مقتل 5 جهاديين من خلال طائرة استطلاع إسرائيلية بمنطقة شبة جزيرة سيناء الشمالية الجمعة الماضية، وتحديداً في منطقة رفح الحدودية مع إسرائيل، يطرح تساؤلاً حول أعداد الجهاديين في هذه المنطقة التي اشتعل القتال فيها بعد 30 يونيو ومدى ارتباط هذه التيارات الجهادية بالإخوان وعزل الرئيس، محمد مرسي. تصاعد وتيرة الأحداث بدأ قبل 30 يونيو بأيام عندما ذهب، محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة إلى منطقة العريش في زيارة سرية مختفياً عن الأنظار، التي كشف عنها، مرجان سالم، أحد قيادات تنظيم الجهاد، عندما وجهنا إليه سؤالاً عن اختفاء “,”الظواهري، دل على مكانه، وتأكدنا من ذلك عندما عرفنا أنّ الأمن الوطني قام بالتحقيق معه وأطلق سراحه بعد ذلك. ونفي، محمد الظواهري فيما بعد ، من خلال بيان دعا فيه أتباعه إلى انتظار اللحظة الفارقة والتأكيد على أنهم لن يتحركوا إلا في الموطن الشرعي للجهاد. وأكد مرجان صلة، شقيق تنظيم القاعدة، بما يحدث في سيناء عموماً. فقد تخيل، الظواهري، أنّ الفوضى الأمنية المتوقعة في 30 يونيو تسمح له بإعلان سيناء إمارة إسلامية، فحالت قوات الأمن دون تنفيذ مخططة رغم أنّ سيناء تمتلئ بالعناصر الجهادية. يقول، نبيل نعيم، أحد مؤسسي تنظيم الجهاد: يبلغ عدد الجهاديين في مصر قرابة ألفين، بعضهم مازال يرتبط بتنظيم القاعدة ارتباط فكري وآخر تنظيمي، خاصة بعد 2011. وأضاف، أنّ أغلب الجهاديين موجودون في منطقة شبه جزيرة سيناء، قرب المنطقة من إسرائيل سمح بنمو الأفكار الجهادية التي يقتات عليها النّاس ويعيشون، فضلاً عن ضعف السيطرة الأمنية نظراً لأنها منطقة حدودية منزوعة السلاح من ناحية وهي منطقة صحراوية من ناحية أخرى. ارتباط الجهاديين بالإخوان يبدو أنّ هناك ارتباطاً بين جماعة الإخوان المسلمين وبين التيارات الجهادية في سيناء ظهر من خلال موقفين أحدهما عندما شرع الرئيس المعزول، محمد مرسي، بالإفراج عن كثير منهم من خلال عفو رئاسي والآخر عندما قامت قيادات “,”الإخوان“,” بتهديد القوات المسلحة بهذه التيارات الجهادية. عزل، محمد مرسي، أعقبة عمليات عسكرية ما زالت تدور رحاها في سيناء، بما يؤكد ارتباط “,”الإخوان“,” بالتيارات الجهادية وعزز هذا الارتباط تصريحات، محمد البلتاجي، القيادي بالإخوان، عندما ربط بين استمرار العمليات العسكرية وعزل، مرسي، عن إدارة البلاد. ورغم أنّ أغلب التيارات الجهادية الموجودة في سيناء تكفر “,”الإخوان“,” وترى أنهم أضروا بالمشروع الإسلامي، إلا أنها تدافع عنهم ضد من تسميهم فيلق الكفار والعلمانيين، وتستغل ما يحدث في الشارع من أجل إقامة الإمارة الإسلامية بعدما خذلهم “,”الإخوان“,” في إقامة الدولة الإسلامية. فهل يوجد تنسيق أمني بين القوات المسلحة وبين القوات الإسرائيلية بشأن القضاء على البؤر الإرهابية في سيناء؟