. وقال الشحات، إنه لو تم استخدام وسائل ضبط هذه الأفكار المنحرفة في الدين لما تم تشكيل جماعات داعش وغيرها، ولا يكفي إنكار المخالفات فقط بل البحث عن الدافع الذي قاد الناس إلى التفكير أو القبول بهذه المخالفت، مؤكدًا أن ما فعلته داعش بسبب إهمالهم الرجوع إلى كتب أهل العلم، داعيا إلى ضرورة تفعيل وسائل حماية الشباب من التهور والتطرف كما حدد الدين الإسلامي. وأشار إلى أن لوسائل الداعية إلى مواجهة التطرف تكمن في اللجوء للنصوص الآمرة بالرفق واللين والوسطية، والأدلة الدالة على اعتبار المصالح والمفاسد والتي تفرق بينها، وتنقية الدين مِن الأفهام الخاطئة، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وبلغة يفهمونها، والاهتمام بما استجد مِن مشاكلهم وغيرها من الأساليب الداعية للوسطية، وتابع " كل فساد روَّج له البعض باسم الشريعة؛ لا بد وأن يكون في الشريعة ذاتها ما يرده ويبيِّن فساده، والرد بهذه الطريقة لا نقول يقضي على الفساد نهائيًّا، ولكنه يقلله إلى أدنى درجة، وأما ما سوى ذلك مِن المسالك؛ فتوفِّر للمتطرفين الشِّبَاكَ التي يصيدون بها الشباب المتدين". وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، طالب خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، شيوخ الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء بسرعة الانتهاء من عناصر خطاب ديني جديد بشكل يتواكب مع مستجدات العصر، وذلك بتصويب المفاهيم وعرض حقائق الأمور، لحفظ قيم الإسلام وثوابته والقضاء على الاستقطاب الطائفي والمذهبي ويعالج مشكلة التطرف، والفهم المغلوط أو المنقوص للإسلام.