مقالٌ تحليلى مُطوَّل يلفت النظر نحو إحتمالية وجود دورٍ مُخابراتىٍ وطنىٍ فاعلٍ بالمشهد الثورى المصرى إن جهل الشعوب قد يجعل أجهزة المخابرات الوطنية لا حيلةً لها للحفاظ علي وطنها سوي اللعب علي المكشوف بصورة قد تنطلي علي البسطاء والعوام لكنها لا يمكن أن يغفل عنها المُدقِّقون.. إن جهاز المخابرات في دولة ما هو من أعظم أجهزتها الوطنية .. يمتاز عمله بالسرية والذكاء والدهاء الشديدين .. تتعدد أفرعه لكنها جميعها تتفق في هدفها وهو الحفاظ علي لُحمة الوطن وسيادته وأمنه القومي وإفساد مخططات أجهزة المخابرات الأجنبية عدائية كانت أم حتي صديقة في العبث بأمن البلاد وسلامتها .. أجهزة المخابرات في دولة ما يلزم أن تتمتع بالمخصصات المالية التي لا يجب الاضطلاع عليها ويلزم ان تأخذ طابع السرية كما لابد لها من مُكنة الإغداق علي أنشطتها داخل الوطن وخارجه ولا يمكن قبول التشكيك فيها ولا في دورها الوطني والقول بغير هذا هو محاولة إجهاضٍ لعمل هذا الجهاز الوطنى بل وتدمير الدولة .. كما لا يُمكن فتح صناديقها المعلُوماتيه والمُخابراتيه أمام جهات التحقيق المختلفة الا في الحدود الضيقة والتي لا يتعارض الجهاز معها لكشف أسراره أو معرفة رجاله .. في كل دول العالم يكتنف دور أجهزة المخابرات بها الغموض والإبهام اللازمان للحفاظ علي سرية الجهاز من جهة ومن أخري للحفاظ علي ما يحققه من هيبة للدولة مقترنة هي وبالضرورة بقوة مخابراتها العامة .. ومن ثم يكون أمر مُطالبة بعض الشعوب ولو في خِضَم ثوراتها بإجراء تحقيقات مع بعض رجالات المخابرات بها أو محاولات الكشف عن بعض أنشتطهم أو مراقبة أوجه الإنفاق لديهم إنما يكون من قبيل الجهل بطبيعة عمل هذه الأجهزة ودورها الوطني سواء كان هذا الجهل عمدي أو بتحريض من بعض الأجهزة المخبراتية المُناوئه أو بغير العمد نتيجة جهل الشعوب بمضامين أمن بلادهم القومي وسِمُو الدور الذي يقومون به هؤلاء الرجال .. أعلم أن هذا الموضوع شائك وقد يتعرض الكاتب معه لما يُخشي عقباه جرَّاء محاولته إعمال عقله في صورةٍ عامة يكتنفها الغموض لجهاز المخابرات الوطني بما له من دورٍ فاعلٍ فيه بالضرورة وقد تعاظم نتيجة جهل الأغلبية ووقوعهم فريسةً بسبب هذا الجهل لأدوار أجهزة مخابرات أُخري غير وطنية جعلت من أدواتها النُخب الوطنية ذاتها وبعض القنوات الإعلامية والعديد من الصحف للتأثير علي الرأي العام وتشكيله في صورة القوي الضاغطة المُقابلة لمجهودات رجال المخابرات الوطنية والعديد من الأقلام الوطنية العاقلة كذلك .. إن جهاز المخابرات في كافة بلدان العالم المتقدم لاتجهل بدوره الشعوب في الحفاظ علي أمن بُلدانهم القومي بما يخلق حالة من التعاون الشعبي مع هذا الجهاز بما يدفع الكافة لإيصال المعلومات لأجهزة مخابراتهم الوطنية بلا تردد وبروح وطنية خالصة .. بينما لدينا فيُوجد حالة من الغموض تكتنف هذه العلاقة بما يؤثر علي قدر المعلومات ومدي قيمتها التي