إنه مثل إنجليزي شهير وترجمته بالعربية (تعجل ببطء) ودلالته الواضحة تشي بالتروي وليس التهور. هناك حكمة عربية تقول (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة) وليس هناك أي تناقض بين التعجل والبطء وأعني أنه من المهم في الحياة بشكل عام أن نتروي في قراراتنا وعلي الأخص في الحياة السياسية. فإذا لم أترو في قراري، فالخسارة عائدة علي وحدي فالمسئولية هنا شخصية أما في السياسة فالعائد علي الرأي العام. وللجالسين علي كراسي الحكم اقول: تعجلوا ببطء فموقعة الجمهورية كان اخراجها سيئا ومتسرعا. أن تصدر جريدة يومية وفيها مانشيت غير صادق، وارد في كبريات صحف العالم. في الواشنطن بوست الأمريكية طلعت بمانشيت عن البنتاجون ويهدد الأمن القومي ولم يخلع الرئيس بقرار متسرع بتهور رئيس التحرير بل إن خلع رئيس تحرير خطأ لم يحدث في زمن مبارك وإقالة رئيس تحرير الجمهورية علي إثر غير دقيق كان تعجلا غير مدروس وتنقصه الحكمة. كان من الممكن لفت نظر رئيس التحرير دون ضجة ودون زيطة وزمبليطة في الصالون وتكليف كاتب من الجريدة بتولي المسئولية ويصدر هذا من المجلس الأعلي للصحافة التابع لمجلس الشوري ثم يحدث احتجاج علي القرار الغريب الذي يتلخص في كلمة واحدة هي استبداد ويبدو أن هذا قدر الصحف القومية. من الطريف أن المتظاهرين المؤيدين لرئيس التحرير جمال عبدالرحيم، طلبوا من رئيس التحرير المقترح السيد البابلي أن يرفض المنصب ولا أدري بقية المسلسل الذي يعطيني انطباعا واحدا هو الارتباك. ولا تزال جامعة النيل "رهينة" عند مدينة زويل وذلك بسبب تعجل عصام شرف حين كان في موقع المسئولية وحدث تنازل عن الجامعة لصالح زويل أيامها كانت الدنيا مولعة والثورة متأججة والميدان ثائرا وفي الخلفية اسم د.أحمد نظيف رئيس وزراء ما قبل الثورة ومنذ ذلك الزمان لم ترجع الجامعة لأصحابها الحقيقيين ومازالت الندوات التليفزيونية (علي ودنه) تطالب بالإفراج عن الجامعة الرهينة! ومن الغرائب والعجائب أننا كل صباح نقرأ أن فلانا أو علانا قدم بلاغا لجهاز الكسب غير المشروع ضد سين وصاد وعين وأن هذه البلاغات تحول للجنايات دون التحري والتحقق والتروي فكل بلاغ لابد أن تغطيه مستندات وأدلة فلا تكون الاتهامات مرسلة وأي مستثمر هذا الذي يأتي إلي مصر في جو متوتر كله بلاغات واتهامات؟ لماذا لا نتعجل ببطء؟ واسوق أيضا حدوتة د.حسني صابر الذي صار مسئولا عن تعويض وعلاج مصابي الثورة وقد حدث أن طالب أهالي الثوار بإزاحة الرجل من موقعه واظن أن هناك استجابة (عاطفية) لهذا المطلب، أليس هذا تسرعا وتعجلا؟ هل درسنا الموقف جيدا؟ هل قمنا بتقييم تجربة د.حسني صابر؟ ما الحقيقة؟ لماذا الارتباك بهذه الصورة؟ من بين القضايا المهمة التي تحتاج إلي روية مسألة الاقتصار علي جهة واحدة تنطق باسم الرئيس ويجب أن تغيب التصريحات الفرعية للقيادات الإخوانية منعا للتناقضات. لا تزال الدولة في حالة "رخوة" ولا تزال الأيدي العاملة "مغلولة" إن الخطأ وارد ودليل العمل والحيوية.