؛ إن ما يحدث في سيناء يؤكد وجود تنسيق أمني على أعلى مستوى، خاصة وأنّ التيارات الجهادية تهدد أمن إسرائيل فكثير منها يوجه عملياته ضد من يظنون أنه عدوهم الأول، ولعل هذه التنظيمات تشكل خطورة للجانب المصري والإسرائيلي معاً. ويقول، مصدر عسكري بالجيش المصري رفض ذكر اسمه،: إنّ المصلحة بين القوات المصرية والإسرائيلية واحدة فيما يتعلق بالتصدي للمتطرفين في ظل وجود اتفاقية كامب ديفيد التي تمنع تحليق الطائرات المصرية فوق المنطقة الحدودية. وذكر، أنّ التنسيق الأمني سمح أولاً باستخدام الأسلحة الثقيلة في المنطقة “,”ج“,” وهو ما يخالف الاتفاقية وسمح للطيران المصري بالتحليق فوق قطاع غزة لمراقبة التيارات الجهادية المسلحة وتعقبها. ولم ينف المصدر، ضرب القوات الإسرائيلية للجهاديين ال 5 بمنطقة رفح، بدعوى أنهم كانوا بصدد إطلاق صواريخ على إسرائيل بعدما امتلكوا منصة لإطلاقها. فرغم نفي المتحدث العسكري أنّ تكون القوات الإسرائيلية قد قامت بإطلاق صاروخ استهدف الجهاديين التزم الجيش الإسرائيلي الصمت خشية إحراج الجيش المصري، ووعد المتحدث العسكري بالكشف عن ملابسات الحادث في وقت قريب. خريطة التنظيمات الجهادية يغلب التيار السلفي على منطقة سيناء، نظراً لتطرفها عن العاصمة القاهرة وتقصير المؤسسة الدينية ممثلة في الأزهر الشريف في حقها، وبالتالي أصبحت بؤرة لانتشار الجماعات الإسلامية وبخاصة المتشددة في ظل غياب رجال الدين الوسطيين. يقول، عبد القادر سويلم، ناشط إسلامي،: يغلب التيار الصوفي على منطقة سيناء منذ عشرات السنين غير أنها تأثرت بالفكر الجهادي عندما هرب إليها، سيد قطب، أثناء ملاحقة سلطات الأمن لتنفيذ حكم الإعدام. وأضاف، انتشار التيارات الجهادية وبخاصة التكفير والهجرة يرجع إلى غياب الفكر الإسلامي الوسطي وهو ما يجعل سيناء بؤرة نشطة الانتشار الفكر الجهادي. وقد كان سويلم منتمياً لتنظيم التكفير والهجرة بمنطقة رفح المصرية الواقعة على الحدود المصرية الإسرائيلية، وكان أحد المتهمين بتنفيذ تفجيرات طابا في 2006، إلا أنه أخذ برأه من التهم الموجهة إليه. يقول، عبد الحميد صبح، أحد قيادات جماعة الجهاد، الذي يسكن بمنطقة أسدود الواقعة مع الحدود الإسرائيلية،: توجد عدة تيارات جهادية في سيناء في مقدمتها، جماعة التوحيد والجهاد، ومجلس شورى العلماء “,”أكناف بيت المقدس“,” وجماعة أنصار الجهاد. ويضيف، أنّ جماعة التوحيد والجهاد اسمها الحقيقي التكفير والجهاد ولكن إيحاءات الاسم دفعت أنصار “,”التنظيم“,” لتغييره إلى التوحيد والجهاد بدلاً من التكفير والجهاد. وذكر، أنّ أغلب الأفكار الجهادية يسبقها فكر التكفير ويلحقها التفجير مباشرة، وغالباً ما تنتشر هذه الأفكار بسرعة شديدة كما تنتشر النار في الهشيم. وأكد، أنّ أغلب الأفكار لها علاقة بمداعبة عواطف المنتسبين إليها ودغدغة مشاعرهم ولذلك تجد رواجاً كبيراً بين أولئك المتحمسين للإسلام. الجدير بالذكر أن “,”صبح“,” سجن أكثر من عشرين عاماً بتهمة تهريب أسلحة للحركات المقاومة في فلسطين، وكان تنصيفه، انتماء لحركة الجهاد الإسلامي.