يحصل جهاز المخابرات لدينا عليها بما يُمثل عبئاً عليه في الحصول علي المعلومات الخاصة بأمن الوطن في غيبةٍ من تواصل شعبي معه بما يجعل مهمته شاقة بالضرورة .. أجهزة المخابرات لا تكشف عن أدوارها ولا مهام رجالتها الوطنية مهما بلغت تلك الأدوار من تضحيةٍ وشرفٍ وفداء حتي من بعد موتهم بل وبما تحافظ معه علي سرية أعمالها مهما كانت صائبة وناجحة ومُحقِّقة لأهدافها خاصة والطبيعة البشرية تحتاج لإبراز نجاحاتها وبذات القدر الذي تحتاج به نسيان إخفاقاتها .. رجال المخابرات ليسوا كرجال الأمن العام تتضح مناصبهم ومراكزهم الوظيفية للعامة فقد يكون أحدهم عالما بأىٍ من مناحي العلم المختلفة أو مذيعاً بأحد القنوات الفضائية أو محاورةٍ جيدة بأحد البرامج الإعلامية أو حتي صحفي أو محامي شهير أو كاتب معروف أو فنان أو سائق تاكسي أو ماسح أحذية أو صاحب أية مهنة وضيعة كانت أم سامية ..المهم هو نتاج هذه الأعمال مُخابرتياً وقدر السرية التي يتحلي بها أفرادها بعدم الإفصاح عمَّا يقومون به أو قدر المهام التي يؤدونها .. رجال المخابرات تبلغ عظمة جهودهم ووطنية أدوارهم المدي بالقدر الذي يستحقون بجدارة وشرف وصف الفدائيين للوطن والشعب .. لاتقل أدوارهم بل وربما قد تتجاوز أقدار شهداء الوطن بما قدَّموا من تضحيات اذ الفرد منهم في نظر جهازه كارت يتم إبرازه واللعب به والمناورة بموجبه في التوقيت والظروف والموقع المحددين ليؤدي دوره بإتقانٍ ودهاءٍ شديدين حتي ولو كان نتيجة هذا إنتهاء دور هذا الكارت بحرقه بالقضاء عليه وتصفيته وبذات القدر الذي يوفر له الجهاز الحماية المُطلقه حتي من ملاحقة العديد من الأجهزة الأمنية والقضائية .. لقد أعملتُ عقلي في المشهد الثوري المصري منذ قيام ثورة يناير وحتي بعد إنتخاب رئيسٍ للدولة وقد ثبت لي باليقين الذي لا يُحالفه شك بأن من صنع الثورة علي النظام البائد هو جهاز المخابرات الوطني وتعاضده أدوارٌ وطنية أُخرى للعديد من القادة العسكريين قد تنكشف بعد عقود عديدة فنتثبت كم كنا ظالمين لهم بإطلاق أوصاف العمالة والخيانة قِباَّلتهم .. لقد ثبت باليقين لديَّ أن من حما الثورة لدي قيامها وحتي إنتخاب الرئيس بل وفي نظري حتى من بعد إنتخابه ذاته هو جهاز المخابرات ولن يتوقف رجاله كذلك عن أداء هذا الدور بما لهم من دور وطني يسجله الوطن لهم في أسمي عناوينه ولايُبرزه من بعد موت رجالاته إلا من بعد عقودٍ عديدة .. لقد ثبت لديَّ أنه لولا جهاز المخابرات المصري لنجحت مخططات كثيرة وقد عمدت لإسقاط الدولة تمهيداً لتقسيمها بإشاعة الفوضى وتغييب الأمن وخلق إماراتٍ اسلامية يتسم بعضها بالتطرف علي ربوع الوطن .. ودعني أتساءل معك قارئي ..