أمريكا : أعربت واشنطن الأربعاء عن ثقتها بأن المحاكمة ستكون عادلة وشفافة ، وصرح مارك تونر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلا "سنتابع المحاكمة عن كثب"، مضيفا أنه من المهم جدا أن تكون المحاكمة "حرة وشفافة ونزيهة ولدينا ثقة بأن السلطات المصرية قادرة على إجراء محاكمة نزيهة في هذه القضية، وأن القيام بذلك منوط بهم". إسرائيل : أبدى وزير الدفاع والبنى التحتية الإسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر حزنه لمحاكمة مبارك, مشيرا إلى أنه عرض عليه اللجوء والعلاج في منتجع إيلات على البحر الأحمر لكنه رفض, واصفا إياه بالوطني. وذكّر بن إليعازر -وهو عضو بحزب العمل وصديق لمبارك- بأن الرئيس المخلوع أظهر التزاما قويا تجاه السلام في المنطقة خلال سنوات حكمه الثلاثين، مشيرا إلى أنه حارب إسرائيل ثم كان بعد ذلك حريصا على إقامة سلام معها. بريطانيا : رحبت بريطانيا بمحاكمة مبارك بوصفها وسيلة لتحديد المسئولين عن قتل المتظاهرين أثناء ثورة25 يناير. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية, في تصريحات خاصة ل الأهرام, من المهم أن تتحدد المسئولية عن هؤلاء الذين قتلوا وأصيبوا خلال المظاهرات في مصر. غير أن المتحدث رفض تحديد موقف بريطانيا الرسمي من المحاكمة العلنية للرئيس السابق ونجليه. وقال إن طريقة محاكمة الرئيس السابق مبارك مسألة تقررها السلطات المصرية. واعتبر المتحدث أن علانية المحاكمة شأن يتعلق بالإجراءات القضائية المصرية ولا تعلق عليه المملكة المتحدة. وقال إن بريطانيا لا تريد أن تستبق الأحداث أو تصدر حكما مسبقا علي طريقة محاكمة مبارك ومدي خضوعها لضغوط الرأي العام. وقد عبر روبرت فيسك خبير شئون الشرق الأوسط في صحيفة الإندبندنت البريطانية, عن اعتقاده بأن رؤية الأسد العجوز مشدوها غير مصدق لما يحدث وهو في قفصه الحديدي سيكون الوسيلة الوحيدة لمنح الشباب المصري شعورا بالكرامة في مقابل الشجاعة التي أبدوها في مواجهة نظام مبارك. وانتهز فيسك فرصة محاكمة مبارك ليقوم الحال الذي وصلت إليه الثورة المصرية, وقال إن الثورة تعرضت للخيانة وجري تهميش الشباب. ويصف الكاتب الصورة في مصر بأنها قاتمة, فالربيع العربي تحول,حسب اعتقاده, إلي خريف عربي أبدي, والشئ الوحيد الذي يعطي الشباب إحساسا بالكرامة هو مثول مبارك في قفص المحاكمة. فرنسا : اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية بنقل صورة حية ومباشرة من المحاكمة, كما اهتمت الصحف بالموضوع ووصفت المحاكمة بأنها حدث تاريخي يعطي درسا وعبرة لقادة العالم العربي. تركيا : واعتبرت وسائل الإعلام التركية وجود مبارك داخل قفص الإتهام حدثا تاريخيا إذ أنه أول رئيس عربي يحاكم في ظل انتفاضات الربيع العربي.وكانت أخبار محاكمة الرئيس وعمليات تحضيرها قد احتلت مساحة كبيرة في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة طوال الأيام الماضية. ايطاليا : قال "أوجو باربا" رئيس الشئون الدولية بوكالة الأنباء الإيطالية إنها لحظات تاريخية تمثل للشرق حدثًا فاصلًا يماثل تبعات الحادى عشر من سبتمبر ليس على مستوى الخراب لكن على مستوى شدته المزلزلة التى سوف تمتد إلى أعتاب الديكتاتوريات التى تعانيها الشعوب العربية والإفريقية أيضا. وأوضح الصحفي الإيطالي "أن أحدًا لا يصدق ما يرى الآن فى مصر؛ حيث يحاكم "ديكتاتور" متهم بإفساد الحياة السياسية فى بلاده وقاتل للمتظاهرين مع وزير داخلتيه أمام العالم