يعد مرض الروماتيد من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى ميزانية كبيرة في علاجها، خصوصا وأن هذا المرض يتطلب علاجه استشارة الأطباء في عدد من التخصصات ما بين المناعة والعظام كما أنه مرض مزمن يصيب المرضي من مختلف الأعمار. والروماتويد يؤثر بشكل كبير على الغشاء السينوفي للمفاصل والأنسجة المحيطة بالمفاصل والعضلات وأغلفة الأعصاب مما يسبب تآكل المفاصل وتشوهها ويكون السبب الحقيقي له غير معروف ولكن هناك بعض العوامل التي تساعد على زيادة المرض منها العدوى البكتيرية والغدد الهرمونية وبعض أنواع الحساسية والتي تصبح فيها بعض أعراض الروماتويد شبيهة بأعراض الحساسية. أكد د. أمين عبد الحميد عبد الهادي استشاري أول الروماتيد وأمراض العمود الفقري وخشونة الركبتين بدون جراحة بجامعة الأزهر أن علاج الروماتويد في الأصل هو علاج مناعي، لأن المرض يحدث عندما تهاجم كرات الدم البيضاء خلايا الجسم الطبيعية ويشمل الهجوم المفاصل والأربطة والأنسجة التي تقع حول المفصل والعضلات في الغشاء السموفي والذي يؤدي إلى إنتاج السائل الذي يمنع تآكل وخشونة المفصل ويهاجم الخلل المناعي الذي يؤدي إلى هجوم على أنسجة العين والجلد والغشاء المبطن للقلب وأنسجة الرئة والعضلات والأوعية الدموية. وأوضح استشاري أول الروماتيد أن الموضوع ليس بسيطا، وبه تشعبات ما بين أوعية ومفصل تؤدي إلى حدوث جلطات وغرغرينة ومن هنا يبدأ التعامل مع الجهاز المناعي للجسم ولذلك يستمر علاج المرض لمدة طويلة والعلاج يشمل مراحل عدة منها تجنب تناول بعض الأغذية التي تؤدي إلى نشاط المرض مثل الكبدة والكلاوي والطحال مع الإكثار من تناول فيتامين سي الذي يؤدي إلى تقوية جهاز المناعة وفيتامين "د" وتناول الأسماك التي تحتوي على الكالسيوم وأوميجا 3 والتي تعمل أيضا على تقوية جهاز المناعة. وينصح "عبدالحميد" المريض بزيارة الطبيب عندما يشتكي من أول مفصل بعد التشخيص لأن أعراض المرض تتمثل في تيبس اليدين وجفاف العين وتقرحات بالفم أيضا. ويؤكد د.عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة كلام سابقه، مشيرا إلى أن توقف خلايا الروماتويد يؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان ونشاط الدرن والسل وهي التي تؤدي إلى تآكل تام في المفاصل فلا يستجيب المريض للعلاج العادي ومن هنا يتكلف العلاج نحو 8000 جنيه لعلاج الروماتويد شهريا، ويتجنب الطبيب إعطاء أية أدوية تؤدي إلى الاتجاه الخاطئ في العلاج لأنه قد يؤدي لأي مرض آخر من أمراض المناعة أن تهاجم الجهاز المناعي الموجود في غضاريف اليدين أو يحدث نشاط زائد للجهاز المناعي. وبين "مصباح" أنه على الطبيب أن يعطي مثبطات للمناعة لكي يتجنب النشاط الروماتيزمي الذي يسبب مضاعفات في مفاصل الجسم بصفة عامة وفي المفاصل الصغيرة بصفة خاصة في اليدين والقدمين وفي بعض الحالات لا يصبح بإمكانه إعطاء هذه المصبطات التي تجعل الجهاز المناعي في حالة من الضعف بحيث يكون المريض عرضة للإصابة بالعدوي المختلفة بسهولة فينبغي أن يأخذ بعض التطعيمات مثل تطعيم الأنفلونزا بشكل روتيني كل عام وأيضا يراعي عدم التعرض لنزلات البرد وايختلط بالمصابين بأمراض معدية. ويوضح د. محمد طلعت عز الدين أستاذ العظام أنه في كثير من الأحيان يتم تشخيص أطباء العظام لمرض الروماتويد وهو المتعارف أنه مرض مناعة في المقام الأول، ولكن سعر الدواء يختلف على كونه مستورد أو محلي خاصة، وأننا لدينا مشكلة وهي أن أدوية الروماتويد في مصر تؤدي إلى الإصابة ببعض الآثار الجانبية مثل سقوط الشعر وأمراض الكبد بعدما يستمر المريض في تعاطيها لفترة لذلك نأتي بدواء آخر من أمريكا سعره 400 جنيه في الشهر وهو دواء جيد وليست له أية أثار جانبية، ويتوقف على النسب والتحاليل والسن لكل مريض وعلي أساسها يتم تناول هذا الدواء ولكن بشكل عام الروماتويد مرض لا يتم الشفاء منه ولكن يتم تقليل تأثيره والسيطرة عليه مثله مثل أي مرض مناعي آخر.