غضب منى اصدقائى الإسلاميون قبل انتخابات الرئاسة حينما أفصحت عن رئي المتواضع بان على الإسلاميين ألا يترشحون على منصب رئيس الجمهورية وذلك لأسباب كثيرة منها أن البلاد بعد خلع مبارك بها حالة سيولة رهيبة وحالة انفلات امني وأخلاقى واقتصادي لن يمكن احد أن يعمل بشكل جيد. فالفلول تتحرك بعنف وتعيد تنظيمها بقوة..وحالات الإضرابات والمظاهرات الفئوية لا يمكن السيطرة عليها بسهولة..كما ان حاجز الخوف الذى تم كسره أثناء الثورة مع انسحاب الشرطة من المشهد سواء كان متعمدا او غير متعمد..يحول بين الاستقرار والسيطرة على البلاد بشكل كامل. كل هذا لاشك كان سيحدث سواء تولى الإسلاميون أم غيرهم..لكن المشكلة هى أن البعض يربط بين فشل الحكم والإسلام وهذا غير صحيح..فالإسلام العظيم لا يقع تحت طائلة فشل الأشخاص وسلوكياتهم. فالإسلام لا يحث على الكذب أو المراوغة أو نقض العهود..إلى أخره من السلوكيات التى يمارسها السياسيون للوصول الى غاياتهم. فحتى الان لم نرا من الإسلاميين ما يسر القلب ويذكرنا بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم..أو صحابته رضوان الله عليهم..فلم نرا صدقا أو إثارا أو رحمة بأبناء هذا الشعب..اللهم إلا صلاة الرئيس وتلاوته للقران..وهذا ليس كل الإسلام. كنت أرى أن يترك الإسلاميون الحكم ويتفرغون ولو لفترة غير بعيدة..إلى الدعوة وتعليم الناس دينهم الذى جرفه مبارك..وان يمهدون ويعدون الشعب لحكمهم..ويزيلون من ذاكرة المصريين والعالم اجمع ما فعله معهم مبارك من تشويه وافتراء. لكن للأسف استعجل الإسلاميون على الطبخة قبل أن تطهى جيدا..فكان له أثرا سيئا على الحياة العامة وعلى الإسلاميين أنفسهم ولا أبالغ إن قلت على الإسلام نفسه. حقيقة أنا لا تخدعنى الذقون ولا زبيبة الصلاة التى فى الوجوه..ولا الكلام المعسول الذى يطلقه البعض..لكنى أؤمن بالفعل الذى يحبب الناس فى دينهم ويجعلهم صفا واحدا وكأنهم بنيان مرصوص. فلم اصطدم كثيرا فعلى ونيس والبلكيمى وغيرهم وما فعلوه من ممارسات مشينة..لكنى تضررت من تأثير أفعالهم على البسطاء الذين كانوا يضعون أصحاب اللحى فى مكانة عالية وكأنهم خلفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأرض. لابد من تصحيح المسار الآن قبل اى وقت أخر وعلى الإسلاميين الانسحاب من المشهد السياسى إذا لم يلتزموا بالسياسية الشرعية النظيفة التى تعلمناها من الرسول الكريم. وإلا فهم يسيئون إلى أبناء التيار الاسلامى كله بل إلى الإسلام العظيم الذى تعلمنا منه الرحمة وحب الأخر واللين واحترام العهود والوفاء بالوعود. لقد انشغل الإسلاميون فى الحكم وصراعاته وتركوا الدعوة وفوائدها..فقدموا لنا نموذجا سيئا من الحكام الذين لا يبحثون إلا عن السلطة الزائلة. [email protected]