التقى أليوم الخميس , وزير الخارجية الدكتور, محمد عمرو, وزيرة الخارجية الكولومبية, ماريا أنجيلا هولجوين, ألتي تزور مصر حاليا، حيث أعلن ألمستشار عمرو رشدي ألمتحدث ألرسمي بأسم وزارة الخارجية بأن المباحثات خلال اللقاء قد تناولت رؤية مصر للأوضاع في المنطقة العربية ، وبخاصة فيما يتعلق بالموقف في كل من سوريا وليبيا ، كما عرض وزير الخارجية جهود مصر لتشجيع الحوار بين السودان وجنوب السودان لتجاوز الخلافات العالقة بين البلدين ، وتم أيضا تناول الوضع المتعثر الذي وصلته عملية السلام بسبب استمرار الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين. كما تم بحث تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر وكولومبيا في إطار عضويتهما في حركة عدم الانحياز و طلبت الوزيرة الكولومبية , دعم مصر لترشيح نائب رئيس كولومبيا لمنصب مدير عام منظمة العمل الدولية ، الأمر الذي وعد الوزير عمرو بدراسته دراسة متعمقة على ضوء العلاقات الودية بين البلدين ، كما بحث الجانبان اقتراح كولومبيا إقامة تعاون ثلاثي بينها وبين مصر والدول الأفريقية في مجال مكافحة المخدرات والإرهاب وغيرها. وأضاف رشدي أن الوزيرة الكولومبية قد أعربت خلال المباحثات عن رغبة بلادها في تعزيز تواجدها في أفريقيا من خلال زيادة تمثيلها الدبلوماسي في أفريقيا ودفع العلاقات التجارية والثقافية مع دول القارة ، وهو الأمر الذي أيدها فيه الوزير محمد عمرو معربا عن استعداد مصر لتقديم أي عون في هذا الشأن من خلال البعثات المصرية المنتشرة في ربوع القارة. وجرى عقب المباحثات أيضا توقيع اتفاق بين وزارتي الخارجية لتنظيم المشاورات السياسية بين البلدين. وعلي المستوي السياسي فقد أنشئت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكولومبيا في عام 1958.. وتتمتع الدولتان بعلاقات جيدة ومتوازنة خاصة في المجال متعدد الأطراف مثل تبادل التأييد في المحافل والترشيحات الدولية، وتؤيد كولومبيا بشكل عام توجهات السياسة الخارجية المصرية لإقرار السلام في الشرق الأوسط . كما تشارك قوة كولومبية قوامها 120 جنديا في قوات حفظ السلام الدولية بسيناء وبالإضافة إلى ذلك فهناك ثمة تعاون كبير بين البلدين في مجال تبادل التأييد للترشيحات الدولية .. وتتقارب وجهتا نظر البلدين في العديد من الملفات الإقليمية والدولية خاصة في موضوعات الانتشار النووي والإرهاب. وبالنسبة للعلاقات التجارية فان أهم الصادرات المصرية تتمثل في السجاد، قطع غيار السيارات، أثاث، قطن وزجاج، في حين تتمثل أهم الواردات المصرية في المركزات الصناعية، والزهور والمنتجات الجلدية و وقطع غيار السيارات والبن ومنتجات التجميل. ويوجد اتفاق تجاري موقع بين البلدين في بوجوتا 1981 ، تم التصديق عليه في 1990 ينص على عقد لجنة مشتركة بين الجانبين ، وقد شهد العام الماضي ولأول مرة التعاقد على تصدير 3 آلاف طن من اللحوم الكولومبية المجمدة إلى مصر بقيمة إجمالية تبلغ 15 مليون دولار. كما تم الاتفاق بين وزارتي الصناعة والتجارة في البلدين على عقد اجتماعات لجنة للتعاون الفني والاقتصادي والعلمي وهي منبثقة عن اتفاق التجارة الإطاري الموقع بين البلدين عام 1987. وعلى الصعيد الثقافي والرياضي يقدم المركز المصري للزراعة 5 منح تدريبية كاملة و5 منح جزئية سنوياً يحرص الجانب الكولومبي على الاستفادة منها بالإضافة إلى تخصيص الأزهر الشريف لمنحتين سنوياً إلى كولومبيا ، كما يوجد اثنان من الأئمة من وزارة الأوقاف في المركزين الإسلاميين في مدينتي بارانكييا وميكاو . وقد طلب الجانب الكولومبي إيفاد مدرس لغة عربية للعمل بالأكاديمية الدبلوماسية الكولومبية في إطار تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين معهدي الدراسات الدبلوماسية في البلدين. وتعتبر الثقافة المصرية وخاصة الفترة الفرعونية من أكثر العناصر الملهمة للشعب الكولومبي العاشق والمتابع لها بشكل كبير وملحوظ، حيث يحضر إلى مصر حوالي 10 آلاف سائح كولومبي سنوياً.