أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن المصرى القديم كان يحتفل برأس السنة أول شهر كيهك (كا هي كا) أي روح على روح، حيث تنحسر مياه الفيضان فتعود الخضرة للأرض التي ترمز، لبعث الحياة، وقد اصطلح المصريون القدماء على تهنئة بعضهم بقولهم (سنة خضراء) وكانوا يرمزون لحياة المتجددة بشجرة خضراء. وكان الاحتفال عند قدماء المصريين بعيد الميلاد بشجرة الحياة التي يختارونها من الأشجار الدائمة الخضرة رمز الحياة المتجددة وانتقلت هذه العادة من مصر إلى سوريا، ومنها إلى بابل ثم عبرت البحر الأبيض لتظهر في أعياد الرومان ثم تعود مرة أخرى لتظهر في الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح وشجرة الكريسماس وهى الشجرة التي تحتفظ بخضرتها طول العام مثل شجر السرو وشجر الصنوبر، وهكذا أهدى المصرى القديم شجرة الميلاد للعالم أجمع. وأضاف "ريحان" في تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز" اليوم الاثنين، أن شجرة عيد الميلاد ارتبطت بأقدم الأساطير المصرية القديمة، وهى أسطورة الثالوث المقدس التي نشأت مع عقيدة الخلق والتكوين في مصر القديمة، وهى قصة الصراع بين الخير والشر والتي جسدها "ست" رمز الشر وأوزوريس رمز الحياة المتجددة ورمز النيل العائد بالفيضان والخضرة والخير طبقًا لما جاء في كتاب د. سيد كريم "لغز الحضارة المصرية". وأضاف أن الأسطورة تحكى كيف غدر ست بأخيه أوزوريس الذي كان يبغض فيه جمال وجهه ورجاحة عقله وحمله رسالة المحبة والخير بين البشر فدبر مكيدة للقضاء عليه واتفق مع أعوانه من معبودات الشر على أن يقيموا لأوزوريس حفلًا تكريمًا له ثم أعد تابوتًا مكسى بالذهب الخالص بحجم أوزوريس وزعم أنه سيقدمه هدية لمن يكون مرقده مناسبًا له ورقد في التابوت كل الضيوف، ولم يكن مناسبًا لأى أحد حتى جاء دور أوزوريس فأغلق عليه ست التابوت وألقوه في نهر النيل وانتقل التابوت من النيل عابرًا البحر المتوسط حتى وصل للشاطئ الفينيقى في أرض ليبانو عند مدينة بيبلوس وهناك نمت على الشاطئ شجرة ضخمة وارفة الظلال حافظت على التابوت المقدس من أعين الرقباء ويتابع د. ريحان، أنه كان في بيبلوس ملكة جميلة تسمى عشتروت خرجت لتتريض على الشاطئ فبهرتها الشجرة الجميلة النادرة وأمرت بنقلها لقصرها وأما إيزيس فبكت على أوزوريس وبحثت عنه على طول شاطئ النيل واختلطت دموعها بماء النيل حتى فاض النهر وبينما كانت تجلس بين سيقان البردى في الدلتا همس في أذنيها صوت رياح الشمال تبلغها بأن المعبود أوزوريس ينتظرها على شاطئ بيبلوس فذهبت واستضافتها عشتروت وكانت إيزيس تحول نفسها كل مساء بقوة سحرية إلى نسر مقدس تحلق في السماء وتحوم حول شجرة زوجها أوزوريس حتى حدثت المعجزة وحملت إيزيس بالطفل حورس من روح أوزوريس ورجعت به مصر تخفيه بين سيقان البردى في أحراش الدلتا حتى كبر وحارب الشر وخلص الإنسانية من شرور ست. وأكد أن هذه الشجرة الشهيرة التي احتوت أوزوريس هي شجرة الميلاد التي طلبت جذورها إيزيس من عشتروت وأهدتها إليها عشتروت وأمرت حراسها بحملها إلى أرض مصر ولما وصلت أرض مصر طبقًا للأسطورة أخرجت إيزيس جثة زوجها أوزوريس من تابوتها وقد عادت إليها الحياة وأصبح عيد أوزوريس الذي أطلق عليه بعد ذلك عيد الميلاد نسبة لميلاد حورس من أهم الأعياد الدينية في مصر القديمة.