في إطار جهوده للقضاء علي الانقسام الموجود بين العمليات التي يقوم بها البنك وبين فريق العمل الخاص بقسم تكنولوجيا المعلومات قام بنك باركليز بوضع قسم تكنولوجيا المعلومات والعمليات المصرفية "إينابيل" التي يقوم بها البنك في بريطانيا تحت إدارة موحدة. وذلك في إطار خطة لاعادة هيكلة أقسام البنك. وكانت وحدة (إينابيل) في الماضي تعمل كوحدة لها إدارة مستقلة وسيبقي "باركليز" علي وحدة تسمي (CIO) متخصصة في تكنولوجيا المعلومات كوحدة لها إدارة مستقلة وتكون مسئولة عن أنظمة تكنولوجيا المعلومات الأساسية في البنك بالإضافة لوضع الاستراتيجية لمجموعة "باركليز" حول العالم وتساعد خطة إعادة الهيكلة بنك "باركليز" في تخفيض الإنفاق وزيادة دخله من أعمال التجزئة المصرفية بنسبة 2% سنوياً في الفترة من عام 2005 إلي عام 2007. ويشير المحللون إلي أن الشركات والبنوك قد قامت بتغيير تفكيرها خلال السنوات العشرين الأخيرة حول الدور الذي يمكن أن يلعبه قسم تكنولوجيا المعلومات في العمل مما أدي إلي تأرجح شكل إدارة هذا القسم بين المركزية واللامركزية. فكانت أقسام تكنولوجيا المعلومات تدار بصورة مركزية عن طريق مركز إدارة موحد أو تدار بصورة لا مركزية بأن تكون شركات مستقلة تقوم بخدمة عملاء من خارج البنك. ويشير "ريتشارد إدواردز" المحلل المصرفي في مجموعة "باتلر" إلي أن ظهور التكنولوجيا الجديدة في التسعينيات مثل خدمة العملاء عن طريق أجهزة الصرافة الآلية بالإضافة للتجارة الالكترونية كان مناسباً بشكل كبير لأسلوب العمل اللامركزي. إلا أنه أكد علي أن العمل بشكل مركزي يتيح تقديم الدعم التكنولوجي لجميع أقسام العمل في الشركة الواحدة وليس إلي قسم بعينه مما يعد توفيراً لحجم العمالة في المؤسسات. ويعد شكل العمل المركزي لقسم تكنولوجيا المعلومات هو المفضل لدي الشركات الأوروبية طبقاً لآخر بحث قامت به مؤسسة "فورستر" وشمل "510" شركات أوروبية حيث اتصف شكل عمل قسم تكنولوجيا المعلومات في 64% من هذه الشركات بالمركزية. واتصف نظام قسم تكنولوجيا المعلومات في 54% من الشركات البريطانية التي شملها البحث بالمركزية بينما اتصف نظام عمل قسم تكنولوجيا المعلومات في 10% من الشركات الأوروبية باللا مركزية. ويذكر أن الشكل المركزي لعمل قسم تكنولوجيا المعلومات يمتاز بوجود إدارة موحدة تتلقي التقارير حول مهمات قسم تكنولوجيا المعلومات من تخطيط ورسم الاستراتيجية للمؤسسة وتطوير العمليات التي تقوم بها المؤسسة أو البنك وبهذا تتم إدارة جميع الأمور الخاصة بهذا القسم من أجهزة وبرمجيات وميزانيات عن طريق إدارة موحدة. وتعد شركة "شل" للبترول إحدي الشركات العملاقة التي قامت بتغيير نظام العمل الخاص بقسم تكنولوجيا المعلومات لديها من الشكل اللا مركزي إلي الشكل المركزي. ففي عام 2001 قامت المؤسسة بضم قسم تكنولوجيا المعلومات لديها والمسمي بشل للخدمات الدولية والذي بلغ رأسماله عدة مليارات من الدولارات إلي الإدارة المركزية للشركة. والجدير بالذكر أن فرع تكنولوجيا المعلومات الخاص بالشركة قد قام بتقديم خدمات إلي شركات أخري بالإضافة إلي "شل" إلا أنه بعد انضمامه للإدارة المركزية للشركة عاد إلي دوره التقليدي.