* أنصار "الآريوسية" في مصر يقدرون بالمئات فقط ويعملون في الخفاء * رسالة من النبي "محمد" ل "هرقل" عظيم الروم حملة ذنب "الآريوسيين" إذا لم يسلموا * دعوة آريوس أحدثت "انقلابًا" ونقلت الصراع خارج حدود مصر لتشمل الجبهة الشرقية "آريوس" ليبي تشتت بين مدارس أنطاكية والإسكندرية.. ومات مسمومًا
أكد الدكتور عبد الباقي السيد الظاهري، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في حواره "ل"البوابة نيوز"، أن "الآريوسية دعوة مسيحية خالصة بدأت في مصر تدعو إلى وحدانية الله تعالى وأن هذه الدعوة سبقتها دعوات ولكن كان القس "آريوس" هو أول من جعل هذه الدعوة حركة منظمة ولها أتباع وانتشار على مستوى العالم.. و"آريوس" المولود في قورينا (ليبيا الحالية) عام 270 م، لأب اسمه أمونيوس من أصل ليبي بربري الجنس، كان شماسًا بيد البابا بطرس (البطريرك 17) في ( 300م-310م)، إلا أنه طرد من الكنيسة في عهد البابا بطرس بسبب مجاهرته برأيه بشأن أن المسيح بشر وليس إلهًا. وقد نجح "آريوس" في أن يصبح ذا شأن كبير في الإسكندرية، بسبب ثقافته وصفاته الشخصية، فقد كان ذا موهبة في الخطابة فصيحًا بليغًا قادرًا على توصيل أفكاره بسلاسة بين العامة والمفكرين. أضاف الظاهري، أن قضية "آريوس" تجاوزت في هذه المرحلة حدود مصر ووضعت الجبهة الشرقية من الإمبراطورية المسيحية في حالة من الهيجان، فكان لا بد من تدخل الإمبراطور قسطنطين للحفاظ على وحدة الإمبراطورية. وهذا الأثر ل "آريوس" نقل الصراع الفكري من مصر إلى خارجها وعن عدد الآريوسيين الموجودين في مصر يقدر ببضع مئات فقط، ويعملون على نشر دعواهم في الخفاء لكن لهم فروع خارجية ويتواصلون مع بعضهم ويعقدون الندوات. وأوضح الظاهري أن "آريوس" كان موحدا خالصا يبتدئ خطبه بكلام نبي الله سليمان بن داوود حيث يقول "الرب خلقني في أول خلائقه"، وأخذ يقرر بأنه يعنى بذلك "كلمة الله". أضاف: وقد تمثلت صيغة "أريوس" التي عارض بها صيغة الكنيسة في التالي" الله الواحد الأحد القائم وحده القيوم، هو الوحيد الذي لم يولد، ليس له بداية أو نهاية، لا يمكن إدراكه أو التعبير عنه، وليس له معادل أو مكافئ على الإطلاق". وقال الدكتور عبد الباقي الظاهري أن حياة "أريوس" انتهت بدس السم له على حد تعبير مؤرخ شهير هو "جيبون"، ليموت "أريوس" شهيدا من أجل صون وحدانية الله.