قال هشام عكاشة نائب رئيس البنك الأهلي المصري أمس في تصريحات خاصة ل "العالم اليوم الأسبوعي" إن البنك قارب علي الانتهاء من اعداد دراسة جدوي اقتصادية حول الكيان المصرفي الذي يعتزم تأسيسه داخل دولة جنوب السودان. أضاف أنه سيتم عرض الدراسة علي مجلس إدارة البنك الأهلي المصري المقرر عقده عقب اجازة عيد الاضحي مباشرة للاطلاع عليها واعطاء تعليمات بالسير في اجراءات تأسيس الكيان المصرفي المقترح، وأشار عكاشة إلي أن البنك الأهلي سيشرع عقب انتهاء الدراسة في اجراءات تأسيس البنك والتقدم بطلب للبنك المركزي بجنوب السودان للحصول علي رخصة مصرفية. وفي حال انتهاء البنك الأهلي المصري من تأسيس الكيان المصرفي فإن هذا يعد أول تواجد من نوعه لبنك مصري بالدولة الوليدة التي انفصلت عن شمال السودان في استفتاء شعبي أعلن عن نتائجه النهائية في فبراير 2011، وتم الإعلان عن استقلال كامل للدولة في 9 يوليو 2011. وكان مجلس ادارة البنك الأهلي المصري قد وافق في اجتماعه الأخير الذي عقد قبل أسبوعين علي خطة للتوسع الخارجي للبنك خاصة داخل ليبيا وجنوب السودان والمغرب ومنطقة الخليج ، ويسعي البنك للتواجد أيضا داخل دول أوروبية أبرزها ايطاليا. وطلب المجلس من الإدارات المختصة اعداد دراسة عن الشكل القانوني للكيان المصرفي الذي يعتزم البنك تأسيسه بجنوب السودان ورأسماله والأنشطة الاقتصادية التي سيركز عليها والفرص المتاحة هناك. وقال نائب رئيس البنك الأهلي المصري أن الدراسة ستحدد أيضا شكل الكيان المصرفي الجديد الذي سيتم اقامته بجنوب السودان وما اذا كان سيكون فرعا أم سيتم تأسيس بنك مستقل ،مشيرا الي أنه في كل الأحوال فإن البنك الأهلي المصري سيضخ 30 مليون دولار في الدولة الوليدة لبدء نشاطه المصرفي، علي أن يتم زيادة المبلغ حسب النشاط. ويعد البنك الأهلي المصري أكبر بنك في السوق ولديه تواجد في الامارات والسودان والولايات المتحدة والصين وجنوب افريقيا. وحول هدف البنك الأهلي المصري من تأسيس بنك بجنوب السودان قال هشام عكاشة إن تنمية التجارة والعلاقات الاقتصادية بين مصر والدولة الوليدة يعد أحد أبرز أهداف البنك الأهلي من هذه الخطوة، وكان البنك الأهلي المصري قد افتتح بداية شهر اكتوبر الماضي بنكا بالعاصمة السودانية الخرطوم برأسمال 50 مليون دولار ما يعادل 300 مليون جنيه في اطار خطته لدعم الاستثمارات المصرية داخل السودان وتقوية العلاقات التجارية بين البلدين خاصة علي مستوي السلع الاستراتيجية كالقمح والذرة. وحول تأثير حالة عدم الاستقرار التي شهدتها جنوب السودان مؤخرا علي خطط البنك الأهلي للتواجد بها قال هشام عكاشة ان الدولة الوليدة شهدت مؤخرا تطورات ايجابية منها توقيع اتفاق سلام مع دولة السودان والاتفاق علي إعادة ضخ البترول وهو ما خفف حدة التوتر في المنطقة ودعم الاستقرار السياسي هناك. وعقب مفاوضات استغرقت 4 أيام توصل السودان وجنوب السودان يوم 26 سبتمبر الماضي الي اتفاق أمني حول إقامة منطقة منزوعة السلاح علي حدودهما، ما سيسمح باستئناف ضخ النفط من الجنوب عبر الأراضي السودانية. وتتواجد بدولة جنوب السودان بنوك سودانية وقطرية وكينية الي جانب بنكين مملوكين للقطاع الخاص هناك، وتسعي الدولة الوليدة لاستقطاب استثمارات خارجية ودعم القطاع المالي والمصرفي بها.