تعد المشاركة المصرية في معرض فيرونا بايطاليا الاهم علي الاطلاق في المشاركات المصرية بالمعارض الخارجية حيث يعد هذا المعرض اكبر معرض للرخام والجرانيت علي مستوي العالم وقد حصلت مصر فيه علي الف متر مربع بما يعتبر انجازا وانتصارا لتشارك فيه بافخر واجود انواع الرخام ومن خلال التنظيم والتنسيق الرائع لجمعية المصدرين المصريين فجذبت اعدادا كبيرة من الزوار والمشترين فكانت النتيجة تعاقدات بملايين اليوروهات. في البداية يقول ناصر حامد رئيس مكتب التمثيل التجاري بميلانو ان معرض فيرونا الدولي للرخام والجرانيت من اهم المعارض العالمية المتخصصة في هذا المجال ويقصده المنتجون والمشترون من مختلف دول العالم للبحث عن فرص لتصدير منتجاتهم والاطلاع علي احدث التكنولوجيات العالمية والاتجاهات الجديدة في الانتاج والتصنيع للرخام والجرانيت. وتعكس مشاركة 40 شركة مصرية في هذا المعرض التطور الكبير في هذه الصناعة في مصر وسعي الشركات المصرية لاختراق الاسواق العالمية ومواكبة التطورات الانتاجية والتكنولوجية في جذب المشترين من مختلف دول العالم خاصة ان مصر اصبحت مقصدا لهؤلاء المشترين واصبحت منافسا قويا لاسبانيا وتركيا والبرازيل والهند. وينصح القنصل التجاري ان الصادرات المصرية من الرخام والجرانيت عانت من الازمة العالمية حيث انخفضت بنسبة 35 ٪ خلال عام 2009عن العام 2008 وواجهت مصر منافسة قوية من كل من تركيا وتونس وايران والهند والمكسيك الا ان المؤشرات الاولية لاحصاءات النصف الاول من هذا العام تؤكد ان هناك تحسنا نسبيا في هذا المجال. حجم الاستثمارات اما المهندس محفوظ حداد رئيس المجلس التصديري للرخام والجرانيت فيقول ان حجم الاستثمارات في هذا القطاع في تزايد والدليل مشاركة 40 شركة بانتاج عالي الجودة ومطابق للمواصفات العالمية. ويؤكد حداد علي ان الكساد العالمي الذي ساد اوروبا وامريكا والشرق الاوسط بدأ ينحصر فزاد الطلب العالمي علي الرخام والجرانيت وبشكل خاص علي المنتج المصري التام الصنع لانه يتناسب مع الاسعار العالمية مع ارتفاع الجودة وتعدد الانواع الحديثة من الرخام والجرانيت نظرا لحركة النشاط المستمرة في المحاجر المصرية. والان الارقام لا تكذب فان حركة التصدير خلال النصف الاول من هذا العام زادت بنسبة 30٪ عن العام الماضي عن نفس الفترة وبلغت قيمة الصادرات من الرخام والجرانيت حوالي نصف مليار جنيه ومتوقع بنهاية هذا العام ان يصل حجم التصدير الي 1.5 مليار جنيه بزيادة نصف مليار عن العام الماضي. ويشير حداد الي ان دعم مركز تحديث الصناعة ساهم بشكل كبير في تطوير ورفع كفاءة الادارة من الناحية النظرية والعملية داخل مصانع الرخام والجرانيت وكذلك رفع كفاءة ماكينات التشغيل وخطوط الانتاج من خلال استجلاب خبراء متخصصين في التطوير والصيانة مما رفع جودة الانتاج فارتفع من 1.8 مليون طن سنويا الي 2.1 مليون طن ومتوقع بنهاية هذا العام ان يصل الانتاج الي 2.3 مليون طن علما بان المستهدف في عام 2013 طبقا لخطة وزارة الصناعة القومية للتصدير في قطاع الرخام والجرانيت الوصول الي 3 ملايين طن ولو استمر ارتفاع معدل النمو كما هو حاليا سيتعدي المستهدف باكثر من 20٪. ويقول ان قطاع الرخام والجرانيت يضم 40 مصنعا كبيرا و80 مصنعا متوسطا و200 مصنع نشر بلوكات و2000 ورشة تصنيع وتجهيز للرخام والجرانيت وبلغت الاستثمارات في الرخام والجرانيت والمحاجر اكثر من 14 مليار جنيه ويعمل فيها 150 الف عاما. الازمة العالمية ويؤكد ياسر راشد رئيس شعبة المحاجر باتحاد الصناعات ان الرخام المصري تجاوز الازمة العالمية وينطلق لتحقيق ما تسعي الحكومة اليه من مضاعفة الصادرات المصرية في عام 2013 حيث اثبتت مؤشرات اول وثاني ايام معرض »ماروماك« اكبر معارض الرخام والجرانيت والديكور بايطاليا والعالم زيادة الاقبال بدرجة كبيرة علي