سنة الحياة التطور، وقد واجه الإنسان منذ البداية تحديات كبيرة وصعبة لو استسلم لها ما كان قد وصل إلي ما وصل إليه من تقدم فقد حرص الانسان دائما علي مواجهة هذه العراقيل التي جعلته يتعرف علي نفسه والكون من حوله وبدأت رحلته للمعرفة منذ حك الحجر ليولد النار حتي وصل إلي القمة ثانية، ولايزال الانسان يبحث ويتقدم ويتغير إذن فالتغيير سمة الحياة وبدون هذا التغيير والتقدم كان الانسان قد وصل إلي العدم. لكن لماذا يكره الانسان التغيير عادة أو يخاف منه؟ السؤال يطرحه واقع السياحة المصرية علي خلفية بورصة ميلانو للسياحة. ذلك أن أوروبا تعاني في الوقت الحالي من حالة ركود اقتصادي كبير أثر أول ما أثر علي الوارد السياحي إليها ومنها. وقد بدا هذا واضحا في بورصة ميلانو هذا العام وانعكس علي معظم البلاد السياحية التي بدأت في تنزيل الأسعار خاصة بعد ضريبة المغادرة التي فرضت من الاتحاد الأوروبي وقدرت بحوالي 40% مما أثر تأثيرا كبيرا علي حركة السياحة الخارجية من إيطاليا كما بما هذا واضحا في حجوزات العام السياحي القادم إلي مصر والتي هبطت حوالي 20% أو أقل قليلا من ايطاليا بعد أن وصلت السياحة الايطالية لمصر العام الماضي إلي مليون سائح. ومع أنه من الملاحظ أن البرنامج السياحي المصري يباع في السوق الايطالي بأسعار مرتفعة عن نظيره من البلاد المنافسة للسوق المصري "تركيا - الأردن - سوريا - لبنان - تونس" ومع أن أجنحة شركات ووكلاء السياحة تزدحم بالاعلانات عن البرامج المصرية إلي شرم الشيخ والبحر الأحمر إلي النيل والغردقة والتي تباع نسبيا أرخص من المواقع السياحية الأخري، حيث لا يتعدي برنامج الغردقة في فندق أربع نجوم بالافطار ال500 يورو تليها شرم الشيخ بحوالي 800 يورو ثم النيل وهو الأغلي في البرامج فيصل إلي 1000 يورو للبرنامج الواحد أي أسبوع بالافطار والغداء مع ذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل السبب في افساد الوارد السياحي يعود فقط لارتفاع سعر البرامج المصرية أم أن هناك اسبابا أخري؟ وكلاء السياحة يضيفون أن تشبع الاسواق الدولية ببرامج محددة مثل برنامج شرم الشيخ قد يكون السبب فالسائح ملول بطبعه وهؤلاء الوكلاء يطالبون بتغيير المواقع السياحية المصرية والتركيز علي مواقع جديدة مثل الساحل الشمالي الذي يعاني من ندرة الوارد السياحي لأسباب تتعلق بارتفاع أسعار خدمات الطيران من هبوط وايواء ومغادرة فضلا عن ضريبة المغادرة التي تتعدي ال 120 دولارا مما يرفع سعر البرنامج السياحي ويخرجه بالتالي من دائرة المنافسة. إن الدول المنافسة لمصر تبيع نفس الشمس والهواء والشواطيء ولا تحبس السائح في فندق لا يستطيع مغادرته طوال الاسبوع لأن المنطقة صحراوية لا يوجد بها أي حياة ولا خدمات وقد طالبنا كثيرا باحياء المناطق السياحية الصحراوية بأماكن ترفيهية مثل المطاعم والمحلات التجارية ودور السينما والملاهي وغيرها حتي لا يمل السائح. هبوط الوارد السياحي إلي مصر له أيضا أسباب أخري من بينها ارتفاع الجنيه أمام الدولار وكثرة الضرائب المصرية وها هي أوروبا أيضا تفرض ضريبة مغادرة فتزيد الامور سوءا، في الوقت التي تعي فيه البلاد السياحية المنافسة لمصر قواعد اللعبة فتسلك سلوكا مختلفا وتخفض الضرائب التي لا تزيد في تركيا المنافس الحقيقي لنا سياحيا علي 5%. هناك إذن مشاكل حقيقية تهدد النمو السياحي المصري وعلينا أن نسرع في حل هذه المشاكل حتي لا يهرب منا سوق ايطاليا أحد الاسواق المهمة المصدرة للسياحة لمصر علينا أيضا أن نسرع في الترويج للاسكندرية والواحات فلم أجد إعلانا واحدا في معظم أجنحة وكلاء السياحة يعلن عن هذين الموقعين مما يعد اهمالا في التسويق يجب تفاديه.