اهتمت صحف السعودية بالوضع فى اليمن، حيث أكدت صحيفة "عكاظ" أن اليمن يواجه تحديات تراكمية جسيمة أصبحت تشكل تهديدا كبيرا للشعب اليمني بكامله مع استمرار الإرهاب الذي يضرب أنحاءه خاصة عملية التفجير التي حدثت في صنعاء وأوقعت العشرات من القتلى، الأمر الذي سيزيد من تعقيدات المرحلة وقد يحول اليمن لميدان حرب طائفية وإرهابية لا تهدد اليمن وحده بل المنطقة بكاملها. ودعت الصحيفة - فى افتتاحيتها اليوم تحت عنوان (اليمن إلى أين؟) - جميع الأحزاب اليمنية إلى دعم حكومة بحاح وجهود الدولة في بسط الأمن والاستقرار وردع الأطراف التي تسعى إلى تأجيج الوضع خاصة ميليشيات الحوثي المسلحة التي تحاول التغلغل في مؤسسات الدولة وتغييب حكم الدولة وتحويل اليمن إلى ميدان حرب طائفية. وأضافت أنه على هذه الميليشيات الإلتزام ببنود المبادرة الخليجية واتفاقية السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني وتسليم الأسلحة للدولة، مشيرة إلى أنه بدون ذلك ستتفاقم أجواء التوتر وستزيد حالة الاحتقان التي تضر وتؤثر على اليمن من شماله إلى جنوبه وستؤدي لحدوث شلل في المؤسسات الرسمية بسبب تعنت الحوثي واستمراره في نشر الفوضى والعبث بالأمن. ورأت أن التطورات المتسارعة في اليمن تشير إلى أن المتمردين الحوثيين يريدون الهيمنة على كل مقدرات الدولة، وهذا سيؤدي إلى مرحلة خطيرة من التشظي تنتظر اليمن، داعية المجتمع الدولي المبادرة والتحرك السريع لوقف هذا التمدد الحوثي المدفوع بقوى إقليمية قبل أن يستفحل وتصعب السيطرة عليه. وقالت "على عقلاء اليمن التحرك بهدف الحفاظ على مكتسبات اليمن ووقف نزيف الدم واستعادة اليمن الذي تحاول ميليشيات الحوثي اختطافه وتحويله لمرتع للفكر الطائفي القميء". ومن جانبها، وتحت عنوان (اليمن المحير)، قالت صحيفة "الرياض" "لا تبدو الصورة واضحة في الأحداث التي تجري في اليمن، مشيرة إلى التمدد الحوثى، مشيرة إلى أن الواقع الجديد أثار الريبة لدى دول عربية عديدة، خاصة دول الخليج العربي، والقضية أن إيران بدأت تهدد هذه البلدان بأن لها جيشا ورصيدا مذهبيا سيكون إحدى أذرعتها في المنطقة، وهذا لا يخدم اليمنيين بكل فصائلهم، والمنطق يفرض التعامل من أفق المصلحة الوطنية قبل غيرها، والتي تخدم كل الشعب اليمني". وأضافت أن إيران لن تكون البديل الموضوعي في دعم الاقتصاد اليمني، إلا ما ترسله من فائض أسلحتها لإحداث تغييرات قد تنقلب إلى حروب أهلية، ولا يمكن لها أن تستطيع تقديم ما اعتمدته دول الخليج والتي التزمت بكل المسؤوليات المادية وغيرها بما في ذلك استقبال مئات الآلاف من الإخوة المواطنين للعمل في دولها.. وهنا نطرح السؤال مَن يكون المسؤول عن عودة الأمور إلى طبيعتها أو تعقيدها؟. وتابعت أن القضية لا تقبل ممارسة ضغوط بالذهاب لإيران على حساب دول الخليج العربي أو العكس، فاليمن يحتاج إلى مواجهة موضوعية وعاقلة لظروفه الراهنة وأبعاد المستقبل، وألا يكون داخل اللعبة لصالح أي طرف، وهو الذي لديه الكثير من المعاناة التي لا تحل إلا بتراضي مواطنيه والإجماع على وحدتهم.