أعلن المجلس العالمي للسياحة والسفر WTTC في تقرير له نشرته مجلة الايكونوميست ان صناعة السياحة تقدم لبلدان جنوب شرق آسيا 19 مليون فرصة عمل أي نحو 8% من اجمالي عدد المشتغلين، كما تعتمد جزر المالديف البالغ عددها 1190 جزيرة في اربعة اخماس دخلها علي السياحة وفي عام 2004 قدمت السياحة 12% من اجمالي الناتج المحلي لتايلاند ونحو 10% في سيريلانكا. وهذه الدول الثلاث "تايلاند" و"سيريلانكا" و"المالديف" هي اكثر الدول تضررا من طوفان تسونامي البحري وبلاشك ان عودة السياحة اليها سريعا يمكن ان تسهم في تعافيها اقتصاديا علي الاقل واذا كان ملايين السياح الاوروبيين يتحدثون حاليا عن رحلة في بلاد مشمسة بعيدا عن صقيع اوروبا ويخططون لرحلاتهم في الاجازة الصيفية فان النجاح في توجيههم الي هذه البلاد المنكوبة التي اعتادوا زيارتها دون خوف يعد من المهام الجليلة. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان شركات السياحة والفنادق المحلية في الدول الآسيوية المنكوبة بدأت تلح علي شركات السياحة الاوروبية في ارسال سياحها بسرعة الي المنطقة مرة اخري ويخشي المسئولون عن السياحة في الدول المنكوبة ان يهرب السياح ليس من المناطق المنكوبة فحسب وانما من منطقة جنوب شرق آسيا كلها، فجزء كبير من تايلاند علي سبيل المثال لم يصبه الطوفان البحري برغم ان نصف الفنادق في منطقة فوكيت التايلاندية قد دمرت.. وفي سيريلانكا دمر ثلثا الفنادق بجنوب العاصمة كولومبو اما في جزر المالديف فان واحدا من كل سبعة فنادق سوف يحتاج الي اعادة بناء. وتقول الشركات ان تشجيع السياح علي استئناف رحلاتهم الي المناطق المنكوبة سيبدو امرا مثيرا للسخرية ولكن حدوث ازمة اقتصادية في تلك المناطق بعد مأساة الطوفان سيكون هو الاخر تطورا مريرا للغاية.. ولذلك فقد بدأت شركة TUI في استئناف سفرياتها الجوية الي جزر المالديف يوم اول يناير الحالي وتخطط للعودة الي اقليم فوكيت وسيريلانكا في فبراير ولكنها لن ترسل السياح الي بعض المناطق الاخري حتي اكتوبر القادم وتقول شركة كيووني السويسرية انها تلقت حجوزات من السياح الي المناطق المنكوبة ولكنها حجوزات اقل من المعتاد.. وقد ارسلت الشركة بالفعل فوجها الاول من السياح الي المالديف. وتري "الايكونومست" ان علي جميع الاطراف التعاون من اجل انعاش السياحة في المناطق المنكوبة بسرعة فلو خفضت الفنادق اسعارها ستقلدها شركات الطيران وسيكون ذلك حافزا للسياح مثلما حدث اثناء وباء سارس عام 2003، بل ان خبراء السياحة يؤكدون ان تعافي السياحة في المنطقة هذه المرة سيتم باسرع مما حدث في حالة وباء سارس لان ما حدث هو كارثة طبيعية نادرة التكرار.. واذا وضعنا في الاعتبار ان السياحة في هذه المنطقة صارت معتادة علي التعامل مع الازمات سواء أكانت ارهابية مثل تفجيرات فندق بالي عام 2002 او صحية مثل وباء سارس او حتي اقتصادية مثل الازمة الآسيوية عام 1997 فان كفة المتفائلين سوف ترجح وستتعافي السياحة قريبا في المناطق المنكوبة لتساعدها في التخلص من آثار الطوفان.