المباشرة، وهو أمر يضاعف مسئولية السلطة الحاكمة اليوم فى مصر بما يشبه استئصال ورم خبيث مع حتمية نجاة وسلامة المريض"، مضيفا أنه وفقا لمتابعة الشارع المصري فإن هناك ترقبًا شديدًا لنتائج تلك المحاكمة، وقد يتوقف عليها هدوء أو انفعال الشارع فى مصر. أما النائب البرلمانى "ألبرتو سميونى" عضو لجنة العدل بالبرلمان الإيطالي فيهنئ الشعب المصري على حسمه وحزمه وقدرته على وضع العدالة معيارا جوهريا فى محاسبة زعمائه السابقين.. معربا عن أمله فى إنصاف كل الأطراف..معلنا أنه لم يصدق أنباء حجم الفساد السياسي والمالي الذى يتهم به الرئيس السابق قائلا : كنا نراه هنا فى روما شخصا وطنيا متزنا ومصدرا لحقائق الصراع الدائر فى منطقة الشرق الأوسط .. وكانت مفاجأة لكافة السياسيين فى إيطاليا، والآن نشهد مفاجأة أخرى بمثول الرئيس السابق أمام قضاء بلاده التى حكمها 30 سنة دون الانتباه لمعاناة الأغلبية العظمى من أبناء الشعب المصري فى محاكمة تاريخية فريدة من نوعها. بلجيكا : لاقت المحاكمة اهتماماً كبيراً من الرأي العام البلجيكي حيث وصف الأمر بأنه "غير قابل للتصديق". وقال العديد من المحللين إن المحاكمة هى الأولى من نوعها إذا ما قارنا محاكمة اليوم بمحاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أو المحاكمات التى تجرى حاليا للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على، فإننا نرى أن محاكمة مبارك فريدة من نوعها ، حيث أن خصوصية هذه المحاكمة تأتى لكون مبارك أول ديكتاتور عربى يحاكم من قبل شعبه بجرائم تتعلق بمقتل مدنيين"، مشيرين إلى أن المحاكمة تعتبر خارجة عن المألوف بسبب المراكز السابقة التى كان يحتلها المتهمون، وقالوا "إنها المرة الأولى التى يشهد فيها المصريون محاكمة من كانوا قبل عدة أشهر يسيطرون على مقدرات البلاد ويحتلون مراكز فى رأس السلطة"، وأضافوا "هناك العديد من المواطنين المصريين يعتقدون أنهم يحلمون". الجزائر : حرَص أغلب الجزائريين على متابعة وقائع القضية على الهواء مباشرة عبر "الفضائية المصرية" أو قناة "النيل للأخبار" فيما تصدر خبر المحاكمة جميع نشرات الإذاعة والتلفزيون فى الجزائر. من جهتها نقلت إذاعة الجزائر الدولية مقتطفات من وقائع المحاكمة وخاصة نفى الرئيس السابق حسنى مبارك كل التهم الموجهة إليه. وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة الأربعاء قد نشرت أن أنظار ملايين المصريين ومعهم ملايين البشر من غير المصريين تتوجه إلى متابعة واحدة من المحاكمات "الشعبية" التي سيبقى التاريخ شاهدا عليها وهى محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء. وأضافت الصحيفة فى افتتاحيتها التى جاءت بعنوان "رسائل أم الدنيا" أنه لا مجال للمقارنة بين محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبين محاكمة مبارك رغم الاهتمام السياسي والإعلامي العالمي بهما؛ فالرئيس صدام حوكم تحت إمرة الاحتلال الأمريكي - أي محكمة احتلال.. أما مبارك فهو يحاكم من قبل قضاء مصرى عادل بعد نجاح ثورة 25 ينايرالشعبية. وأوضحت الصحيفة أن هناك أربع رسائل يمكن قراءتها في هذه المحاكمة التاريخية أولها: رسالة تحذير موجهة لمرشحي الرئاسة في مصر المستقبل؛ حيث إن مبارك يحاكم اليوم ولا يحمل معه إلا اسمه الثلاثي محمد حسني مبارك. وثاني رسالة موجهة لكل حاكم عربي ظلم شعبه ولا يريد الاعتراف بقوة الشعب الحقيقية في التغيير بعيدا عن التدخلات الأجنبية المشبوهة.. وثالث رسالة في محاكمة الرئيس مبارك هي موجهة للعالم الغربي الذي ما زال يستهين بقدرة الشعوب المقهورة على قول " لا " لكل الإستراتيجيات الغربية التي تفسر الديمقراطية وفق مصالحها وتدعم الأنظمة الديكتاتورية على حساب الشعوب فتسقط نظاما وتعلي آخر. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إن الرسالة الرابعة موجهة إلى الشعب المصري نفسه بأن يكون على مستوى المسئولية وألا يحول محاكمة مبارك إلى مناسبة للتأثير في مجرى المحاكمة من خلال التظاهر مرة أخرى في ميدان التحرير للمطالبة بأشياء أخرى فلسطين : اهتمت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بمحاكمة الرئيس السابق؛ فمن جهتها أبرزت وكالات الأنباء الفلسطينية خبر محاكمة مبارك فيما بث تليفزيون (فلسطين اليوم) مباشرة وقائع أولى جلسات هذه المحاكمة العلنية. وأبرزت صحيفتا (الأيام) و(الحياة الجديدة) الفلسطينيتان في افتتاحيتيهما الصادرتين الأربعاء خبر المحاكمة؛ حيث قالت الأولى "مبارك يمثل اليوم أمام محكمة جنايات القاهرة".. فيما تساءلت الثانية: هل يمثل مبارك فى قفص الاتهام.. اليوم؟!". وفي غزة قوبلت محاكمة مبارك التي وصفتها وسائل الإعلام بالتاريخية باهتمام كبير من الأسر والمحال حتى إن المنازل التي انقطعت عنها الكهرباء (الكهرباء تقطع بالتناوب في أحياء غزة لأكثر من 9 ساعات) أدارت مولدات الطاقة لمشاهدة المحاكمة.. وهو أمر قليل الحدوث في المنازل خاصة فترة انقطاع الكهرباء بالنهار. وقال مواطنون فلسطينيون في قطاع غزة "إن دخول الرئيس السابق إلى قفص الاتهام يؤكد أن مصر تدخل إلى مرحلة مهمة من الديمقراطية". واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - في بيان لها - أنه فخر لمصر الريادة والكرامة والحرية والسيادة أن تضع أول رئيس عربي تحت القانون وتعلى إرادة الشعب المصري العظيم والأمة العربية من المحيط إلى الخليج. وأعلنت الجبهة "أن إخضاع مبارك وبعض أركان حكمه للقانون ولإرادة الشعب بمثابة نصر وعبور جديد لشعب مصر وجيشها وسابقة عربية تشق درب الدولة الوطنية المدنية.. درب الحرية والوحدة والكرامة والعدالة وسيادة القانون، وتعد انتصارا لإرادة الشعب المصري والشعوب العربية؛ وهو ما كان له أن يتحقق دون تضحيات أبناء مصر وشبابها وشهدائها الذين قدموا أرواحهم كي تنتصر ثورة 25 يناير". وأكد بيان الجبهة أن هذه الخطوة توجب على كل عربي حر وشريف التوجه بآيات الشكر والدعم والتلاحم والتساند والتقدير لشعب مصر العظيم وجيشه الجبار وثورته المجيدة على وضع الأمة العربية برمتها على أعتاب مرحلة نوعية جديدة تغدو فيها إرادة الشعب والأمة ودولة وسيادة القانون فوق الجميع. لبنان : شاركت القنوات الفضائية والإذاعات اللبنانية جميعها في نقل وقائع الجلسة الأولى لمحاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية حبيب العادلي وستة من معاونيه السابقين. كما ظلت قنوات "أخبار المستقبل" والمستقبل والمنار والجديد وتلفزيون لبنان و"أو تي في" و"إم تي في" و"إل بي سي" تنقل وقائع الجلسة الأولى عن التلفزيون المصري، بينما صاحبت النقل تعليقات من بعض الصحفيين والخبراء القانونيين. ووصفت القنوات هذا الحدث بالتاريخي ليس فقط في مصر بل في البلاد العربية والإقليمية.. مشيدة بالواقع المصري الجديد الذي يجسده الشعب المصري عقب ثورة 25 يناير في تحقيق العدالة ومعاقبة المخالفين لأحكام القانون المصري وإيمان الشعب بعدالة القضاء في إظهار الحق ورده إلى أهله.