سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدرس الأكبر في ذكري مرور 25 سنة علي كارثة يوم "الاثنين الأسود" عام 1987 خطيئة جرينسبان تدليله للمستثمرين وشركات المال عند صعود الأسواق أو هبوطها تاركا الفقاعات تنفجر في وجه الجميع
منذ 25 سنة أو يزيد وبالتحديد يوم الاثنين 19 أكتوبر عام 1987 انهارت كل بورصات العالم فجأة وعلي نحو غير متوقع وصار هذا اليوم معروفا في التاريخ باسم يوم الاثنين الأسود. ففي ذلك اليوم المشئوم فقد مؤشر داوجونز الصناعي 23% من قيمته في جلسة واحدة وهو انخفاض قياسي لم يحدث له مثيل لا من قبل ولا من بعد حتي الآن. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن المحللين في ذلك الحين انطلقوا يقارنون ما حدث في يوم الاثنين الاسود وتوابعه بما سبق أن حدث عام 1929 وأدي إلي حدوث الكساد العالمي الكبير والحقيقة أنهم كان ينبغي عليهم النظر إلي الأمام وليس إلي الخلف حتي يمكن توخي تكرار هذا الانهيار في المستقبل ولذلك نستطيع القول الآن إن هناك 3 أسباب رئيسية علي الأقل وراء انفجار الأزمة المالية العالمية عام 2007 ترجع جذورها إلي ما سبق حدوثه في يوم الاثنين الأسود عام 1987. وأول هذه الأسباب وإن شئت فقل الأخطاء هو ما يتعلق بالسياسة النقدية ففي عام 1987 ردت البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم علي الأزمة بسرعة حيث قام بعضها بخفض أسعار الفائدة وقام البعض الآخر بضخ سيولة نقدية في النظام المالي ويومها قال ألان جرينسبان الذي كان قد تم اختياره قبل الأزمة كرئيس لبنك الاحتياط "البنك المركزي الأمريكي" إن البنك الذي يرأسه ملتزم بمسئولياته كبنك مركزي للشعب الأمريكي وأنه مستعد للقيام بدوره كمصدر للسيولة من أجل مساعدة الاقتصاد والنظام المالي علي التعافي. ولا شك أن تهدئة ذعر النظام المالي كان له معني في ذلك الحين قدم الفكرة التي ارتبطت باسم جرينسبان وهي أن البنوك المركزية عليها دائما أن تتدخل لدعم الأسواق المالية إذا ما تعرضت لهبوط شديد. ولكن عندما حدثت الفقاعات بعد ذلك اتخذ جرينسبان الموقف العكس ولم يشأ أن يتدخل حتي عندما قفزت الأسعار إلي عنان السماء معلنا أنه ليس من مهام البنك المركزي أن يحذر نيات البورصات مقدما وأن يتخذ من الإجراءات ما يبقيها علي الأرض ويمنع تصاعد الأسعار غير المنضبط. وتجاهل جرينسبان أن الانهيار الذي حدث في يوم الاثنين الأسود كان خروجا واضحا علي القواعد الاقتصادية الأساسية، وأنه أعطي إشارة مفادها أن الأسواق والبورصات ليس من الضروري أن تكون ذات كفاءة دائما ويذكر أن مجلة "الايكونوميست" قد نصحت جرينسبان في حينه عام 1987 بالتدخل مرة في أواخر التسعينيات عندما التهبت أسعار أسهم شركات الإنترنت ومرة ثانية في أوائل الألفية الجديدة عندما التهبت أسعار المساكن الأمريكية وصعدت إلي عنان السماء وهكذا وقر في أذهان المستثمرين أن البورصات رهان ذات اتجاه واحد وأن البنوك المركزية لا تتدخل إلا إذا هبطت الأسواق وليس في أثناء صعودها حتي لو تجاوز هذا الصعود كل حد معقول وهكذا فإن الاعتدال العظيم Great وغني عن البيان أن المستثمرين والمنظمين الحكوميين لعملية التداول لم يفهموا الدرس كما تقول مجلة "الايكونوميست" سواء في المرة الأولي أو الثانية أي أن الخطأ تكرر مرتين ولايزال الوضع علي حاله ولكن في الجزءين الأول والثاني من "خطيئة جرينسبان" كانت هناك محاولات للفهم والاصلاح وهي اصلاحات أوجد هي الأخري مشاكلها. ومع ذلك يبقي أن نقول إن الدرس الأكبر الذي يجب أن نضع يدنا عليه حتي لا يفلت هو أن وجود فترة ممتدة من الصعود السريع في الاسواق يعد مؤشرا علي وجود فقاعة لابد أن تنفجر يوما ما والمؤسف أنه لا توجد لدي الخبراء حتي الآن وسيلة لتنظيف الركام بعد حدوث الانفجار!