هل يُمكن إنكار العلاقة بين العديد من المشاهد من بعد الثورة وأعمال العديد من أجهزة المخابرات العدائية وخاصة منها جهاز جارة الشرق اللدود تاريخياً الموساد الإسرائيلي ومن بين تلك المشاهد مُخطط إستغلال أجواء الثورة وغياب الأمن بمُعاونة بعض قوى الداخل المُتطرفة بإقتحام مقرات الشرطة والسجون العامة والمعتقلات السياسية وإخراج من فيها بما يتعرض معه الأمن العام والقومي لمخاطر مستقبلية عظيمة لا يمكن درؤها إلا بعد عقودٍ طوال .. من بين تلك المشاهد كذلك حملات التحريض العلنية في أجهزة الإعلام الوطنية غير المُبرَّرة والواضحة بجلاء ولا تحتاج حتى لقدرٍ ضئيلٍ من الذكاء لكشفها .. كذلك من بينها ما قامت به تلك الأجهزة بأحداث بورسعيد ومشاهد القتل المَحبُوكة التي لاتقدر علي صناعتها إلَّا أجهزة مخابرات عدائية عريقة بشيطانيتها .. كذلك من بينها ماقامت به ذات الأجهزة العبث في عقول الجماعات الدينية المُتطرفة والعمل علي إعادتها من كابول وإسلام آباد بكثافة أعدادها ودموية أفكارها والقذف بها كأدواتٍ وكروتٍ سياسية لاعبة .. كذلك من بينها المخططات التى رسمتها وبإحكامٍ شديد بإستغلال أجواء الإنتخابات البرلمانية بل والرئاسية الأخيرة والتي كشفتها أجهزة الأمن المصرية بإيعازٍ من جهازٍ المُخابرات الوطني وقد تم نشرها في بعض الصحف للتحذير منها ولولا هذا النشر لجوار العديد من الإجراءات المُخابراتية الأُخري لوقعت البلاد في آتون حربٍ أهلية لم تكن لتستطيع النجاة منها بل ولتم تصنيفها كدولةٍ إرهابية لتهيئة التدخل في شئونها وتقسيمها حسب المُخطط الصهيوأمريكي في المنطقة بِرِمَّتِها جنوباً وغرباً وبالرافدين والشام شرقاً وبنظرية كونداليذارايس الفوضي الخلَّاقة لخلق الشرق الأوسط الكبير .. لقد قامت كذلك تلك الأجهزة وبنجاحٍ شيطاني وبإستغلالِ أصحاب الإسلام السياسي وبعض القوي الثورية وبدون إنتباهٍ منهم لمخطته فيهم وبهم وبإستغلال روح الرغبة فى الحصول على الإستحقاقات السياسية لما بعد الثورة وعودة أصحاب الفكر الديني المُتطرَّف من شرق آسيا وإسلام آباد وكابول اللذين يفوق عددهم الآلاف والطامعين في ضرورة إقامة حكمٍ إسلامي بمصر وإقامة علاقات قوية مع بعض الدول المُصنَّفة دولياً كراعيةٍ للإرهاب حتي يستطيل الوصف علي مصر مُستقبلاً ليكون مدعاةً للتدخل والتفكيك الجغرافي وتهيئة أجواء الشحن لما يُسمَّي باليسار الثوري أو الفكر الليبرالي أو غيرهم من العلمانيين والشيوعيين وباقي الفرق والمذاهب والأيديولوجيات الأُخرى لخلق حالة من عدم الإستقرار والرفض الدائم لكافة مراحل التطور السياسي والتقدم نحو إستتباب الأمن لولادة الجمهورية الثانية علي نحوٍ حقيقي من بعد الثورة .. تتابعت مُحاولاتهم وقد أوشكوا أن ينجحوا لكن قوَّض نجاحهم هذا نجاح جهاز المُخابرات الوطني في المقابل في مقاومة هذا المشروع الشيطاني الكبير وقد نجت مصر بفضلهم وفضل مجهودات جيش مصر العظيم وقاداته الوطنيين من كل هذه الخنادق والشراك المفخوخة .. لقد وصل المشهد ذروته بالانتخابات الرئاسية وقد حاولت أجهزة المخابرات الوطنية وبكافة روافدها وأقسامها وبكافة أدواتها وكروتها في نظري في تنبيه الشعب من مغبِّة إختياراته