خبرته في الصناعة تتجاوز ال50 عاما وموقعه تخطي حدود البلاد نظرا لتعامله مع المستثمر العربي والأجنبي في صناعة هي الأكثر والأهم وهي صناعة الملابس الجاهزة لانها صناعة كثيفة العمالة. تقلد يحيي زنانيري العديد من المناصب في منظمات الأعمال كرئيس لجمعية منتجي الملابس الجاهزة ورئيس لغرفة الجمارك باتحاد الغرف التجارية وهو يعد شيخ منتجي الملابس الجاهزة. أكد في حواره ل"العالم اليوم الاثنين" ان الرئيس محمد مرسي يتخبط في قراراته شأنه في ذلك شأن الحالة السياسية والأمنية والاقتصادية وان طبقة السياسيين يتصارعون علي السلطة بطريقة فجة، ولا ينظرون إلي حال الاقتصاد الذي يتهاوي بمرور الأيام. أضاف زنانيري ان صناعة الملابس الجاهزة يتحالف ضدها ابن البلد والاجنبي علي حد سواء، مشيرا إلي ضرورة انشاء هيئة قومية يكون اعضاؤها من حكماء الصناعة وليس من بطانة الوزير لافتا إلي ضرورة الإسراع بإنشاء غرفة مستقلة للملابس تستطيع اتخاذ القرارات اللازمة لتنميتها وفي السطور التالية تفاصيل الحوار.. * سألته بما لك من علاقات مع المستثمرين الأجانب والمحليين.. كيف تقرأ الشارع الاقتصادي المصري؟ خاصة بعد تشكيل حكومة قنديل وفي ظل الأحداث السياسية المتلاحقة؟ ** الشارع المصري متخبط شأنه شأن السياسة المصرية وشأن الأمن المصري وطبيعي أن يصبح الاقتصاد المصري متخبطا أيضا، فنحن في وضع لا نري أمامنا سوي الظلام ولا يوجد أي شيء أو بصيص أمل للانفراج وبالنسبة للمستثمر فإن اي استثمار كان داخليا أو خارجيا يعتمد في المقام الأول علي الضمانات المقدمة له مثل ضمانات حكومية واستقرار سياسي وأمني واقتصادي وهذه العناصر قد تكون غير متوافرة سواء كانت للمستثمر المحلي أو المستثمر الأجنبي لأن الأخير لا يري إلا الاضطرابات السياسية ولا يري أي استقرار حتي الآن ونحاول أن نعطي له كل يوم رسائل وقرارات تدل علي الاستقرار لكنه يهرب لأنه لا يستثمر إلا في مناخ مستقر ومضمون. أما الاستثمار الداخلي فنحن كمستثمرين محليين نحاول التغلب قدر الإمكان علي المشكلات الموجودة ولكن ليس هناك أي شيء يشجع علي زيادة الاستثمارات أو وجود استثمارات جديدة بل بالعكس في صناعة الملابس أغلب المصانع اغلقت أو قامت بتقليص حجم انتاجها. صراع السلطة * وهل هناك أسباب لذلك الركود وإغلاق المصانع وتشريد العمالة وكيف يتم التغلب علي ذلك كله؟ ** رقم واحد في المعادلة هو الاستقرار السياسي والأمني ولذلك يحدث ما يحدث فلا يوجد استقرار سياسي وإنما هناك صراع وحرب وبالقطع بدون الاستقرار لن تحدث التنمية وهذه هي المشكلة الأساسية. * وما المطلوب سواء من الحكومة بالدولة أو المستثمرين في الوقت الحالي؟ ** المستثمرون فعلوا أكثر مما يجب عليهم واعتقد ان مجرد تواجد المستثمرين في ظل هذه الظروف يعتبر نجاحا كبيرا بل انتصارا للاقتصاد المصري لكن إلي متي؟ والسؤال هل يعي السياسيون ما يحدث للاقتصاد والاستثمار، وهل يعون أن الاقتصاد علي حافة الهاوية لا أعتقد ذلك لأنهم يتصارعون علي السلطة بطريقة "فجة". * دعنا ننظر إلي السوق هل تري أن فتح المولات التجارية والسلاسل الضخمة يعتبر تنشيطا للسوق وزيادة في فرص العمل والانتاج؟ ** في هذه المرحلة حزب الأغلبية يحاول قدر الامكان ان يظهر مشروعات شكلية للدعاية وهذه المشروعات ليس لها وزن يذكر ولكن من المبادئ المهمة هي هل من مصلحتنا التوجه الي القطاع الاستهلاكي أم إلي الانتاجي؟ وما يحدث من سياسة الآن يتجه إلي القطاع الاستهلاكي وليس الانتاجي ويقال إن هناك شراكة مع مستثمرين عرب لضخ أموال لجذب قطاعات استهلاكية جديدة بالسوق المصري. ويدعي حزب الأغلبية بان خيرت الشاطر يسعي في هذا الشأن لتخفيض أسعار السلع الاستهلاكية للشعب ولكن إذا كان هؤلاء المستثمرون الأجانب سيستثمرون أموالهم في مصر فلا يمكن اقناعهم بالخسارة من أجل تخفيض الأسعار للشعب المصري فهذا كلام غير منطقي لأن هدف النشاط هو الربح وليس لمشروعات الانتاج.. أو لصالح الشعب كما يدعون * وما رأيك في تشكيل حكومة الدكتور قنديل والتي استطاع أن يكون فرقة متخصصة من الوزراء التكنوقراط والاخوان والسلفيين لحل المشاكل المتعلقة بالاقتصاد والتعليم والصحة والبيئة؟ ** بدون تعليق لقد سمعت أحد المقربين يقول إن الدكتور هشام قنديل شكل حكومة "سمكية لبنية تمر هندية"، وكان الدكتور قنديل أمامه هم خطير جدا، أن هذه الوزارة أن تكون لها التبعية والطاعة في المقام الأول، ومع عدم توافر كوادر كبيرة من الاخوان لهذه الوزارات كان الاختيار أمامه غير موفق في كل الاحوال، وتكونت وزارته بشكل هلامي. * حتي بالنسبة للمجموعة الاقتصادية؟ ** الوزير الوحيد المهم في هذه الوزارة هو وزير المالية، فهو الوزير الوحيد الموفق، ويرجح أنه سيساعد في تنشيط الحقيبة الاقتصادية وهو رجل متزن وأعجبت بتصريحاته منذ توليه الوزارة وأري أن الحقيبة الاقتصادية ليست هي كل شيء، بل هناك حقائب أخري تشمل الصناعة والتجارة والزراعة وغيرها من القطاعات المختلفة ولا يستطيع فرد بنفسه أن ينهض بهذه الحقيبة المثقلة بالأعباء والمشكلات. الشاطر والملابس * كيف تري صناعة الملابس الجاهزة وهي من القطاعات المهمة في التصدير وذات عمالة كثيفة؟ فما موقفها الآن؟ وماذا تحتاج للنهوض بها؟ ** قبل الاجابة عن السؤال هناك تساؤل مهم لرجل الأعمال الكبير خيرت الشاطر فيما يتعلق بعمله مع الاتراك فعمله مع الاتراك سيرجح كفة الميزان التجاري لتركيا وليست لمصر، فليس لدينا نصدره لهم، ولديهم الكثير مما يصدرونه لنا وخصوصا الملابس الجاهزة، وما أخشاه في هذا الصدد أن يفتح الباب علي مصراعيه لاسيراد الملابس الجاهزة التركية وفي نفس الوقت يتم تضييق الخناق علي مصانع الملابس الجاهزة في مصر سواء بالنسبة لاستيراد الأقمشة لإنتاج الملابس الجاهزة في مصر أو لمنافسة البضائع التركية والصينية للملابس الجاهزة المصرية ولذلك فستكون المعادلة في النهاية لصالح البضائع المستوردة علي حساب المنتج المحلي وستحدث مشكلات كثيرة، وأري أن تأخيرها سيؤدي لكوارث لصناعة الملابس الجاهزة، ويجب تنفيذ طلبات منتجي الملابس الجاهزة، بإنشاء غرفة منفصلة للملابس الجاهزة تكون صاحبة القرارات ولا تكون تابعة لأي غرفة، لأنها صناعة مبشرة ويمكننا بسهولة مضاعفة الإنتاج في غضون عامين، وهذا ليس من الخيال، فهناك دول أقل منا في الامكانيات تصدر 10 أضعاف ما نصدره.. فالأردن وتونس وغيرهما من الدول حصتها في التصدير أكثر منا. * وما العائق في ذلك؟ ** العائق هو أن القرارات ليست في يد صناع ومنتجي الملابس الجاهزة فمن الممكن زيادة القدرة التنافسية لمنتجاتنا من الملابس الجاهزة، ليس بمنع البضائع المستوردة التي تصل إلي 3 مليارات دولار سنويا، وإذا نظرنا إلي صادرتنا من الملابس الجاهزة فلا تزيد علي 1،2 مليار دولار سنويا، إذن المعادلة برمتها في الظروف التي نعيشها الآن في غير صالح البلد. هيئة قومية * وهل هناك مطالب من الحكومة للنهوض بالصناعة؟ ** يجب أن تعمل الحكومة علي إنشاء هيئة قومية للنهوض بصناعة الملابس فالهند علي سبيل المثال لديها وزارة متخصصة لصناعة الملابس والصناعات النسجية، وهذه الهيئة القومية لا يجب أن تكون من بطانة الوزير التقليدية، بل يجب أن تكون من حكماء الصناعة. * وما روشتتك العاجلة لانقاذ صناعة الملابس الجاهزة؟ ** ليس هناك فترة زمنية قصيرة، فيجب أن نبدأ العمل فورا وأري أنه من الضروري أن نضع الأسس السليمة لهذا العمل، ويجب أن نهيئ المناخ المناسب للعمل سواء من استقرار سياسي أو اقتصادي أو أمني، وسوف نصل بامكانياتنا من قدرات وخبرات لكل ما نحتاجه لتمهيد الأرضية التي ننطلق منها. * وهل أنت مع فكر الرئيس محمد مرسي بأنه سيحل العديد من المشكلات خلال ال100 يوم الأولي من حكمه؟ ** أنا ضد فكرة وقت محدد "100 يوم وعام و10 سنوات" الأمور لا تأتي بهذا الشكل، يجب أن نبدأ وننطلق فورا من خلال المناخ اللازم فمصر لديها الامكانيات، والمهم البداية الصحيحة والنية الطيبة. * وما رأيك في سياسة الرئيس مرسي خلال الفترة الماضية وما رأيك في أداء الحكومة الجديدة؟ ** أري أن الرئيس مرسي منذ توليه الرئاسة حتي الآن مازال متخبطا سواء ما بين مهامه كرئيس لمصر، أو مهامه كرئيس لحزب الحرية والعدالة، بالرغم من إعلانه أنه ترك الحزب تسجيليا لكنه لم يتركه في حقيقة الأمر. التعتيم * وهل إذا استمر علي هذا النهج ستحدث مشكلة؟ ** بالقطع ستحدث مشاكل، فالمصالح لم تتفق حتي الآن، ويجب أن يعي الرئيس أنه لن يحقق النجاح إلا بالتوافق والرضا بين جميع المصريين. أما بالنسبة للحكومة فأمامها مهام ثقيلة جدا فأغلب وزرائها ليس لديهم خبرة، والمناخ غير مستقر وأول الكوارث هو تكميم أفواه الاعلام والصحافة، فإذا كانوا يظنون أنهم سيعملون في ظل تعتيم إعلامي فلا أظن أن مهمتهم ستنجح. * وكيف تري الفترة القادمة بعيون المستثمر، وهل المستثمر سيظل في مصر أم سيهرب، وهل ستكون لدينا استثمارات جديدة؟ ** لو تسألني كمستثمر من الممكن أرد عليك، امكانياتي التي أملكها قمت بتخفيض إنتاج المصانع، ولا أري أي احتمالات قريبة للرجوع حتي لما كنت عليه في الإنتاج خلال عام أو عامين، وبالنسبة للوضع العام إذا استمرت الظروف التي نعيشها الآن وإذا لم يتمكن الرئيس وقادة مصر من حسم موقفها والعمل لصالح مصر والمصريين، فالمستقبل قاتم ومظلم، وعموما أغلب المستثمرين في مصر غير متفائلين، وحتي الآن القليل منهم لن يزيد من استثماراته، فهناك من خفض استثماراته وهناك من توقف وهناك من ترك البلد ولكن المناخ العام سيئ للغاية. الاستثمارات الضائعة * وهل تري أن الاخوان سيعوضون هذا النقص في الاستثمارات التي انخفضت سواء كانت محلية أو أجنبية؟ ** لا أعتقد أن تكون هناك طفرة في الاستثمارات خلال الفترة القادمة سواء من الاخوان أو غيرهم، وبالنسبة للاستثمارات الأجنبية فلن نراها إذا لم يحدث استقرار سياسي وأمني، فالاستثمار والمستثمر والأجنبي جبان وليس له شأن بما سيحدث من قلق واضطرابات في أي منطقة فإذا شاهد المستثمر الأجنبي مصانع مطرود أصحابها والعمال يحتلون المصنع والإنتاج متوقفا وآخرين معتصمين فالدولة لا تفعل شيئا فماذا سيفعل؟