"صيصة أبو دوح النمر" سيدة من الأقصر قضت 43 عاما من عمرها في صورة رجل، هاربة من العادات والتقاليد والأعراف الموروثة التي تلاحق المرأة في الصعيد والمجتمعات الريفية، خاصة بعد موت زوجها وطلاقها وبقائها وحيدة، لم تتمن سكن القصور أو الفيلات أو الأموال، وكان حلمها الوحيد - كما روت ل"البوابة نيوز"- هو أن تعيش هي وصغيرتها حياة بسيطة بعد أن توفي زوجها وتركها فريسة لمجتمع قاس بلا رحمة. قررت بنت الأقصر، أن تعيش بعيدا في منفي عن العادات والتقاليد التي تحرم عمل المرأة، وارتدت ملابس رجل وقصت شعرها، وارتدت جلباب الرجال وربما صورتهم وطريقتهم حركاتهم ومواقفهم، متحدية الحياة التي لا ترحم والظروف الصعبة، لتعمل في صناعة الطوب اللبن "يدها بيد الرجال". وبعد سنوات من التعب والشقاء والمثابرة على الحياة الجديدة التي صنعتها " النمر "، عملت ماسحةً للأحذية بمحطة قطار الأقصر،حتى زوجت ابنتها الوحيدة "هدي "، وظلت تعمل وتساعد ابنتها وزوجها، وبعد أن أنجبت ابنتها 6 أولاد، ومرض زوج ابنتها وأصبح غير قادر على العمل، لم تجد "النمر" أمامها سوى مواصلة الكفاح من أجل ابنتها وأحفادها الستة. وربما لم تكن النمر، السيدة الأولى أو الأخيرة في هذه الحلقة المفرغة من العناء، إلا أنه كتب عليها أن تكمل هذا المشوار المرير في هذه الحياة التي لا ترحم حتى النهاية.