- 6 مبادرات خلال أسبوعين لوقف العنف والنتيجة “,”صفر“,”.. وإصرار إخواني على الصدام مع الشعب والجيش - توقعات بتكرار سيناريو 1954.. وتأكيدات: الإعدام والسجن المشدد ينتظر قيادات الجماعة “,”الكبار“,” - خطأ التلمساني يكرره الآن بديع الذي يصر على الصدام مع الجيش ويرفض فض الاعتصام لا يظهر على السطح ما يؤكد قبول جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم بحل سياسي سريع، عقب تغيير المشهد السياسي بعد 30 يونيو أو خلال الفترة القريبة القادمة. تقريبًا المشهد متشابه للغاية لسيناريو الأحداث في خمسينيات القرن الماضي، “,”الجماعة“,” عام 1954، عقب الانقلاب العسكري الذي قام به الجيش وأيده الشعب فيما بعد.. اصطدمت “,”الجماعة“,” بالعسكر، وكانت النتيجة تنفيذ عقوبة الإعدام على قياداتها الذين حركوا الشارع ضد القوات المسلحة في هذا الوقت، وكان أبرزهم الدكتور عبد القادر عودة وآخرون، فضلاً عن حملة الاعتقالات التي شملت كل صفوف “,”الجماعة“,”، فمنهم من مكث في السجن قرابة عشرين عامًا، ومن أبرزهم عمر التلمساني، المرشد الثالث للجماعة، والمرشد الثاني، المستشار حسن الهضيبي، والذي كان يلقب بالإمام الممتحن، ولعل تقارب المشهدين في المكان تؤكد للمراقب أنّ إمكانية التوصل لحل سياسي أو قبول “,”الجماعة“,” بمبادرة للحل من رابع المستحيلات. والطريف في مشهد 1954 و2013، أنّ “,”الجماعة“,” كانت عاملاً مشتركًا، حيث اصطدام العسكر في كلا المشهدين بالإخوان وسلوكهما، رغم مرور أكثر من 60 عامًا، لم يتغير، فحرص “,”الجماعة“,” في الخمسينيات على تشكيل الحكومة بأكملها كان وراء الصدام مع العسكر، الذين كانوا يعتبرون أنفسهم نواة الثورة والداعين إليها، وربما نفس المشهد يتكرر في 2013، ولكن “,”الجماعة“,” تظن أنّها هي النواة الحقيقية للثورة وأنّ العسكر مجرد حام لها فقط، وبالتالي فقد حاولت أخونة الدولة بمؤسساتها بنفس المفهوم التنظيمي الذي تعاملت به في الخمسينيات، وهو “,”التمكين“,”. “,”الإخوان“,” هم “,”الإخوان“,” في المشهدين رغم أنّ الجغرافيا واحدة لم تتغير وإنْ تغيرت السياسة التي جمعتهم بالعسكر، وطريقة العسكر لم تتغير هي الأخرى، خاصة وأنهم يعتبرون أنفسهم الحامي الأساسي للجمهورية الأولى التي كونوها على أنقاض الملكية التي أسقطها الجيش في الخمسينيات، وبالتالي غيرتهم على الدولة بمفهومها الواسع أكبر من الأحزاب والتيارات السياسية التي تشكلت على خلفية المبادئ التي أنشأها أصحابها. من جانبها طرحت التيارات السياسية الموجودة على الساحة عددًا من المبادرات، هناك من كان مقنعًا في مبادرته وراعى الظرف السياسي ولكنه لم يكن مقبولاً من “,”الإخوان“,”، التي تمسكت بعودة “,”مرسي“,” قبل الحديث عن أي مبادرات باعتباره ممثلاً للشرعية، وهناك مبادرات أراد أصحابها تحقيق مكاسب سياسية، ومحاولة إثبات للرأي العام أنّ التيار السياسي الذي يمثلونه موجود على الساحة، وغالبًا هذه التيارات عانت إقصاء ولديها مشكلة في تجنيد أتباع آخرين، فهي تحاول إثبات ذاتها من خلال طرح مبادرات لا قيمة لها على أرض الواقع غير الرغبة في إثبات الذات. من أهم المبادرات التي طرحت على الساحة مبادرة الدكتور سليم العوا، والتي اختصر فيها مطالبه بتشكيل