هل حقا كان لفتوي الشيخ يوسف القرضاوي أثر في مقتل القذافي بعد إلقاء القبض عليه حياً في مدينة سرت أم أن القرار صدر من عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الوطني بإيعاز من أمريكا خاصة ان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية أعربت عن أملها في إلقاء القبض علي القذافي أو قتله قريبا وذلك قبل مصرعه بيومين علي أقصي تقدير؟! قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها معمر القذافي اتهمت الشيخ القرضاوي بالتحريض علي قتله والحقيقة ان الفتوي التي أطلقها القرضاوي وبثتها قناة "الجزيرة" ارتدت ثوبا تحريضيا مقيتا إذ قال بالحرف الواحد: أنا أفتي الضباط والجنود الذين يستطيعون ان يقتلوا معمر القذافي من استطاع منهم ان يطلق رصاصة عليه ويريح البلاد والعباد منه فليفعل فهذا رجل يريد ان يبيد الشعب لا يجوز لأي ضابط جوي أو غيره ان يطيع هذا الرجل في معصيته في الشر في الظلم في البغي علي العباد. طبعا الشيخ القرضاوي أطلق فتواه التحريضية بالقتل بعد ان تردد في مختلف وسائل الإعلام ان القذافي يهاجم المتظاهرين الليبيين بالطائرات الحربية وبجيش نظامي محترف لكن الشيخ الجليل لاذ بالصمت وتواري عن الاسماع والإبصار تماما عندما تدخل الناتو عسكريا في ليبيا لحسم الصراع المسلح والحرب في ليبيا لمصلحة المنقلبين علي القذافي ونظامه وكانت ضربات الناتو مصحوبة ومقرونة بمساندات عسكرية وطلعات جوية لقطر التي يعيش فيها القرضاوي وكانت أشد ضراوة وفتكا وتدميرا للشعب الليبي وظل الشيخ صامتا لا يحرك ساكنا ولا يحرم حراما ولا يجرم جرما ولا ندري أكان صمته حياء من قطر أم كان موقفا دينيا ارتآه بجواز قتل الشعب الليبي علي يد الناتو وعدم جواز ذلك علي يد القذافي؟! ولا نعرف هل انطلقت فتواه عن قناعة دينية حقا أم عن موقف سياسي نابع من السلطة في قطر خاصة ان التطابق في الموقفين كان شديد الوضوح لدرجة تبعث علي الارتياب إذ ان موقف قطر لم يتوقف عند تقديم مساعدات عسكرية فقط للمجلس الانتقالي بل شاركت فعليا في الحرب..ولكن بقي ان نقول إنه لم يكن هناك من يجرؤ علي قتل القذافي بعد أسره من القوات المناوئة له إلا بقرار سابق ومتفق عليه من قبل المجلس الانتقالي والأطراف الأخري التي اشتركت في الحرب والأسباب كثيرة.