سناء السعيد مفاجأة من العيار الثقيل أطلقها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ ?يوسف القرضاوي? في خطبة الجمعة مؤخرا من جامع ?عمر بن الخطاب? بالعاصمة القطرية الدوحة فلقد شكر أمريكا علي تقديمها السلاح للمقاتلين في سوريا ولكنه أخذ عليها أنها لم تفعل في سوريا ما فعلته في ليبيا. وأفصح عما يريد قوله تحديدا عندما قال: ?علي أمريكا أن تدافع عن السوريين وأن تقف وقفة رجولة ووقفة لله وللخير والحق? ومضي يطمئن أمريكا بأن المعارضة المسلحة السورية لو انتصرت في هذه المعركة فلن تمد يدها بالسلاح ضد إسرائيل. دعوة هذا الشيخ مغرضة فأمريكا لو دخلت سوريا عسكريا ستقضي علي الأخضر واليابس. ولكن الشيخ لا يكترث بالنتائج ولا يهمه إذا قضي الآلاف أو الملايين من المدنيين الأبرياء. ما يعنيه هو تزويد الخارجين علي الدولة السورية بالسلاح لكي تسود شريعة القتل. وهكذا بات القتل عملة سهلة بفتوي ومباركة من ?القرضاوي? وهنا اسأله لماذا لم يدعم كلامه بآية قرآنية تجيز له طلب التدخل العسكري الأمريكي في سوريا؟ كيف رضي لنفسه أن يخرج بتصريحات شائهة ويظهر في ثوب مزر مخجل بفتوي مستهجنة علي غرار الفتوي التي خرج بها في المعمعة التي خاضتها ليبيا للإطاحة بالقذافي. يومها أطلق دعوة نشاز بالنسبة لرجل دين عندما أباح إبان أحداث ليبيا دم العقيد القذافي قائلا: من استطاع أن يقتل القذافي فليقتله ومن يتمكن من ضربه بالنار فليفعل ليريح الناس والأمة من شر هذا المجنون. يومها أجاز الاستعانة بقوات الناتو في ليبيا ومن ثم لقبه البعض بمفتي الناتو. اليوم يعاود الشيخ فتاويه النشاز التحريضية بفتوي تحض السوريين علي أن يطالبوا بالتدخل الأجنبي في بلادهم، وهي فتوي يخدم عبرها أمريكا وإسرائيل. فتوي مستهجنة من شيخ كان يتعين عليه لو أنصف أن يدعو السوريين إلي وحدة الموقف لمجابهة مؤامرة الشر التي تستهدف بلادهم والتي جري التخطيط لها من أجل انهاك سوريا والقضاء عليها. كان يتعين عليه أن يستعين بالله ويركن إليه كلية ولكنه يمم وجهه صوت الناتو واتخذ من الشيطان وليا له. كان يتعين عليه أن يدعو الفرقاء في سوريا إلي المصالحة والحوار ولكنه أبي إلا أن يشرع سلاح الاستقواء بالأجنبي علي حساب الاشقاء كيف بعالم إسلامي متفقه في الدين ان يستعين بالمشركين؟ ألم يدر بأنه باستدعائه للأجنبي لكي يحارب بني جلدته يكون قد خالف صحيح الإسلام وأفتي بما يخالف مصلحة الوطن وبذلك يكون قد وقف ضد الدين وضد الأمة؟ مضي الشيخ يطالب بالتدخل الأمريكي وأشرك بذلك أمريكا في حكم الله وفي قضائه وقدره واستعجل موت المسلمين في سوريا علي أيدي الكفرة، أضاع الحق وانحاز إلي الباطل، حلل القتل في سوريا كما سبق وحلله في ليبيا، لم يحدث أن وقف داعية إسلامي يدعو إلي قتل المسلمين علي يد الأعداء ونسي قوله تعالي ?من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا?. الغريب أن تأتي هذه الدعوات التحريضية من عالم دين، لقد شكر الشيخ أمريكا التي لا يحركها في المنطقة إلا مصالح اسرائيل وأمنها وضمان تفوقها علي كل العرب والمسلمين، تحدث هذا الشيخ عن رجولة أمريكا ولا أعلم أين هي الرجولة التي يتحدث عنها اللهم إلا اذا صنف دعم أمريكا الكامل الشامل لاسرائيل علي أنه معيار للرجولة الحقة حيث ان تقوية اسرائيل تعني اضعافا للعرب، ما قاله هذا الشيخ مهزلة لم يتوقعها أحد، بل لم يحدث أبدا في تاريخ الإسلام ان يستنجد شيخ بأعداء الأمة لتدمير جوهرة الشام. لقد وقف هذا الشيخ في رحاب بيت من بيوت الله ليخطب باسم الإسلام ويشكر الطاغوت الأمريكي ويطمئن الكيان الصهيوني بأنه لن يمس ويدعو إلي الفتنة بين المسلمين عندما يحرض فئة علي قتل فئة أخري. خرج يحرض الأجنبي علي اختراق الدولة السورية وقتل مواطنيها، أي أن القتل منح المشروعية بفتوي ومباركة من ?القرضاوي?. هل غاب عن ?القرضاوي? أنه إلي زوال، وانه سيحاسب علي كل قطرة دم تراق، وأن التاريخ سيسجل أوراق حياته بمخازي يندي لها الجبين، وأنه عندما يمضي إلي حتفه ستلاحقه لعنة الكبار والصغار إلي يوم الدين بعد هذه الفتاوي التي هي في حد ذاتها بلاء عظيم علي الأمة أي علي العرب والمسلمين أجمعين؟ واليوم قد يسأل المرء نفسه: تري هل مازال هناك أمل في أن يرتدع هذا الشيخ ويعزف عن شطحات الشيطان الذي يوسوس له كي يصبح أداة طيعة للتحريض ضد المسلمين؟ وقانا الله واياكم من جبروت الطغاة.