تشهد اجهزة الجيل الثالث للهاتف المحمول طفرات كبيرة علي ايدي الشركات اليابانية المنتجة لها مثل NEC وباناسونيك وشارب وسانيو وتوشيبا وهذه الاجهزة الجديدة يمكنها ان تستقبل صور الفيديو والالعاب الاليكترونية كما يمكن استخدامها في دفع الحساب كآلات حاسبة وتستخدم ايضا كأجهزة تحكم عن بعد للتليفزيون وغيره وبالاضافة الي ذلك فهي بالطبع ترسل وتستقبل المكالمات الهاتفية. وتقول مجلة "بيزنيك ويك" انه في حين طرحت دوكومو جهازها الجديد من هذه الفئة فإن بقية الشركات اليابانية علي وشك ان تطرح اجهزتها الخاصة من الفئة ذاتها وهي اجهزة تتميز بالاناقة ولكن المؤسف ان الشركات المنتجة لم تعد تحقق الكثير من الارباح فمنذ عشر سنوات كان هامش الربح الذي تحققه الشركات اليابانية المنتجة لاجهزة الجيل الثاني من التليفون المحمول لا تقل عن 10% وكان المستهلكون يشترون الملايين من هذه الاجهزة اما اليوم فقد هبط هامش الربح بحيث لم يعد يتجاوز ال 4% حسب ارقام دويتش بانك وهذا رقم لا يقارن بما تحققه شركات اخري غير يابانية مثل نوكيا وسامسونج من نسبة ربح تصل الي 20% وذلك حسب احصاءات عام 2003. ويمكن ارجاع انخفاض هوامش ارباح الشركات اليابانية المنتجة للهاتف المحمول الي مشكلتين الاولي هي ضآلة السوق المحلي وتشبعه والثانية هي عدم النجاح في التسويق في الخارج وعلي المستوي الداخلي تقول الارقام ان 70% من اليابانيين صاروا يملكون الان اجهزة للهاتف المحمول ولذلك فمن الصعب ان تعثر علي زبائن جدد اضف الي ذلك ان الناس لا تميل الي اقتناء اجهزة الجيل الثالث طالما ان اجهزتهم تعمل علي الشبكات القائمة بجانب ان اسعار اجهزة الجيل الثالث مرتفعة جدا فتكلفة الجهاز من الجيل الثالث لدي الشركات اليابانية لا تقل عن 500 دولار تصل الي 700 دولار اذا اضيفت اليه بعض المزايا الاخري مثل استقبال صور الفيديو الرقمية وذلك حسب تقديرات جولدمان ساكس في اليابان ولكن المشتري لا يدفع عادة اكثر من 100 دولار لشراء تليفون محمول ويقول ايكبو ما تسوهاش المحلل في جولد مان ساكس باليابان ان زمن تحقيق شركات اجهزة التليفون المحمول لارباح ذات رقمين قد انتهي بعد ان صار السوق الياباني من الاسواق المتشبعة فهو اقدم اسواق الجيل الثالث واكثرها تقدما وتقدر ماتسوهاش ان تكلفة انتاج جهاز من الجيل الثاني تقل بنسبة 20% عن تكلفة جهاز من الجيل الثالث للتليفون المحمول وثمنها في الاسواق تقارب ومع ذلك فالاجهزة الجديدة لا تجد من يشتريها في السوق الياباني الذي يستخدم فيه اجهزة الجيل الثالث منذ نحو 4 سنوات. وتقول مجلة "بيزنيس ويك" ان الشركات اليابانية غير ماهرة في توزيع انتاجها خارج اليابان فشركة مثل NEC نصيبها من السوق الداخلي 22.2% ومن السوق العالمي 2.2% فقط اما باناسونيك قنصيبها من السوق العالمي 2.4% تليها شارب وسوني بنسبة 1.6% لكل منهما في الاسواق الخارجية وذلك في الربع الثاني من العام الحالي وبالمقابل نجد شركة مثل نوكيا تستحوذ علي 33% من السوق العالمي في حين ان نصيب كل الشركات اليابانية مجتمعة من السوق العالمي لا يتجاوز 16% وذلك حسب تقديرات دويتش بانك واذا اسقطنا السوق الياباني سنجد نصيب الشركات اليابانية من الاسواق الخارجية لا يتجاوز 6% سنويا وهو اقل من نصيب موتورولا 14% وسامسونج 11% وربما كان السبب في ذلك ان اليابان تستخدم في اجهزة الجيل الثالث تقنيات اكثر تقدما. ولكن الصورة علي اية حال ليست معتمة بالنسبة لشركات التليفون المحمول اليابانية خصوصا بعد ان لجأت الي تسويق انتاجها عن طريق شركات الشبكات واعدت العدة للذهاب الي الصين فشركات الشبكات الاوروبية تشتري اجهزة الجيل الثالث من الشركات الياباينة NEC وتقوم بتسويقها لدي المشتركين بأرخص الاسعار ولذلك تتوقع NEC ان تزيد حقول التسويق الخارجي الي 40% من جملة مبيعاتها هذا العام مقابل 10% فقط عام 2002 كما تعتزم NEC شحن مليوني جهاز الي الصين هذا العام تزيد الي 3 ملايين في العام المقبل وسيكون من بينها الجهاز N900 الذي يعتبر اصغر تليفون محمول في العالم ويصل ثمنه الي 1100 دولار والاتجاه الي الصين يرجع لكونها اسرع الاسواق نموا في جانب ان السلطات الصينية تعتزم طرح تراخيص شبكات الجيل الثالث للبيع امام الشركات في العام المقبل.