في إطار خططه من أجل التوسع عالميا قام بنك دانسكي أحمد اكبر البنوك الدنماركية بعقد أول صفقة له خارج الدول الاسكندنافية، حيث قام بشراء بنكين ايرلنديين مملوكين لبنك استراليا الوطني وهما البنك الوطني الايرلندي وبنك الشمال وذلك في مقابل 967 مليون جنيه استرليني "86.1 مليار دولار امريكي" اي ما يساوي 4.10 مليار كرونة دنماركية. وهذه هي المرة الأولي التي يقتحم فيها بنك دنماركي السوق الايرلندية وكان بنك دانسكي قد برر هذه الصفقة بأنها تأتي بسبب تركيز البنك في المرحلة القادمة علي انشطة التجزئة المصرفية، وبالتالي فإن هذين البنكين الايرلنديين بما لهما من خبرة في هذا المجال سوف يساعدان علي تحقيق أهداف البنك. وكان عدد عملاء البنك الشمالي في مجال التجزئة المصرفية قد بلغ 349 الف عملية بمجموع اقراض وصل الي 2.3 مليار جنيه استرليني مما يجعله اكبر بنوك التجزئة المصرفية في ايرلندا الشمالية، بينما يبلغ عدد عملاء البنك الايرلندي الوطني 134 الف عميل بمجموع اقراض وصل الي 9.2 مليار جنيه استرليني مما يؤكد ان اختيار دانسكي كان الاختيار الصائب. ويؤكد بيتر شاراب الرئيس التنفيذي لمجموعة دانسكي بأن هذه الصفقة تدعم طموحات البنك من أجل الانتشار خارج الدنمارك كما اضاف بأن تملك هذين البنكين سيساعد علي الاستفادة بشكل افضل من امكانيات المجموعة والتوسع عالميا وكان بنك دانسكي قد اعلن عن عزمه انفاق حوالي 5.1 مليار كرونة دنماركية لاعادة هيكلة البنكين خلال العامين القادمين ويتوقع ان يحصد البنك ثمار هذه الصفقة بزيادة ارباح البنك بحلول عام 2006. ومن ناحية اخري يتوقع بنك استراليا الوطني وهو الطرف الثاني في هذه الصفقة تحقيق 1.1 مليار دولار كأرباح من جراء بيع هذين البنكين بالاضافة للتركيز علي بنكي سليدسول ويوركشير في اسكتلندا وانجلترا اللذين يملكهما بنك استراليا الوطني من أجل تطويرهما للتوسع في أعمال البنك في المملكة المتحدة خلال الفترة القادمة. ويقول جون ستيوارت الرئيس التنفيذي السابق لبنك باركليز والذي اصبح رئيسا تنفيذيا لبنك استراليا الوطني بأنه يشعر بارتياح كبير من اجل اتمام هذه الصفقة وذلك للتركيز في المرحلة القادمة علي أعمال البنك في المملكة المتحدة خاصة بعد ظهور بوادر ايجابية لاعمال البنك في جنوب شرق انجلترا مما يعد انتصارا حقيقيا لجميع موظفي البنك. وكان بنك استراليا قد تملك البنكين الايرلنديين اللذين قام ببيعهما في اطار هذه الصفقة بالاضافة لبنكي سليدسول ويوركشير في المملكة المتحدة في أواخر الثمانينيات الا ان اعمال هذه البنوك عانت من مشكلات كثيرة مما دفع البنك للتركيز علي أعماله في المملكة المتحدة. وتعد صفقة بيع البنكين الي دانسكي بمثابة طوق النجاة لبنك استراليا الوطني وذلك لانها جاءت في نهاية عام يعد الاصعب في تاريخ بنك استراليا نتيجة تعرضه لفضيحة بسبب عملية احتيال تعرض لها البنك ونتج عنها فقدان الرئيس السابق لمجلس ادارة البنك والمدير التنفيذي لوظائفهما بالاضافة لوجود صراعات داخل مجلس الادارة نتج عنها انخفاض كبير في ارباح البنك. يذكر ان ستيورات عند توليه رئاسة البنك في فبراير الماضي كان رافضا لهذه الصفقة حيث قدم اقتراحا بتطوير البنوك الاربعة التي يمتلكها البنك في المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية، الا ان البنك كان معرضا لضغوط من قبل حملة الاسهم لاجل تحسين موازنته مما دفع البنك للمضي قدما في الصفقة. وهذا ما انعكس ايجابيا علي قيمة الاسهم حيث ارتفعت اسهم البنك بنسبة 75.1% بينما انخفضت قيمة اسهم دانسكي باكثر من 4% بعد إعلان الصفقة.