السياسية لجماعات الإسلام السياسي لتداعيات هذا الإختيار علي أمن مصر القومي ليس من باب إفتقارهم للوطنية ولكن من باب نزع مبرر الإختراق والتفكيك والتدخل حسب مخطط كونداليزا رايس الذي نجح وبإمتياز وكما قلنا بدول الجوار المُحيطة .. إن رجال الاسلام السياسي بالخصوص والراديكاليين منهم بالعموم يفتقرون في الغالب الأعم لمضامين المرونة السياسية بما يجعلهم وباندفاعاتهم أكثر إغراءاً بخلق الُمبررات لدي القُوي العدائية بالتدخل خاصةً ومصر هى أكبر دول المنطقة وصاحبة أقوى الجيوش العسكرية بهاا وتُعدُّ قاطرة الدول العربية والإسلامية ذات الموقع الإستراتيجي الهام والمُميَّز بما يُمكن لمن يُسيطر عليها من بعد تفكيكها السيطرة علي قناة السويس كأكبر مجري ملاحي في العالم لمرور السفن العملاقة من حاملات الطائرات وناقلات بترول وجُند وبضائع كما وبمُكنته كذلك السيطرة علي كافة الدول العربية وبسهولةٍ ويُسرٍ شديدين وقد عمدت تلك القوى إلي تحقيق ذلك بما حاكتهُ بأحداث بورسعيد الدموية لخلق أجواء الثأر بين محافظات القناة عامة وبورسعيد خاصة وبين كامل جسد الوطن بما يمكن معه عزل تلك المحافظات والقفز بالسيطرة عليها وبسهولةٍ لفصلها عن كيان الأُمَّة لخلق رأس مثلث مُنفصلٍ عن مصر يكون فى قبضتها رأسه فى بورسعيد وقاعدتة بالحدود الشرقية لسيناء وقد فطن جهاز المخابرات الوطني لذلك المُخطط ونجح في إفشاله وبإمتياز .. تعاملت الأجهزة المخابراتية الوطنية مع كل تلك الأُمور بمكرٍ ودهاءٍ شديدين لكن لم يُحالفها حتي الآن ومع الأسف ثمة تجاوبٍ شعبي إيجابي بينما قد واجهه بتداعيات شعبية تفتقر للثقافة والدهاء السياسيين لكنها لم ولن تفقد المحاولة من بعد .. تخطَّي جهاز المخابرات الوطني أمر النُخب المعروف توجهها سواءاً بعمدٍ منها أو بخطئها وجهلها الي العامة واللذين يُمثلون ثمانين بالمئة من قطاعات الشعب المصري من أصحاب الحرف والفلاحين والموظفين والطبقة الوسطي بالعموم وهي جبهة الدفاع الوطني الأُولي عن كيان الدولة لأنه وحسب قراءة التاريخ لا يمكن تعبئة هذه الجبهة بكتلتها العريضة وبذات الطريقة التى تُعبَّأ بها الجهة النُخبوية لكونها لا تحتاج لفلسفاتٍ ولا مُكناتٍ تنظيرية .. لقد تم بإعتقادي وحسب ظني المُنفرد إختيار طريق التواصلٍ الإعلامي مع الشعب وعوامه لكونه الخالق لإختيارات الصندوق الإنتخابي وتم دعمها بالوثائق المكتوبة والمرئية والتي لايمكن الحصول عليها إلا من جهازٍ مُخابراتي وطني لاغيره والا فكيف لأي جهاز إعلامي أيَّاً كان قدره مادياً أوعلمياً الحصول علي مثل تلك الوثائق الخطيرة كحالة الفيديو الذى تم تصويره لوزراء خارجية دول الخليج والذى نشرته إحدى القنوات الفضائية بعد الثورة وقبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية .. وبذات اللغة الشعبية البسيطة وغير المُقَعَّرة التي يمكن للعوام تقبلها واستيفاء مضامينها وبسيناريو لا يُنكر الأذكياء إعداده