الرخام المصري وعلي الانواع الجديدة التي ظهرت هذا العام ومنها اللون الرمادي المطلوب بقوة في عالم الديكور العالمي وذلك في نفس خط التوازي مع زيادة الطلب علي الرخام البيج. ويشير راشد الي ان الرخام الرمادي موجود بوفرة في شمال ووسط سيناء بكميات تشجع علي الاستثمار الآمن ودخول رؤوس الاموال للاستثمار في قطاع المحاجر خاصة ان منطقة شمال ووسط سيناء تتميز محاجرها بقربها من الطرق الممهدة مما يقلل من تكلفة الشحن والانتاج ويحافظ علي الميزة التنافسية في تقليل اسعار الرخام المصري امام كل مستوردي ومستخدمي الرخام في العالم. ويقول انه مما يلفت النظر في معرض هذا العام زيادة عدد زائري دول امريكا الجنوبية واقبالهم علي شراء الرخام المصري مشيرا الي ان تطبيق اتفاقية الميركسور كان لها اكبر الاثر في زيادة الصادرات المصرية من الرخام والجرانيت لتلك الدول والصناع يتوجهون بالتحية الي المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة علي هذه الاتفاقية التي بدأت ثمارها تعود فورا علي قطاع الرخام المصري. ويؤكد علي انه لولا مساندة مركز تحديث الصناعة وجمعية المصدرين المصريين لما تمكن هذا العدد الكبير من المشاركة في هذا المعرض العالمي وانه لولا هذا التنظيم والاعداد والديكورات اللافتة للجناح المصري لما جذب الالاف لرؤية الرخام المصري والانبهار به والتعاقد علي شرائه. يقول المهندس مدحت مصطفي نائب اول الشعبة العامة للمصدرين بالغرف التجارية ان الخامات المصرية من الرخام والجرانيت تتميز بوفرتها وجودتها وسعرها وسهولة تداولها والحصول عليها وهذا يعطيها فرصة ذهبية للنمو حيث ان المنافسين العالميين التقليديين في اوروبا خاصة اسبانيا والبرتغال وايطاليا واليونان لا خوف منهم لارتفاع اسعار منتجاتهم اما بالنسبة للصين فهناك مشكلة في الجودة ولغة الحوار وبعد المسافة وهذا بالطبع لصالح المصدر المصري حيث يلعب الموقع المميز لمصر دورا هاما لقربها من جميع الخطوط العالمية مما يقلل نفقات الشحن والنقل وبالتالي تخفيض اسعار الخام ولذا يجب استغلال الفرصة والمساندة لزيادة صادراتنا من خلال الاشتراك المكثف في المعارض الخارجية وتطوير المعارض المحلية والاهتمام بتطوير الشركات من الداخل باستغلال برامج الدعم المقدمة من مركز تحديث الصناعة والمراكز التكنولوجية. الارتفاع بالصادرات ويؤكد مدحت مصطفي ان المؤشرات كلها تدل علي امكانية تحقيق الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الصناعة للارتفاع بالصادرات ومضاعفتها مع حلول عام 2013 مشيرا الي ان حجم الصادرات قبل الدعم وصل الي 170 مليون دولار عام 2005 اما الان فقد ارتفع الي 1.5 مليار جنيه حوالي 350 مليون دولار العام الماضي ومن المتوقع وصولها الي 700 مليون دولار حوالي 3.5 مليار جنيه مع حلول عام 2013. ويوضح ان هناك عوامل كثيرة اثرت في رفع كفاءة الانتاج وجودته اولها واهمها المراكز التكنولوجية التي قامت برفع كفاءة المصانع والادارة والعمالة واهتمت بالصيانة والتدريب من خلال خبراء متخصصين في كل المجالات هذا بالاضافة الي قنوات الاتصال التي فتحت بين الصناع والوزارة من خلال المجلس التصديري لمواد البناء وغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات والشعبة العامة للمصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية والجمعيات الاهلية هذا كله ساعد علي حل كثير من المشاكل التي كانت تواجه صناعة الرخام. ويشير الي ان هذه الصناعة يمكنها جذب استثمارات اضافية تصل الي 10 مليارات جنيه ليصل حجم استثماراتها الي 20 مليار جنيه خاصة ان هناك عددا كبيرا من الشركات العاملة في هذا المجال ضاعفت استثماراتها خلال الخمس سنوات الاخيرة من خلال زيادة طاقتها الانتاجية في المحاجر والمصانع مما اتاح فرص عمل لاكثر من 150 الف عامل وضاعفت الانتاج.