إلغاء مؤسستي الجيش والشرطة بعد ثورة فبراير كان الخطأ الأكبر الذي "ضيع" ليبيا والحرب الدائرة الآن.. هي حرب الحضر ضد البدو نريد من" حفتر" الاعتراف بجيش القبائل ومن الحكومة قانونًا يعفي عسكريي القذافي من المحاسبة الغرب لا زال يراهن على نجاح الإسلاميين رغم فشل الإخوان في مصر لدينا علاقات بقبائل مطروح بحكم وحدة الجذور.. مراكز القوى الإخوانية تريد استمرار الفوضى بإبعادنا عن طاولة المفاوضات خطف المصريين هو رد التكفيريين على عمليات الجيش المصري ضدهم ودعم حفتر وثروة ليبيا 300 مليار دولار بالبنك المركزي الليبي، وكل ما كتب عن ثروة القذافي الخاصة كذب حوار - عبير سليم في الوقت الذي دعت فيه الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ مؤخرًا لبحث الأزمة الليبية، التي تزداد تعقدًا يومًا بعد يوم منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، تتحرك قوة القبائل التي تمثل الغطاء الاجتماعي الذي يتكون منه نسيج المجتمع الليبي، نحو جمع اعتراف من دول الجوار بوجودهم كقوة مؤثرة وفاعلة، تهدف إلى توحيد الصف مع الجيش الوطني الليبي للقضاء على الفوضى التي جعلت من ليبيا أرضا خصبة تجمع التكفيريين وإرهابيين العالم وتنظيم القاعدة. "البوابة" حاورت العجيلي عبدالسلام البريني رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية الذي تقلد سابقًا مناصب عدة إبان نظام القذافي، منها منصب وزير المالية ورئيس للبنك المركزي الليبي وسفير ليبيا في مدريد، وأخيرًا رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية، وإلي نص الحوار: هل كنتم مع الثورة الليبية، حيث لا يبدو أن هناك توافقا سياسيا بينكم وبين الحكومة الليبية الحالية؟ أولا لا بد من توضيح أن القبائل الليبية جسم مستقل عن الحكومة الليبية الحالية، وهي تمثل القبائل التي هزمت في حرب 2011، وعددها يتعدى ال2000 قبيلة، وكلنا لم نكن ضد أي توجه شعبي استهدف التغيير. ونحن في البداية كمجتمع مدنى قبيلي دعمنا هذا التوجه الشعبي بدعم الثوار الذين يطالبون بتغيير النظام السابق بشكل رسمي، حتى اتضح أنهم ليسوا ثوارا سلميين، بل مسلحون استولوا على مخازن السلاح، واستنجدوا بالناتو. وهي النقطة التي غيرت موقفنا إلى الجانب الآخر ومساندة الجيش الوطني لمحاربة التدخل الأجنبي "الناتو" الذي استمر ثمانية أشهر، واتضح بعدها أن سقوط النظام هو مدبر من قبل فرنسا وبريطانيا وأمريكا. ودمرت ليبيا بالكامل من المعسكرات ومراكز أمن عام ومراكز أمن سري وما يسمى بالمؤتمرات الشعبية، ومن هنا اندفع غالبية الليبيين نحو مقاومة الناتو، وانتصرت الثورة وتكون مجلس انتقالي، ألغي معه أهم مؤسستين يمثلون عمود الدولة وهما الجيش والشرطة، وهو الخطأ الأكبر الذي وقعنا فيه، وأصبحنا مثل العراق عندما دخل الأمريكان جاء الحاكم "بريمر" وألغي كل المؤسسات الأمنية فانتهت البلد. إذا ما هي طبيعة التعاون أو التنسيق إذا وجد بينكم وبين الجيش الوطني والحكومة الحالية حول المعارك الدائرة حتى هذه اللحظة؟ التعاون مع الجيش الوطني والحكومة الحالية يسير في إطار محاربة الجماعات الإسلامية وتنظيم القاعدة الذين أتوا من كل مكان ودخلوا بثقلهم وسيطروا على معظم المدن الليبية، خاصة المدن الساحلية بدءًا من درنة وصبراتة وزوارة في الغرب، وذلك بحكم إنهم مدربين ومدعومين بالسلاح اللازم من دول أخرى ومن جهة أخرى. وبالنسبة للمعارك التي تدور حاليا يمكن أن تسميها حرب بين الحضر والبدو، والحضر هم الإسلاميون الذين يعيشون على الشريط الساحلي أصحاب الجذور التركية ويونانية والأمازغية، وتمولهم الدول بالإمكانيات المطلوبة لخوض معارك شرسة حتى الآن، والبدو الذين يتمثلون في القبائل. صف لي أكثر طبيعة علاقتكم بالجيش الوطني بالوقت الحاضر الذي يقوده اللواء خليفة حفتر؟ حفتر كان لدية مشكلة مع النظام السابق انتهت بسقوط النظام، ونحن ليس لدينا مانع في مساندته، لأن الهدف واحد. ولكننا نريد منه اعتراف بأن هناك جيشا آخر، وهو جيش القبائل الذي كان ضمن جيش الدولة بالنظام السابق، وهما نائمين ويتملكهم الخوف، وهما خارج الخدمة وعددهم يصل إلى 50 ألف وتتبناهم القبائل وتخوض بهم القبائل معارك يومية ضد المسلحين. ونحن نتبناهم كي ينضموا إلى الجيش الوطني ويساندوهم في تحرير البلاد من الإسلاميين الإرهابيين. وماذا يعرقل تلك الخطوة؟ لا زالت الحكومة والبرلمان عاجزين عن إصدار وإدارة قانون يعمل على ما يسمى إعفاء العسكريين الذين كانوا يعملون في الخدمة إبان القذافي، من المحاسبة، فهم مهددون. هل للقبائل الليبية أي صله بالمتطرفين المسيطرين على البلاد؟ كما أخبرتك سابقًا أن الشريط الساحلي على البحر المتوسط أغلبهم حضر، وبهم عدد قليل من القبائل مجموعة معهم ومجموعة ضدهم، ولا أنكر أن هناك بعض أفراد من القبائل الليبية تدعم الإسلامين ويمدوهم بالسلاح والذخيرة ويقفوا في صفوفهم بالمعارك، وهم بالنسبة لنا ولشيوخ القبائل "منبوذين". وهل تلك القبائل الساحلية لها علاقة بمجلس القبائل الذي ترأسه؟ ليس لهم أي علاقة بنا بسبب معرفتنا لجذورهم غير الليبية، ونحن مجلس قبائل مهجومه من حرب 2011، وعندما سقط النظام هذه القبائل خرجنا ضد الناتو وصفتنا تلك القبائل الساحلية المتأسلمة بقبائل "الأزلام" التابعة لنظام القذافي، والحقيقة إننا نريد تطهير ليبيا من الفوضى. ما هو موقفكم من إعلان داعش بانضمام درنة للدولة الإسلامية؟ شيء مأساوي لنا ولدول الجوار، حيث يعتبر تهديد لنا ولدول الجوار، وحسب معلوماتي انها بالفعل مسيطرة على المدينة بأكملها. ما هي تحديدًا الدول التي ترعى الإرهاب في ليبيا ؟ بخلاف الدول الثلاثة المعروفين قطر وتركيا والسودان، لديكي دول الغرب، التي لا زالت تراهن على الإسلاميين رغم استشعارهم بفشل الإخوان في مصر مؤخرًا، بعد أن كانوا يراهنون عليهم على نجاحهم كمدخل لكل دول المنطقة. والدليل إجماعهم على مقاتلة داعش في مدينة صغيرة "كوباني" على الحدود السورية العراقية ولم تأتِ إلى ليبيا، رغم شهادتهم أن ليبيا أصبحت مركزا لتدريب الإرهابيين، وهذا إذا يعني أن دول الغرب لا زالت تراهن على الإسلاميين في ليبيا. ولديكي دولة قطر، فأنا لا أتصور أن قطر عندما ساعدت الثوار في سقوط النظام السابق، قامت بذلك من تلقاء نفسها، فهي مسنودة من أمريكا، فمن هي قطر كي تجرأ على مهاجمة دولة عملاقة مثل مصر؟ هل لكم علاقات أو تعاون بالقبائل الليبية الموجودة في مطروح؟ إن كان هناك تنسيق أو تعاون فهو يحكمه النسيج الاجتماعي بين قبائل الصحراء الشرقية الليبية والصحراء الغربية المصرية، لأن أصل هذه القبائل واحد، وهناك تعاون تجاري واقتصادي وعملي في السابق. ولكن الآن إن كان هناك تعاون فهو مقتصر بين القبائل التي لها امتداد داخل الحدود الليبية أو العكس الموجودة بمنطقة دراقة تحديدًا. ماذا تحتاجون من دول الجوار كي تستطيعون تحقيق أهدافكم في القضاء على الميلشيات المسلحة لعودة الاستقرار في ليبيا؟ نحتاج إلى الاعتراف بوجودنا من دول الجوار، فليبيا لن تتحرر بدونا، فلا جنيف واحد ولا جنيف 2 ولا اجدامس 1 أو اجدامس 2 ستنجح ما دامت القبائل غير موجودة في الوسط السياسي والعسكري، والدليل فشل المفاوضات السابقة جميعها. وأقصد هنا عندما تعقد اجتماعات بدول الجوار أو مع ممثل الأممالمتحدة لمناقشة الأوضاع في ليبيا لا بد من أن تكون القبائل طرف معاهم، فلا يعقل أن يكون على طاولة المفاوضات الأطراف المقاتلة بمصراتة والزنتان ونحن غائبين رغم وجودنا على أرض المعركة. في رأيك لماذا يتجاهلوكم وأنتم تمثلوا النسبة الأكبر على أرض الواقع؟ لا أدرى ربما الإخوان الذين يتقلدون مراكز قوى لا يريدون وجودنا، ويريدون استمرار الفوضى والمحاربة، ونتمنى من مصر أن تتبنى هذا الجانب فحتمًا سيكون لنا دور مؤثر في إنهاء الصراع الدائر بليبيا، وبدون جيشنا لن تكون هناك هدنة سياسية أو أمنية أو استقرار. من وجهه نظرك من تعتقد وراء الخطف المتكرر للمصريين في ليبيا؟ الطرف المتضرر في مصر الآن واضح، وهو التكفيريون والمتطرفون في الشريط الساحلي، وهم يخطفون المصريين انتقامًا من عمليات الجيش المصري ضدهم، إضافة إلى رفضهم دور مصر الداعم لحفتر. أخيرًا حدثني عن ثروة ليبيا بما أنك كنت تتقلد سابقا منصب رئيس البنك المركزي الليبي؟ ثروة ليبيا موجودة بمصارف إقليمية ودولية، وهناك قرار صادر من الأممالمتحدة بتجميدها، وهى في حدود 300 مليار دولار، موجودة بالبنك المركزي حاليًا، وهى ايرادات تراكمية لسنوات طويلة كودائع للأجيال القادمة، ثم تم تجميدها، ومؤخرا تم الإفراج عن جزء كبير منها لصالح الحكومات المتعاقبة في ليبيا، علاوة على الإيرادات النفطية من عام 2011 وحتى 2013، على اعتبار أن تلك الفترة كانت الحقول البترولية شغالة. وصرفت كلها على أوجه غير صحيحة، منها مليارات على دروع عسكرية وعلي علاج الثوار ومرتبات ومكافآت، وهو ما ساهم في تأجيج المعارك واستمرارها، حيث تم شراء الكثير من المقاتلين المأجورين. وماذا عن ثروة القذافي الخاصة؟ أنا لا اتصور أن القذافي له ثروة خاصة مثلما شاع تقديرها بالتريليون، فكل هذا كذب، وبالنسبة للأصول الموجودة في جنوب أفريقيا كانت من خلال شركات استثمارية خارجية مثل الموجودة في مصر وفى أي دولة تقوم بأنشاء فنادق وكلها مسجلة باسم الدولة الليبية، وأرجعوا للأوبك، فوقفا لإحصاءاتها فقيمة النفط الليبيين الذي تم تصديره لا يتعدى 700 مليار دولار، منذ بداية استخراجه عام 1963 وحتى 2013. وبالتالي عندما نخصم من ال700 مليار، ميزانيات 50 عاما يتبقى ما يقرب من 300 مليار وهى بالفعل القيمة الموجودة بالبنك المركزي الليبي.