مُخابرتياً .. راحت تُحذِّر الشعب من القادم الآتي ومن الأخطار المُحدقة من وراء سوء إختياره لنوابه البرلمانيين ورئيسه بتسليط الضوء علي تاريخ الإسلام السياسي بمصر عامة والإخوان المسلمين خاصة بما يتمتعون معه من ضيقٍ للأُفُق وإعتناقهم للأفكار المُتطرِّفة خاصةً الفكر القُطبي إذ هُم للأفكار الجهادية من ممارسة التصفيات السياسية للخصوم السياسيين أقرب منهم لافكار حسن البنا التنظيمية والدعوية نفسها .. ورغم هذا كُلُّه كان إعلام الإسلام السياسي والقوي الثورية الأُخري ومن بابٍ أقرب الإعلام المأجور والمُجنَّد بعدائيته لإستقرار الوطن مُستخدماً رموزاً إعلامية وطنية مقبولةً شعبياً هو الأقوي والغالب في ظل توافر جهلٍ شعبي مُطبق قد خلقه ورعاه نظام مبارك البائد والذي تبنَّي سياسة الإقصاء والتجهيل علي الشعب المصري بِرِمَّتِه بما خلق مجالاً لأعداء الوطن وإعمالاً لآلاتهم الاعلامية فيه .. نجح مرسي وكان لابد من نجاحه لأن من شأن إخفاقه ونجاح شفيق نجاح المُخطط العدائي من قِبَل المخابرات العدائية من بدء السيناريو المُعدُّ سلفاً في الغُرف المُظلِمة ذات المجمة السُداسية.. لولا نجاح مرسي والإعلان قضاءاّ بنجاحه لإستحال الوطن الي حربٍ أهلية وقد ذُكِر عن بعضٌ من رجالات الإسلام السياسي أنفُسَهُم أنهم كانوا يُعِدُّون لموجاتٍ من الفوضي العارمة في البلاد من إقتحام السجون والمعتقلات السياسية وأقسام الشُرطة وإخراج المساجين والمعتقلين وكذا تصفية أكثر من ثلاثة ماءة من الشخصيات العامة وفي توقيتٍ واحد لخلق حالة من الهلع كتلك الحادثة إبَّان الثورة تؤدي لإحكام سيطرتهم علي البلاد.. وقد كان السيناريو مُعداً بإحكام وحسب ما ورد بجريدة الدستور المصرية وقبل إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية مُباشرةً والذي هو في نظرى يُعدُّ تسريباً مُخابراتياً للشعب لكي يفطن لخطورة الأزمة والتحديَّات الراهنة .. لقد أفشل جهاز المخابرات وبنجاحٍ شديد ذلك المُخطط وراحت الأجهزة المُخابراتية المُناوِئة وكذا الدول المُتربصة بالوطن تعُض علي أناملها غيظاً وكمداً من مغبة فشل ما أنفقوا لأجله الملايين من الدولارات التى كان آخرها حقائب السفر المُمتلئة بيد رئيس جهاز المُخابرات القطري في زيارته لمصر ومكتب الإرشاد تحديداً .. ولكن علي المسار الآخر سيكون الصدامُ لا محالة قائماً بين الرئيس المنتخب مُرسي وجماعة الإخوان أنفسهم واليسار الثوري والقوى السياسيةِ الأُخرى من كافة قوي الميدان الثورية بالعموم خاصةً وقد نكث عن إلتزاماته معهم من قبل فوزه ودخوله القصر الرئاسي ومن هذه الإلتزامات والعهود وعده لهُم عدم قبوله للإعلان الدستوري المُكمِّل بينما هو فمُضطرٌ لأن يحلف اليمين أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا وفي موافقة ضمنيَّةٍ علي ذلك الإعلان الدستوري .. وكذا وعده سلفاً لهم بوقوفه لجوار البرلمان المُنحل بصدد إعادته وإلغاء