السيناريو الاسوأ في 30 يونية هو للأسف السيناريو الاقرب للتحقيق وهو السيناريو المدمر للوطن كله بإسلامييه وليبرالييه وعلمانييه وناصرييه وشيوعيه ومسلميه واقباطه السيناريو الأسوأ والاقرب للتحقيق ليس سقوط الرئيس مرسي ولا ابعاد جماعة الاخوان عن الحكم كما يحلم معارضوهم أو كارهوهم ، ولا هو انصراف الشعب عن الداعين للخروج والتظاهر لتخرج المظاهرات هزلية تثير السخرية كما كان شأن مظاهرات أبوحامد لاسقاط الرئيس بعد 40 يوما من توليه الحكم . السيناريو الاسوأ هو خروج مظاهرات قد يصاحبها عنف مقصود أو عشوائي من جانب بعض من سيخرجون، أو قد يصاحبها احتكاك بين مؤيدي تمرد، ومؤيدي تجرد يتطور تدريجيا إلي مواجهات واشتباكات تزيد حدتها وتنتقل من مكان لآخر حتي يتحول الوطن كله لبؤر من العنف والتوتر. بالتأكيد هناك من سيخرجون ضد الرئيس في مظاهرات سلمية مشروعة لا يريدون عنفا ولا مواجهات، لكن لا يستطيع ان يجزم أو يدعي احد انه لن يكون هناك من سيتسللون لهذه المظاهرات بغرض افتعال العنف وتحويلها إلي مواجهات. ولا يستطيع احد ان يزعم انه ليس هناك بين من يدعون للخروج في 30 يونية من اعدوا عدتهم للعنف ومن هم علي استعداد للتضحية بالوطن كله وادخاله في دوامة العنف والفوضي لمجرد التخلص من الرئيس وحزبه أو جماعته. بل لا يستطيع احد ان يزعم انه من بين من يعدون ويتأهبون ليوم 30 يونية ويتتظرونه من لا يكرهون الاخوان ولا يهمهم ان كان الرئيس مرسي يستمر في الحكم أو يتركه بقدر ما يهمهم ?ضرب كرسي في الكلوب? وجر البلاد لدائرة عنف لا تبقي ولا تذر لتفتيت مصر . ولا يستطيع احد ان يزعم ان بعض القوي الخارجية التي تتربص بالأمة العربية بأكملها تتمني الانقسام والتفتت لمصر لتكون تلك النهاية للدول العربية بعد ان ضاعت العراق وانقسمت سوريا، ولا يمكن ابدا ان نغفل أو نتغافل عن وجود اياد صهيونية وغربية تحاول اشعال الاوضاع لتنتهي مصر للأبد وتخرج تماما من دائرة توازنات القوي في المنطقة. ولا يعني ذلك ابدا ان المعسكر الآخر، أو معسكر الرئيس ومؤيديه لا يتحمل جزءا من المسئولية عن تأزم الاوضاع نتيجة ادارة خاطئة ومعالجات كارثية احيانا للاوضاع ليس اقلها الاصرار علي حكومة فاشلة، ولا يعني ذلك ايضا ان كل المعارضين للرئيس أو الخارجين للتظاهر سلميا ضده لا يحبون هذا الوطن ولا يسعون لمصلحته، كما لا يعني ذلك انه لن يكون هناك من بين مؤيدي الرئيس وحملة تجرد من قد يجنح للعنف، لكن الخوف كل الخوف ان تقودنا تلك الاوضاع المفعمة بالاحتقان إلي دوامة لا نهائية من العنف والدم. الكلمة أمانة.. ومن الامانة ان اؤكد ان الديمقراطية في العالم كله لم تعرف الا الانتخابات وان الخروج علي اي حاكم لخلعه بتوقيعات أو تظاهرات خروجا علي قواعد الديمقراطية لن ينتهي لو خرج الرئيس مرسي من الحكم لأن التيارات الاسلامية ستكرر الامر مع أي حاكم يحل محل مرسي وساعتها ستدخل مصر متاهة لن تنتهي.. وعلي كل من يشجع أو يدفع الامور في هذا الاتجاه ان يتحمل المسئولية امام الله اولا، ثم امام نفسه وامام الشعب والتاريخ.