ليس لها تفسير آخر غير "إعلان الحرب" وإلا فاعطونى عقولكم برهة وأجيبونى عن السؤال المتلجلج فى صدرى وهو: لماذا تعلن باريس "بلد الجن والملائكة" عدم السماح بالدخول لأراضيها لكل من المشايخ الكرام، المصرى الدكتور صفوت حجازى الأستاذ بجامعة الأزهر، والفلسطينى فضيلة الشيخ عكرمة صبرى خطيب المسجد الأقصى المبارك، والسعوديين الاثنين الشيخ الدكتور عائض القرنى الداعية الشهير، والشيخ الدكتور عبد الله بصفر قارئ القرآن الشهير والأمين العام للهيئة العالمية لحفظ القرآن الكريم، وقبلهما الشيخ الدكتور المصرى القطرى يوسف القرضاوى الرئيس العالم للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والداعية المصرى الشيخ محمود المصرى، والأخيران أخذا الحكاية "من قصيرها" وامتنعا عن حضور المؤتمر الإسلامى بعد منع ساركوزى لهما مباشرة. فى رأيى أن البيان الفرنسى الذى تضامنت فيه وزارات الداخلية والخارجية الفرنسيتين جاء تبعا لهوى – إن لم يكن بأوامر مباشرة من ساركوزي، وساركوزى أراد بذلك مجاملة اليهود، ورفع أسهمه لديهم، عندهم سواء يهود فرنسا أو اليهود الإسرائيليين، وقد رأى أن يضحى بالحرية التى كانت تلصق بفرنسا ويمثل ميدانها الذى يحمل هذا الاسم ويضحى بكل ماتحمل الديمقراطية من معان أوروبية، وأخلاق أوروبية تزعم أنها ليس لديها مشكلة مع الآخر ايا كان جنسه أو دينه أو ولونه، فضحى بالأسماء الطيبة الكريمة التى تساهم بفعل فى نشر أخلاق الإسلام ودعوته الكريمة بالحكمة والموعظة الحسنة.. وماسمعنا يوما عن اسم من هؤلاء العلماء الكرام البررة سوءًا أو إرهابًا أو تشددًا أوتنطعا بل شهدت بلاد الأمريكان والأوروبيين لهم بالسماحة واليسر وكم شهدوا فعاليات لمؤتمرات وندوات ومحاضرات كانوا تقدير أبناء شعوبهم من غير المسلمين قبل أبناء شعوبهم المسلمين أنفسهم؟؟ إن الصورة المشوهة فى فكر ساركوزى والفرنسيين خاصة والاوروبيين عامة تجعلهم يتخيلون أن الإسلام دين إرهابى كما يزعمون ويساهم فى ذلك متعصبو النصرانية واليهودية وقائدو لواء الترهيب من الإسلام فى أوروبا عبر قنواتهم وصحفهم التى يملكونها وهذا ديدنهم منذ نطق نداء الحق وظهر رسول الحق بالإسلام الحق.. لقد سر نفسى رؤية الرجل الكندى وهو يرفع أصبعه إلى السماء ويتحرك لسانه بالنطق بالشهادين، وهو الرجل الذى كان يدين بالنصرانية ثم جاء إلى جدة للعمل فلم يمنعوه من الدخول لنصرانيته بل رحبوا به وأخذ مكانه ومكانته فى العمل ثم بدأ يختلط بالناس فرأى مالم يكن يراه أو يسمعه عن الإسلام المشوه حسب مارسمته بلاده له ولغيره وقالها صراحة: لقد صدنى عن الدخول فى الإسلام تلك الصورة المشهوة التى نسجت عنه فلما عشارت المسلمين وعرفت أخلاقهم ظهر الحق لدى جليا فدخلت الإسلام دين الله الحق. هذا النموذج وغيره كثير لما خالطوا المسلمين بأخلاقهم وتعاملهم وسلوكهم نطق بالحق الذى آمن به وفى رأيى أن ساركوزى وغيره ممن فى أيديهم الأمر والنهى فى بلاد أوروبا وأمريكا محتاجون لتصحيح الصورة عن الإسلام وأخلاقه وحضارته وسلوكه واستيعابه للآخر متعايشا معه ومحترما له دينه وعقديته وليس بمجبر على إكراهه على ترك دينه أو الدخول فى الإسلام .. وهذه ليست مهمة العلماء الآن، فالمهمة مهمة الحكام المسلمين الذين يقابلونهم ويستضيفونهم ويتحدثون معهم ويعقدون معهم الاتفاقيات ويوقعون مذكرات التعاون فى الأمور الدنيوية دون أن يخطر ببالهم الدعوة لتوضيح الصورة الإسلامية فضلا عن دعوتهم للدخول فى دين الله. **************** ◄ آخر كبسولة ◄ الأخ ضيف الله الحقوى مساعد المدير العام لجمعية تحفيظ القرآن بجدة قال: "إن غرامك بالعمل هو نجاحك".. = وأقول له: وقعنا فى غرام العمل من مبدأ " إن من الذنوب ذنوبا لايكفرها إلا العمل ".. وللدرجة التى باتت فيها "زوجاتنا" تجفل من ذلك الغرام، وهى ترى أنه صار لهن عدوا لدودا وضرة ضراء.. ثم ماذا بعد هذا ؟ صعد الأراذل المناصب العلا، وارتقوا مرتقى صعبا، بنفاقهم وتزلفهم ومعسول كلامهم- الذى نحمد الله أننا لانجيده -حتى لايكبنا فى النار على مناخرنا يوم لاينفع المال ولا المنصب.. فوصى العمل علينا أن يرحمنا بعض الشىء ياصديقي. دمتم بحب [email protected]