قالت الروائية سعاد سليمان، اليوم الأحد: إن أوساطنا الأدبية والثقافية وسوق بيع الكتب بمصر لم تعرف مفهوم أو ثقافة "البيست سيلر" أو الأكثر مبيعا إلا منذ فترة قصيرة جدًا، موضحة أنها فكرة مستوردة من دول أوروبا وأمريكا، عقب ظهور روايات "هاري بوتر" للكاتبة الإنجليزية كي جي رولينج. وأضافت سليمان في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أنه عندما استوردنا هذه الظاهرة أفسدناها، كما نفسد كل شيء، بالغش والتدليس ورغبة محمومة من دور النشر التي تمتلك أبواقا دعائية وجرائد ومجلات خاصة بها، فلا تكتب صفحاتها الثقافية إلا عن الكتاب الذين ينتمون لهذه الدار، فهل إذا ما حقق كتاب خارج سطوة الشروق ستنصفه وتعلن أنه حصل على الأكثر مبيعا بالطبع لا، ولفترة ساد التخبط بين دور النشر كلا يعلن أن إصدراته هي الأكثر مبيعا رغم أن أحدا لم يسمع عن بعضها إطلاقا فمن هم القراء الذين منحوها هبة الأكثر مبيعا. وأكدت سعاد أن ضعف مستويات القراءة في مصر بصفة عامة تجعل من أكذوبة الأكثر مبيعا أكذوبة سخيفة ومملة، إضافة إلى أن من يملك في كل دور النشر في مصر المقياس الذي يمكن به أن تعتبر هذا الكتاب أو ذاك هو الأكثر مبيعا، خاصة بعدما ظهر سوق الرصيف المنافس لدور النشر والذي يزور الطبعات الأصلية ويبيعها في طبعات شعبية على أرصفة وسط البلد بمبلغ يصل إلى ربع الثمن، حيث لا يزيد سعر الكتاب على عشرين جنيها، بينما يصل سعره في دور النشر والمكتبات إلى خمسين جنيها.