حكومة يتم التوافق عليها من كافة الأحزاب والقوى السياسية وتدعو لانتخابات عاجلة، ولكن “,”الإخوان“,” رفضوها ولفظوها؛ مما دعا “,”العوا“,” لإبراء ذمته بإعلانها على الملأ، وتعاملت “,”الجماعة“,” معها بالتجاهل، ولم تعر صاحبها أي اهتمام. “,”الجماعة“,” تعاملت مع مبادرة رئيس الوزراء السابق، هشام قنديل، بتجاهل شديد، والتي كانت تشترط دعوة “,”مرسي“,” لإجراء انتخابات مبكرة، وكان ردها لا يجوز أنّ يفرض على الرئيس الشرعي أي شكل من أشكال الضغوط، وربما الصيغة التي طرح بها رئيس الوزراء السابق، والقريب من “,”الجماعة“,” تؤكد علمه المسبق برفض “,”الجماعة“,”، ولكنه أراد إثبات ذاته وأنه ما زال موجودًا على الساحة وإنْ أسقطه الثوار، وربما يكون ذلك نفس المنطق الذي حرك الجماعة الإسلامية، التي خرجت بأكبر عدد من المبادرات بهدف أنْ تقول للرأي العام، “,”أنا الجماعة الإسلامية قد عادت إليكم من جديد“,”، ومعروف أنّ “,”الجماعة الإسلامية خاضت حربًا ضد النظام فتضاءلت شعبيتها“,”، ومات أغلب أعضائها، وهرب الباقي بعد سنوات السجن الطويلة. من أهم المبادرات التي صاحبها ضجيج على الساحة المصرية وربما يكون آخرها، تلك التي طرحها الداعية السلفي محمد حسان، والذي اعترف أنه أخذ موافقة بمبادرته من قبل الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، والمهندس أيمن عبد الغني، أمين لجنة الشباب بحزب الحرية والعدالة زوج ابنة نائب المرشد العام للإخوان، خيرت الشاطر، وبناء على هذه المبادرة طلب موعدًا، وقابل القائد الأعلى للقوات المسلحة وبعض أعضاء المجلس العسكري، ورغم موافقة الفريق عبد الفتاح السيسي على الطلبات التي تقدم بها “,”حسان“,” ممثلاً للإخوان من ناحية والتحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي أنشأته “,”الجماعة“,” لعودة “,”المعزول“,” لمنصبه، من ناحية أخرى؛ وكانت ممثلة في عدم اقتحام الاعتصامات بالقوة، والتحفظ حول إراقة الدماء؛ فوافق “,”السيسي“,”، وطلب “,”حسان“,” من “,”السيسي“,” إعلان ذلك؛ حتى يطمئن “,”الشباب“,”، على حسب تعبيره. فرغم ما في المبادرة من وجاهة تدفع الطرفين للجلوس لحل الأزمة السياسية المستعصية وطلب “,”السيسي“,” من “,”حسان“,” أنّ يهيئ قيادات الإخوان أتباعهم في اعتصامي “,”رابعة العدوية و“,”النهضة“,” لإمكانية القبول بحل “,”سياسي“,”، ورغم موافقة مندوب “,”الإخوان“,”، إلا أنّ “,”الجماعة“,” تبرأت من “,”حسان“,”، وأطلقت كتائبها الإلكترونية لمهاجمته، فضلاً عن الهجوم الذي وصل لحد السب واللعن على منصة الاعتصامين. ترفض جماعة الإخوان المسلمين الدخول في أي مبادرة ربما من منطلق قوة؛ على اعتبار أنها قادرة على حشد الملايين من أنصارها وكل المؤمنين بالمشروع الإسلامي، أو ممن ينتمون للحركات الإسلامية الأخرى في شرق البلاد وغربها؛ ولكنها لا تتخيل أنها تخسر يوماً بعد الآخر في الشارع جراء استمرار اعتصامها، فما تفاوض عليه الآن لا تستطيع التفاوض عليه غدًا. فيما يحاول الغرب أنْ يبحث للإخوان المسلمين عن مخرج حقيقي للأزمة السياسية المتصاعدة في الشارع المصري، وفي المقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ خاصة وأنّ هذا الغرب عقد تحالفات إستراتيجية مع “,”الجماعة“,” عندما