ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية حديثا عن الزعيم الروحي لحركة "شاس" الدينية اليهودية المتشددة "عوفاديا يوسف" خلال عظته الأسبوعية أمس ،السبت،عن قيامه بمباركة الرئيس السائق مبارك بالقصر الجمهوري بعد تولية الحكم وهو السر الذي جعل مبارك يستمر في السلطة لمدة 30 عاما . مضيفا ً:"إن الشعب اليهودي المتدين كله في إسرائيل يصلى من أجلك يا مبارك وندعو الله أن يفك كربك ويزيح همك ومحنتك ".."وأن يوقفوا محاكمته ويخرجوه بريئا من التهم الموجهة إليه". مؤكدا أن مبارك كان رجل سلام ولا يحب الحروب، بالإضافة إلى أنه يحب إسرائيل، ولكنه الآن سقط، وأنه سيظل يدعو الله أن ينقذه من أيدي أعدائه ،في اشاره منه للثوار المصريين. ويعتبر يوسف من اقرب أصدقاء مبارك من الإسرائيليين حيث سبق لهذا الحاخام بان أرسل برسالة تهنئة بالشفاء بعد مرض مبارك في عام 2010 وكان نصها "أكتب إلى فخامتكم ومقامكم السامي الرفيع، أكتب إلى السيد الرئيس محمد حسني مبارك، صاحب المقام العالي، رئيس دولة مصر أننا نصلى هنا فى إسرائيل إلى الخالق لكى يمنحك الشفاء الكامل والشفاء العاجل .. نحن نتمنى أن تدوم لقيادة شعبكم وجميع سكان مصر بكل فخر وبالشجاعة والقوة، في سنوات طويلة من الحياة والسلام .. أتمنى يا سيادة الرئيس أن تستمر في قيادة شعبك بحكمتك المعهودة، وقوتك، ورباطة جأشك، ويمتد بك العمر، وتعيش سنوات موفورة بالصحة ويظللها الأمن والسلام، وتنجح في مسعاك، وتتحقق كل أمنياتك، وتسبح في نهر الحكمة والسعادة والخير والرضا .. مع خالص التقدير دمتم في سعادة فخامة الرئيس". وحول قصة مباركته لمبارك قال "عوفاديا": "لقد ذهبت إلى هذا اللقاء عندما عرفت أن كبار المهندسين في مصر قرروا أن يعملوا مساراً جديداً لطريق معين، لكن المشكلة كانت أن هذا الطريق سيعبر من خلال مقبرة يهودية، وكان معي حينها الحاخام "أرييه درعى" أيضاً، حيث استقبلنا مبارك بشكل محترم ورسمي، وعرضنا عليه المشكلة التي جئنا من أجلها، وطلبنا منه تغيير مسار الطريق، حتى لا تنتهك حرمة المقبرة اليهودية ومن طرفه لم يعارض طلبنا، وأظهر لنا الاحترام الكامل ووافق على الفور". مضيفا:"وعقب انتهاء الاجتماع مع مبارك والاتفاق على كل الأشياء، بقيت أنا وهو لوحدنا في مكتبه بالقصر الجمهوري بالقاهرة، حيث بادرني مبارك بالحديث قائلا.. يا سيدي الحاخام، باركني فأنا أؤمن ببركتك". وقال عوفاديا "قمت بوضع يدي على رأسه وباركته وكان ذلك قبل 28 عاماً، فعندما يمكث رئيس مصري طوال ما يقارب من 30 عاماً في حكم مصر، فهذه الفترة أمر غير اعتيادي، بل نادر الحدوث، وهذا بفضل بركة الله التي باركته بها". يذكر أن الحاخام الإسرائيلي عوفاديا يوسف قد سبق أن طلب من الأزهر إصدار فتوى للعفو عن الرئيس السابق مبارك، وذلك في مسعاه لبدء حملة دينية وإنسانية للمناداة بإطلاق سراح مبارك بتعليمات من بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى.