الصف الثاني في مجتمع الأعمال هو المصطلح الذي ينطبق علي القيادات الشابة من رجال الأعمال والذين لم يتجاوزوا العقد الرابع من أعمارهم.. ووجودهم في الصف الثاني لا يعني تأخرهم عن ركب الصف الأول وانما وجودهم بهذا المكان يعود الي معايير الزمن والخبرة في النشاط الاقتصادي وهي المعايير التي تمثل اهم التحديات امامهم للمنافسة مع "الكبار" وان كانوا قد تفوقوا في عدد من المجالات مثل تكنولوجيا المعلومات. "الأسبوعي" حاولت ان ترصد هموم واحلام هذه الفئة من مختلف القطاعات الاقتصادية ايمانا منا بان الصف الثاني اليوم هم سواعد المستقبل القريب الذين سيتسلمون المسئولية من "الكبار" ان آجلا أو عاجلا. الصناعات الثقيلة حسين الورداني مدير مصنع للصناعات الثقيلة يري ان الفرصةامام جيل المستثمرين الشباب في هذا القطاع اكبر من السوق الدولية فالسوق المحلية في هذا المجال أهملها المستثمرون الكبار في السنوات الماضية لحساب الصناعات الاستهلاكية وهو ما أعطي العملاء انطباعا بانها صناعة "غيرنا" وليست صناعتنا ومن ثم فمنتجاتنا فيها غير مضمونة الجودة.. ويري الورداني ان اسلوب الدعاية لاسواق هذه الصناعات في الخارج مازال يحتاج الي الكثير من التطوير فأغلب العارضين لهذه السلع الاستثمارية والمتمثلة في العدد والماكينات في المعارض الترويجية التابعة للهيئة ينفقون علي الدعاية من جيبهم الشخصي لهذه السلع ويتفق معه يحيي الزعيم مدير مصنع للكوايات وهو نوع من المعدات المستخدمة في الصناعات المعدنية ان منتجاته بسبب ندرة صناعتها في السوق المصري لا تحقق الاقبال المطلوب في السوق المحلي بالرغم من مطابقتها للمواصفات العالمية وانخفاض تكلفتها عن تكلفة مثيلتها المستردة بأكثر من 40%. ويضيف فتحي معبد مدير الشركة الهندسية لصناعة المعدات ان اكبر دعم لابد ان تقدمه الدولة لهذا القطاع الصناعي الناهض هو المنح التدريبية والتي تنفق القيادات الشابة عليها مبالغ ضخمة عند استعانتهم بالخبراء الاجانب في الوقت الذي تحقق الدولة اغلب البرامج التدريبية للصناعات الاقل تعقيدا. التواصل بين الشباب اما في مجال الصناعات الغذائية فيطمح نادر علام مدير مصنع المصرية الخليجية للصناعات الغذائية الي تحقيق التواصل بين القيادات الشابة الذين يعملون في نفس القطاع بما في ذلك الصناعات الغذائية المصدرة للاسواق الدولية والتي استطاعت الاجيال الشابة ان تحتل مكانة مهمة في ادارتها حسب تعبيره الا ان ضعف التواصل بين قياداتها جعل بعضهم لقلة خبرته التسعيرية يعرض اسعارا منخفضة عن هامش الربحية السائد بالأسواق الخارجية وهو ما أفسد علي باقي المصدرين السوق وأساء لسمعة المنتج المصري.. من جهته يري د. احمد شتا رئيس لجنة صناعة النسيج بجمعية شباب الأعمال ان الفرصة الحقيقية لتطوير استثمارات القيادات الشابة بصناعة النسيج هي التوسع في صناعة الملابس الجاهزة والتي استطاعوا ان ينافسوا بها الكبار في أسواقهم الخارجية في السنوات الأخيرة بفضل مرونة ادائهم وتطور رؤيتهم لمعايير الجودة بدءا من اختياراتهم للخامة وحتي تصميمات الملابس. خيارات حاسمة من جانبه يري احمد صبحي مدير جمعية للمشروعات الصغيرة لصناعة البرمجيات ان العام المقبل سيكون تحديا حقيقيا لصغار المستثمرين من الشباب في هذا القطاع والسبب حالة التشبع في السوق بهذه المنتجات وهو ما جعل الشركات الكبري تتجه لمنافسة شركات الشباب الصغيرة علي الطلبيات ذات الحجم الصغير التي كانت تتعايش علي أرباحها هذه الشركات الصغيرة وهو ما يجعل تحقيق الاندماج بين الكيانات الصغيرة و تغيير النشاط الاستثماري بمثابة اختيارين حاسمين لمشكلات الشباب في هذا القطاع.. أما قطاع الصناعات البلاستيكية استطاع الشبان ان يتواجدوا بقوة فيه من خلال مصانع الصناعات البلاستيكية التكميلية والتي تواجه تجاهلا من المصانع الكبري فيري كمال مرسي مدير ستار بلاست ان التحدي أمام المستثمرين في هذا المجال يتمثل في ايجاد علاقات اكبر مع المصانع الكبري المستهلكة لهذه الخدمات والترويح لفكرة عدم انفاق المستثمرين في المجال الصناعي علي خطوط انتاج تغطي جميع مراحل العملية الانتاجية حيث المراحل النهائية في الصناعة كمرحلة التعبئة والتغليف من الافضل ان تعتمد المصانع الكبري فيها علي المصانع الصغيرة المتخصصة في هذا النشاط لان تخصصها يحقق لها كفاءة اكبر في تحقيق اشتراطات الاسواق الدولية. فرص تصدير للخارج ويري احمد عبد الحميد امين عام جمعية مصنعي الرخام والجرانيت ان الفرصة الحقيقية لمصعني الرخام والجرانيت تتمثل في غزو الاسواق الخارجية الحديثة علي هذا القطاع كاسواق الصين والولايات المتحدة والتي استطاعت القيادات الشابة ان تحقق تواجدا واضحا فيها بجوار المستثمرين الكبار اصحاب المصانع العريقة التي تعمل منذ الستينيات بسبب ارتفاع الطلب علي مواد البناء بهذه الاسواق.