كانت على رأس السلطة التنفيذية العام المنصرم وسقطت بعد 30 يونيو. اهتزت حسابات الغرب وأمريكا على وجه التحديد للمرة الثانية خلال عامين، واشنطن لم تكن تتوقع ثورة الشارع في يناير 2011، وفوجئت كذلك بخروج نفس الشارع في 30 يونيو عام 2013؛ ولذلك وقفت موقفًا معارضًا لمعارضي “,”الإخوان“,” في العلن، فخرجت عن حيادها، والذي قد يحافظ على مصالحها إذا ما جاء “,”الإخوان“,” إلى السلطة أو معارضيهم. ولعل موقف الاتحاد الأوروبي وممثلته خلال الأيام الأخيرة عندما زارت القاهرة، يؤكد أنّ الهدف لم يكن متمثلاً في بحث سبل عودة الرئيس المعزول، محمد مرسي، وإنما في إمكانية عقد مصالحة تنهي الأزمة السياسية الحالية؛ ولذلك زادت الضغوط أكثر على القوات المسلحة من أجل قبولها هذه المصالحة، حتى بعد أنْ فوض الشعب المصري في 26 يوليو الشهر الماضي القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق عبد الفتاح السيسي، فيما سماه بالإرهاب المحتمل. كاثرين آشتون، ممثلة الاتحاد الأوروبي حكت بعض التفاصيل الخاصة بزيارة الرئيس المعزول، بدءًا من رفضه مقابلتها وانتهاءً برفض الحديث عن أي حلول تستثني عودته للسلطة، وربما رد “,”أشتون“,” كان واضحًا على رئيس ديوان رئيس الجمهورية، السفير رفاعة الطهطاوي، عندما قال لها إنها لم تأخذ موعدًا للمقابلة، عندما صدّر “,”مرسي“,” “,”الطهطاوي“,” لآشتون. فشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق ما حاول الوصول إليه، كما فشل جون ماكين، وليندسي غراهام، عضوا لجنة الدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، التوصل لأي اتفاق غير أنهما خرجا منددين بما حدث في 30 يونيو ووصفه بأنه انقلاب عسكري. جون كيري، كان له موقف آخر، عاتبه عليه البيت الأبيض عندما وصف القوات المسلحة بأنها استجابت لإرادة الشعب يوم 30 يونيو، والهدف من توجيه اللوم بأن تبني الولاياتالمتحدة لموقف مؤيد للنظام الحالي في مصر يجعلها تخسر دورها الراعي لعقد مصالحة بين الفرقاء. وربما زيارة وفد من وزراء خارجية قطر والإمارات ووليم بيريز، مساعد وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الأوروبي، لنائب المرشد العام للإخوان، خيرت الشاطر، وسعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب المنحل في السجن، دليل على الجهود الأمريكية والعربية المبذولة للمصالحة، ولعل رفض “,”الإخوان“,” لكل المبادرات يؤكد مصير هذه المبادرات ومصير “,”الجماعة“,” التي تتمسك بخرافة السراب وتنتظر أنْ يروي “,”مرسي“,” ظمأها مرة ثانية بعدما غادرت السلطة. ولعل حالة “,”الإخوان“,” تشبه تمامًا “,”العروس“,” في العشرينيات من عمرها، والتي يتهافت عليها راغبو الزواج، فإذا ما أتمت الثلاثينيات من عمرها وتخطتها بقليل يقل راغبو الزواج فيها؛ فهذا ما حدث تمامًا مع “,”الجماعة“,” التي تتلاشى فرص قبولها بالمبادرات السياسية لحل الأزمة، وتقل مكاسبها مع الوقت، ولعل مليونية تفويض القائد الأعلى للقوات المسلحة لما أسماه بالحرب على الإرهاب المحتمل، يوم 26 يوليو الماضي، علامة بارزة قللت أسهم “,”الجماعة“,”، وربما تفاوض “,”الجماعة“,” على بقائها من عدمه في المشهد السياسي المصري لو استمر اعتصامها لما بعد عيد الفطر.