يعد هرم الملك زوسر أو الهرم المدرج بسقارة من أهم الأهرامات وأقدمها، بناه الوزير ايمحوتب للملك زوسر، ثاني ملوك الأسرة الثالثة كمقبرة في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد، وهو من أهم المباني التي استخدم فيها الحجر بشكل موسع لأول مرة في تاريخ مصر، كما أنه يعتبر التطور الثاني بعد بناء المصطبة كمقبرة، ويسبق بناء الهرم الكامل الذي شيده الملوك سنفرو وخوفو وخفرع ومنكاو رع، إلا أن الهرم تعرض في القرن الماضي إلى الكثير من المخاطر بفعل الزمن والعوامل الطبيعية والتي تطلبت التدخل السريع لإنقاذ الهرم من الانهيار. ترددت عدة أنباء في الفترة الماضية بين الأثريين حول الهرم وتعرضه للسقوط إثر أعمال الترميم التي تتم بداخله، وتحديدًا بعد تقرير اليونيسكو والصادر في سبتمبر 2011، الذي يفيد بأن الأوجه الخارجية للهرم تعاني من انعدام الصيانة على مر القرون، إضافة إلى الأضرار التي نجمت عن إزالة الكتل الترابية الأمر الذي أدى لخلق العديد من التجاويف الكبيرة في عدة مناطق، وظهرت العديد من الكتل معلقة بشكل خطير بدون وجود أي دعائم لحمايتها كما أكد التقرير على وجود بعض المشاكل في أعمال الترميم، وبعد ذلك طفت على السطح شائعات كثيرة تفيد بأن الهرم خرج من قائمة التراث العالمي، وأحدثت تلك الشائعات صدى كبيرًا لدى الرأي العام، ولازالت مستمرة حتى الآن. بدأت أعمال ترميم بالهرم عام 2006، بعد إسناد المشروع لشركة الشوربجي في مناقصة بينها وبين شركة المقاولين العرب، على أن ينتهى الترميم عام 2009، وذلك أثناء تولي الدكتور زاهي حواس للوزارة إلا أن التخوفات على سلامة الهرم، زادت بعد تقرير اليونيسكو، الذي أقر العديد من المخالفات التي تمت من الشركة، وكانت هذه المخالفات بين مخالفات فنية تتمثل في استخدام الحجر الجيري في سد الفتحات التي ظهرت بجسم الهرم بعد رفع الرديم الذي كان يغطيه والتي أدت إلى تشويه شكل الهرم من الخارج إضافة إلى الأحمال الزائدة التي ضاعفت الحمل على الهرم وأصبحت تشكل الخطر الحقيقي على الهرم، والمخالفة الأخرى تتمثل في عدم الانتهاء من أعمال الترميم في موعدها المحدد حيث كان من المقرر الانتهاء من أعمال الترميم في عام 2009 إلا أن الأعمال لم تنته حتى الآن. وأكد العديد من الأثريين على وجود أخطاء في أعمال الترميم والتي تهدد بانهيار الهرم الأمر الذي أثار ضجة إعلامية حول الهرم الذي قد يتعرض إلى رفعه من قائمة التراث العالمي، مما دعا الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق للخروج عن صمته ليشن هجوما حادًا على قيادات وزارة الآثار، بشأن تقصيرها في ترميم هرم زوسر عبر مقالة له نشرها بجريدة "الشرق الأوسط"، كما هاجم "حواس"، من انتقد أعمال الترميم التي تمت في عهده واصفا إياهم بالجهلة، وهو ما دعا عددا كبيرا من الأثريين لمطالبة وزارة الآثار بإعداد تقرير مفصل ورفعه إلى اليونسكو عن حالة الهرم. وجاء تعليق الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار حول "زوسر"، والذي يفيد بأن حالة الهرم جيدة، وأنه لا ينوى تشكيل لجنة من خارج وزارة الآثار لبحث حالة الهرم، لأنه لا يمكن استقدام خبراء من الخارج، ولديهم قيمة تتمثل في الدكتور حسن فهمى المشرف العام على ترميم هرم" زوسر"، مؤكدا أن "الضجة" التي أثيرت حول الهرم مفتعلة وأخذت أكبر من حجمها، وأن من يردد الشائعات حول انهيار الهرم لديه أغراض خبيثة لتشويه صورة مصر في الخارج، بدعوى عدم الحفاظ على تراثها. كما لفت إلى أنه أحال الدكتور نور عبد الصمد، مدير التوثيق الأثري بوزارة الآثار، إلى التحقيق بشأن ما أثاره عن معلومات مغلوطة حول انهيار الهرم، وأن التحقيقات تأخذ مجرها، ولكنه لا يمكن أن يقيل موظفًا حكوميًا من منصبه، موضحًا أن تقرير اليونسكو الذي روج له على أنه ينتقد أعمال الترميم في هرم "زوسر"، ليس له أساس من الصحة، وأن اليونسكو قد أقرت في تقريرها عددًا من التوصيات لا تتعلق بالنقد، في الوقت الذي جاء فيه تقرير الأخيرة صريحًا وواضحًا بشأن ما تشهده عملية ترميم المهرم من مخالفات. من النسخة الورقية