علي الرغم من تقدم صناعة الرخام والجرانيت وزيادة حجم صادراتنا خلال الأعوام الأخيرة إلا أن مصدري هذه الصناعة يحلمون بفتح أسواق جديدة ومزيدمن التصدير ووصوله إلي حيز المليار دولار سنويا إلا أن هذا الرقم لن يستطيعوا الوصول إليه إلا اذا اختفت المعوقات الموجودة أمام هذه الصناعة سواء كانت في الداخل أو الخارج علي حد قول هؤلاء المصدرين. وأكد مصدرون في قطاع الرخام والجرانيت ان الصناعة تواجه مشاكل داخلية عديدة متعلقة مثل عملية التطوير والتحديث ومنها عملية الاستثمار العشوائي وتلاعب المستثمر الأجنبي في الثروة الطبيعية المحلية وقيامه بتصوير الخام دون تصنيعه والعبث أيضا في تلك الثروات بالاضافة إلي تحمل المصدر أعباء النقل والشحن بسبب عدم رصف الطرق المؤدية إلي المحاجر والمناجم وعدم حصول المصدر علي الدعم الذي أقره وزير التجارة الخارجية السابق والذي اشار بالحرف الواحد إلي أن عام 2004 - الماضي - هو عام دعم مصدري الرخام والجرانيت. واضاف المصدرون ان هناك عائقا خارجيا آخر لو طبق سنخسر سوقا كبيرا وهو السوق الأوروبية وهذا العائق هو ضرورة وجود شهادة دولية "الايزو 17025" للمنتج المصدر من الرخام والجرانيت وهذه الشهادة تتكلف مبالغ طائلة تزيد من 15 الف يورو للمنتج الواحد وبالرغم من ذلك ان مصر لديها معامل ضخمة لابد من اعتمادها دوليا حتي توفر علي المصدر التكلفة الباهظة، واكد مسئولو الصناعة ان هذه المشاكل سيتم بحثها وطرحها علي مجلس الشعب والقيام بتنفيذ التوصيات اللازمة من خلال الحكومة بعد اقرارها من مجلس الشعب خلال الاسابيع القادمة. خريطة واضحة في البداية يقول المهندس مدحت مصطفي عضو مجلس ادارة اتحاد الصناعات المصرية الشعبة العامة للمصدرين ورئيس شركة سيناء الدولية للمنجنيز اننا جميعا كمصنعين ومنتجين ومصدرين لقطاع الرخام والجرانيت في مصر نحلم بتحقيق الحلم الكبير وهو أن نصل برقم التصدير لهذا المنتج إلي المليار دولار كل عام. وأوضح ان هذا الرقم لا يمكن أن نصل إليه في وجود العديد من المشاكل وأهمها أن قطاع المحاجر والمناجم مازال يعاني من عدم التطوير وعدم الاهتمام به كغيره من القطاعات الأخري في مجال الصناعة، مشيرا إلي أن أهم نقطة في هذا المجال هي عدم وجود خريطة واضحة ومدروسة بشكل علمي حتي يسير عليها الصناع والمنتجون والمصدرون وان ما يحدث الآن هو منتهي العشوائية في عملية البحث داخل هذه المحاجر والمناجم عن خام الرخام والجرانيت. وفي هذا المجال - والكلام لمصطفي - يجب علي الدولة الاستعانة بإحدي الشركات الأجنبية العملاقة لكي تحدد المواقع المهمة والزاخرة بهذا الخام والذي يجعلنا نخطو خطوات كبيرة نحو التصدير ويجعلنا ننافس بهذا الانتاج الكثير من دول الشرق والغرب علي السواء لأن مصر لديها الميزة التنافسية سواء من رخص أسعار الخام أو من خلال وفرة الانتاج الخام، بالاضافة إلي رخص الأيدي العاملة وكلها عوامل غير موجودة لدي كثير من الدول. بطء التنفيذ ويضيف عضو الشعبة العامة للمصدرين انه للأسف الشديد ان قرار التطوير والبحث الذي اتخذته وزارة الصناعة تم احالته من وزارة الصناعة المسئولة عن هذا القطاع إلي هيئة المساحة والجيولوجية ثم إلي وزارة البترول بقطاع التعدين والبترول والي الآن لم يتم تنفيذه بعد. 35 مليون جنيه.. أين؟ والسبب الثاني الذي يشكل عائقا كبيرا في تقدم صادرات الرخام والجرانيت - كما يؤكد مدحت مصطفي - هو ان المصانع والشركات المصنعة للرخام والجرانيت تعاني أشد المعاناة بل انها تتكبد خسائر طائلة يوميا نتيجة عملية النقل من والي المحاجر الذي يوجد بها الخام مما يجعلها تشتري أساطيل من سيارات النقل الضخمة والمكلفة والتي يفوق سعرها عن المليون جنيه للسيارة الواحدة. وقال ان الحكومة قد وعدت عن طريق وزارة التجارة والصناعة بعمل طرق ممهدة ومرصوفة بين المحاجر وأماكن التصنيع وبالفعل تم رصد مبلغ 35 مليون جنيه لرصف طريق محاجر "الشيخ فضل" بمحافظة البحر الأحمر ورصف "طريق الجلالة" بمحافظة السويس وقد تم طرح هذا المبلغ في موازنة عام 2003 - 2004 ولكن للأسف الشديد حتي الآن لم يتم تنفيذ هذه الخطوة والتي سوف توفر لاصحاب الصناعة "الرخام والجرانيت" حوالي 30% من تكلفة الانتاج اضافة إلي عدم استهلاك سيارات نقل ضخمة باسعارها المرتفعة واستهلاك هذه السيارة من كاويتش ومعدات اثر عملية النقل وهذا العمل اذا تم سيؤثر بالايجاب للصادرات الرخام في منافسة متكافئة مع الدول الأخري.