في الوقت الذي أعلن ساركوزي منع العلماء والدعاة المسلمين من الدخول لفرنسا من اجل حضور مؤتمر إسلامي يكرم الاثنين 2- أبريل " نجيب سايورس" بوسام رفيع وهو " جوقه الشرف " برتبة قائد، وتسأل لم ؟ فيأتيك الجواب : فرنسا وذلك تقديراً لجهوده ومساهمته في تعزيز علاقات التعاون بين مصر وفرنسا فى مجالات الصناعة والاستثمار وخدمة المجتمع .. والأشد عجبا أن سايورس منح هذا الوسام أيضا من الرئيس السابق شيراك في عام 2007م لكن برتبة ضابط والأن ارتقى ليصبح برتبة قائد تناقض عجيب وغريب جدا من ساركوزي الذي أصبحت عداوته للإسلاميين واضحة وتزلفه لغير المسلمين من اليهود والنصارى فجة وهو قمة التناقض ودليل آخر على إعلان الحرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى على الإسلام ورموزه ممثلة في علمائه ودعاته.. قلت قبل ذلك إن هذا ليس له تفسير آخر عندي غير "إعلان الحرب".. وإلا فأعطوني عقولكم وأجيبوني عن السؤال المتلجلج في صدري وهو: لماذا تعلن باريس "بلد الجن والملائكة" عدم السماح بالدخول لأراضيها لكل من المشايخ الكرام، المصري الدكتور صفوت حجازي الأستاذ بجامعة الأزهر، والفلسطيني فضيلة الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، والسعوديين الاثنين الشيخ الدكتور عائض القرني الداعية الشهير، والشيخ الدكتور عبد الله بصفر قارئ القرآن الشهير والأمين العام للهيئة العالمية لحفظ القرآن الكريم، وقبلهما الشيخ الدكتور القطري يوسف القرضاوي الرئيس العالم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والداعية المصري الشيخ محمود المصري، والأخيران أخذا الحكاية "من قصيرها" وامتنعا عن حضور المؤتمر الإسلامي بعد منع ساركوزي لهما مباشرة. في رأيي أن البيان الفرنسي الذى تضامنت فيه وزارات الداخلية والخارجية الفرنسيتين لمنع علماء الإسلام، جاء تبعا لهوى – إن لم يكن بأوامر مباشرة من ساركوزي، و"ساركوزي" أراد بذلك مجاملة اليهود، ورفع أسهمه لديهم، عندهم سواء يهود فرنسا أو اليهود الإسرائيليين، وقد رأى أن يضحى بالحرية التي كانت تلصق بفرنسا ويمثل ميدانها الذى يحمل هذا الاسم ويضحى بكل ما تحمل الديمقراطية من معان أوروبية، وأخلاق أوروبية تزعم أنها ليس لديها مشكلة مع الآخر أيا كان جنسه أو دينه أو ولونه، فضحى بالأسماء الطيبة الكريمة التي تساهم بفعل في نشر أخلاق الإسلام ودعوته الكريمة بالحكمة والموعظة الحسنة.. وما سمعنا يوما عن اسم من هؤلاء العلماء الكرام البررة سوءًا أو إرهابًا أو تشددًا أو تنطعا بل شهدت بلاد الأمريكان والأوروبيين لهم بالسماحة واليسر وكم شهدوا فعاليات لمؤتمرات وندوات ومحاضرات كانوا تقدير أبناء شعوبهم من غير المسلمين قبل أبناء شعوبهم المسلمين أنفسهم؟؟ إن الصورة المشوهة في فكر "ساركوزي" والفرنسيين خاصة والاوروبيين عامة تجعلهم يتخيلون أن الإسلام دين إرهابي كما يزعمون ويساهم في ذلك متعصبو النصرانية واليهودية وقائدو لواء الترهيب من الإسلام في أوروبا عبر قنواتهم وصحفهم التي يملكونها وهذا ديدنهم منذ نطق نداء الحق وظهر رسول الحق بالإسلام الحق.. لقد سر نفسى رؤية البروفيسور الكندي وهو يرفع أصبعه إلى السماء ويتحرك لسانه بالنطق بالشهادتين، وهو الرجل الذى كان يدين بالنصرانية ثم جاء إلى جدة للعمل فلم يمنعوه من الدخول لنصرانيته بل رحبوا به وأخذ مكانه ومكانته في العمل ثم بدأ يختلط بالناس فرأى مالم يكن يراه أو يسمعه عن الإسلام المشوه حسب ما رسمته بلاده له ولغيره وقالها صراحة: لقد صدني عن الدخول في الإسلام تلك الصورة المشوهة التي نسجت عنه فلما عايشت المسلمين وعاشرتهم وعرفت أخلاقهم ظهر الحق لدى جليا فدخلت الإسلام دين الله الحق. هذا النموذج وغيره كثير لما خالطوا المسلمين بأخلاقهم وتعاملهم وسلوكهم نطق بالحق الذى آمن به وفى رأيي أن "ساركوزي" وغيره ممن في أيديهم الأمر والنهى في بلاد أوروبا وأمريكا محتاجون لتصحيح الصورة عن الإسلام وأخلاقه وحضارته وسلوكه واستيعابه للآخر متعايشا معه ومحترما له دينه وعقديته وليس بمجبر على إكراهه على ترك دينه أو الدخول في الإسلام .. وهذه ليست مهمة العلماء الآن، فالمهمة مهمة الحكام المسلمين الذين يقابلونهم ويستضيفونهم ويتحدثون معهم ويعقدون معهم الاتفاقيات ويوقعون مذكرات التعاون في الأمور الدنيوية دون أن يخطر ببالهم الدعوة لتوضيح الصورة الإسلامية فضلا عن دعوتهم للدخول في دين الله... [email protected]