بيروت (ا ف ب) - اكد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في رسالة الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رغبة بلاده "القوية ببقاء القوة الفرنسية في عداد القوات الدولية" العاملة في الجنوب، بحسب ما افاد بيان صادر عن مكتب ميقاتي اليوم الخميس. وقال البيان ان ميقاتي وجه "رسالة جوابية الى الرئيس الفرنسي ردا على رسالة كان وجهها اليه مؤخرا". وقال ميقاتي ان "مشاركة فرنسا في القوات الدولية تتجاوز الصداقة التي تربط بلدينا، لتعكس شعورا بالثقة لدى اللبنانيين بان فرنسا ستبقى الى جانبهم دائما وستساهم في تأمين السلام لبلدهم لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة وغير المستقرة التي تمر بها دول الشرق الاوسط". وجدد ميقاتي "ادانة لبنان الاعتداء الذي استهدف اخيرا الكتيبة الفرنسية في جنوب لبنان"، مؤكدا عزمه والحكومة "على العمل لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات. لهذا السبب اكرر رغبتنا القوية في بقاء القوة الفرنسية في عداد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان". وشكر ميقاتي "لفرنسا دعمها المستمر للبنان والتزامها الثابت بالمحافظة على استقلاله وسيادته". واستهدف انفجار قافلة لقوة اليونيفيل قرب صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، في 26 تموز/يوليو، ما تسبب باصابة ستة جنود فرنسيين بجروح. وكانت عبوة ناسفة انفجرت في 27 ايار/مايو لدى مرور دورية لقوة الاممالمتحدة في منطقة الرميلة عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، ما ادى الى جرح ستة جنود ايطاليين ومدنيين اثنين. وفي الثالث من آب/اغسطس، وجه ساركوزي رسالة الى كل من ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان نشر محتواها في 18 آب/اغسطس، واكد فيها الرئيس الفرنسي ان بلاده قد تعيد النظر في مشاركتها في اليونيفيل اذا تعرضت لاعتداء آخر. وقال ساركوزي في الرسالة "اذا تكرر هجوم 26 تموز/يوليو 2011، فانه سيطرح بالنسبة الى فرنسا سؤالا حول مبرر ابقاء جنودها في مواجهة اخطار لا تتعامل معها الدولة المضيفة كما ينبغي". واضاف "من الضروري اتخاذ تدابير سريعة لضمان الامن، وخصوصا على الطريق التي تصل بين الشمال والجنوب". ودان مجلس الامن الدولي بشدة الاسبوع الماضي الاعتداءات على اليونيفيل، وذلك في خلال جلسة اصدر بعدها قرارا مدد بموجبه لمدة عام مهمة القوة العاملة في جنوب لبنان. وجاء في القرار ان مجلس الامن الدولي يدين ب"اقسى العبارات الاعتداءات الارهابية على قوة الامم العاملة في جنوب لبنان" في 27 ايار/مايو و26 تموز/يوليو الماضيين. ورحب القائد العام لليونيفيل الجنرال ألبرتو أسارتا كويباس في بيان وزعته قوات الطوارىء الدولية اليوم الثلاثاء على وسائل الاعلام بقرار مجلس الامن التمديد لليونيفيل حتى 31 آب/اغسطس 2012. وقال اسارتا "يشكل القرار مصادقة قوية على عمل جنودنا لحفظ السلام، ويثبت رضى جميع أصحاب الشأن المحليين والدوليين على انجازاتنا على الارض بشراكة استراتيجية مع القوات المسلحة اللبنانية وبالتعاون مع جميع الأطراف المعنيين". واعلن أسارتا انه، بناء على طلب من مجلس الامن "ستشهد الاشهر المقبلة مراجعة استراتيجية لليونيفيل من اجل ضمان تكوين البعثة بما هو الاكثر ملائمة لأداء المهام المنوطة بها". كما اكد ان "اليونيفيل التي لن تردعها اعمال ترهيب مصممة على متابعة تنفيذ ولايتها عملا بالقرار 1701" الذي وضع حدا لنزاع دام بين اسرائيل وحزب الله. وتم تشكيل اليونيفيل التي تضم 13 الف جندي من جنسيات عدة العام 1978 لمراقبة الحدود اللبنانية الاسرائيلية. وتم تعزيز صفوفها في صيف العام 2006 تنفيذا للقرار 1701 الذي نص ايضا على نشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية مع اسرائيل للمرة الاولى منذ عقود طويلة.