حُكم الحل بينما هو فلم يستطع وإن حاول فعل ذلك صار مُصطدماً مع المؤسسة القضائية بما يكون معهُ قد أساء لنفسه كرئيس دولة لا يحترم سيادة القانون ولا أحكام القضاء .. وكذا وعده سلفاً لهم بخصوص إعادة محاكمة رموز النظام البائد الصادر ضدهم أحكاماً نهائية بالمخالفة للأعراف القانونية والقضائية المستقرة بينما فلم يستطيع أداء وعده وهو فى حضرة مشهدٍ سياسىٍ عالمى يتهمه إن فعل بعدم احترام القضاء وبالتبعية عدم صلاحيَّته لهذا المنصب الرفيع فى دولة سيادة القانون .. وكذا وعده سلفاً لهم بالاحتفاظ بصدارة الإخوان واليسار الثوري للمشهد السياسي ولجواره سواءاً في تشكيل الحكومة أو في المسار الرئاسي بِرِّمَّتهِ مُنذ بدايته وحتي نهايته نظراً لمجهوداتهم الداعمة له بل والخالقة لفوزه بالأساس .. بينما هو فلم يستطع تنفيذ ذلك مخافةً من الإصطدام به من قبل القوى الثورية غير الإخوانية مُجتمعة.. وبالطبع فإن كل تلك الأسباب مُجتمعة تُعدُّ كافيةً لخلق الوقيعة الضرورية الحدوث مابين الرئيس وجماعة الإخوان اذا لم يخضع هو لرؤاهم ليصطدم فى المُقابل بالقضاء وبالمؤسسة العسكرية ومن ثم يكون محلاً لتقويضه وهدم إستحقاقاته ومُكتسباته السياسية أوبالبعيد بالإنقلاب عليه أو بما يؤدي لترنُّح عرش الرئاسة من تحته ومن بعد فوزه ومن ثم فلا خوف لدى الجيش وجهاز المخابرات فى نظرى الشخصى من قبول فوزه قبالة شفيق درءاّ للمفاسد وللأخطار المُحدِقة وإرجاءاً لتطبيق التوازن بوجود الحكم المدني حتي وقتٍ قريب .. لكن كيف يمكن خلق حالة من التوازن بين نجاح مرسي كرئيس بمحاولته إحكام قبضته وبالتبعيَّة إحكام قبضة الإخوان أنفسهم علي الحكم وبين عدم استقرار حُكمه كرئيس بإفقاده ثقته بنفسه كرئيسٍ مُنتخب ؟.. كان الطريقُ في ظني المُنفرد هو التسريب المخابراتي ببعض المستندات والوقائع المخابراتية للرأي العام عن طريق بعض الاعلاميين الوطنيين تغية خلق ايجابية فى التناول الشعبى لحقيقة المشهد السياسى بما سيُعطي وقتاً لاريب لإستعادة الأمور فى قبضة المُخابرات العامة ورجالات الجيش من القُوي الحاكمة الوطنية من جديد اذ يمكن ساعتها عمل مالايُمكن عمله الآن لإستحالة خلق القوى الثوريَّة المناوئة لآليات الثورة من جديد.. بينما إن هى حاولت عمله الآن لإشتعلت البلاد بالسيناريو العدائى والتخريبى المُشار اليه بصدر هذا المقال و الذي أجهضتهُ مخابراتنا وبإمتياز سلفاً بإعلان مرسى رئيساً بينما فهو لايزال حتي الآن قابلاً وجاهزاً للتطبيق.. هذه هي رؤيتي لو صحَّت لأثبتت باليقين عمل أعظم جهاز مخابرتي وطنيٍ وقد إضطََّّر لأن يلعب ويُناوِر بأوراقه وكروته علي المكشوف في ظل جهل الشعب المُطبق بمصالحه ومخططاتِ القُوي المُخابراتية المُناوِئة والقُوي الدوليةِ المُتربصة وكذا فى ظل تنامى دور العُملاء والخونة من أبناء الوطن ذاتهم المستهدفين تنفيذ أجنداتهم الخاصة المُوكَّلين بها في تفكيك الوطن وتقطيع أوصاله ..