وجهين لعمله واحده ,وهى الزعامة والقومية فكل منهما وصل إليها ولكن الأول وصلها عن طريق الغش والخداع والبيانات الوهمية فى نكسة 67, وكذلك اعتمد على الإعلام أكثر من العمل وبروبجاندا صوت العرب. أما الثانى وهو أردوغان, فقد اعتمد على العمل أكثر من الشو الإعلامي, ويظهر ذلك جليا فى ارتفاع دخل الفرد فى تركيا خلال فترة أردوغان, والانجازات الاقتصادية القوية التى جعلته يقف على ارض ثابتة أمام المؤسسة العسكرية من منطلق القوة, ويتغلب عليها بدون اى اقتتال أو الزج بالآلاف فى السجون كما فعل ناصر وأهلك الأمة بإهلاك شبابها فى السجون أو الهروب إلى خارج البلاد, واستمر نظامه بعد وفاته فى إهلاك شباب الأمة بالزج بهم إلى السجون والمعتقلات واستمرار نزيف شباب الأمة حتى الوقت الحالى لعدم وجود المشروعات القومية التى تستغل طاقاتهم وتلبى طموحاتهم فى رقى أمتهم وبلادهم, وعدم توافر النظام العادل والذى يرقى بهم فى مصاف الأمم المتحضرة. دعونا نتطلع إلى انجازات ناصر والتى لا يمكننا أن نتجاهلها وهى المصانع والقطاع العام والذى بنى على التأميم وأموال القطاع الخاص الذى تم تأميمه, ولكنه اعتمد على نظام بوليسي لإدارة هذه المصانع عن طريق زرع رجال العسكر فى كل مصنع لينقلوا إلى النظم الأمنية ما يدور بين العمال لإجهاض أى حركات تحرريه من بدايتها حتى ولو كان ذلك على حساب العمل, والاعتماد على أهل الثقة وليس أهل الخبرة مما أدى إلى تدهور الإنتاج الصناعي لهذه المصانع عن مستواها وجودة الإنتاج قبل التأميم ثم انهيارها بالكامل فى الوقت الحالى وخصخصتها وإعادة بيعها للقطاع الخاص فى الوقت الحالى بأبخس الأثمان والذى أعتبره من لا يملك باع إلى من لا يستحق لان المشترى اعتمد على الرشوة والتدليس والتحايل للحصول عليها بأقل من قيمتها الحقيقية. أما أردوغان الذى لم يعتمد على البروباجاندا والشو الإعلامي بدء بدراسة المشاكل الحالية ووضع لها الحلول وخصص لها أهل الخبرة وأرسل البعثات والتى عادت وساهمت فى تطوير البلاد ويمكننا أن نرى ذلك جليا فى النهضة الصناعية ورجال الأعمال فى الوطن العربى الذى انتشروا فيه بعد أن رفضتهم أوروبا ووجدوا أن نهضتهم بدأت من الشرق ويمكنهم أن يعيدوا أمجادهم إلى الشرق مرة أخرى. فكلاهما ناصر وأردوغان صعد نجمهم من الشرق وانتشر فى سماء العالم والمحافل الدولية ولكن واضح جليا أن أردوغان ترك دولة تستمر إلى المستقبل على أرض صلبه فى الرقى والتقدم. ولكن ناصر ترك دوله بدأت الانهيار فى عهده باحتلال الأراضي والنكسة ونزيف الشباب المتواصل فى الهجرة ومراكب الموت والعبارات والطائرات المنكوبة والقطارات المتصادمة وانتهت بالخامس والعشرين من يناير والذى تفجرت فيه طاقات الشباب لتحطم القيود والفساد والذى تم ذرع بذرته الأولى فى عهد ناصر واستمر إلى الآن والذى يحتاج إلى مبيدات قاتله لمحو آفة الفساد التى استشرت فى المجتمع لتسمح بنمو بذور النجاح والرقى الجديدة. فالمتابع لخطاب أردوغان أمام مجلس الأمن يجد به الثقة والثبات القائمة على أرض صلبه والتى بدأت من الداخل ثم انتشرت إلى الخارج ولكن ناصر أهمل الداخل واتجه إلى الخارج بحثا عن الزعامة.