مع تصاعد أسعار البترول وتفاقم المشكلات البيئية تتجه دول كثيرة إلي زيادة انفاقها علي مصادر الطاقة النظيفة وفي مقدمتها الطاقة المتجددة التي تمثل الطاقة الشمسية أهم مكوناتها حتي الآن، وواضح أن الاسواق الناشئة الكبري لم تتخلف عن اللحاق بهذا الركب الذي تتصدره الولاياتالمتحدة حتي الآن، فأرقام بلومبرج وإيوكسيز عن تحويل الطاقة الجديدة في عام 2011 تقول إن انفاق الولاياتالمتحدة علي الاستثمار في الطاقة المتجددة في العام المذكور بلغ 48 مليار دولار تليها الصين "45 مليار دولار" ثم ألمانيا "31 مليارا" وإيطاليا "28 مليارا" وباقي دول الاتحاد الاوروبي في مجموعها "11 مليارا" والهند "10 مليارات" وبريطانيا "5.9 مليار" واليابان "9 مليارات" واسبانيا "9 مليارات" ثم البرازيل "5.8 مليار دولار". وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن الهند رغم ترتيبها المتأخر نسبيا في حجم الانفاق علي الطاقة المتجددة خلال عام 2011 تعد من أهم الدول الحريصة علي التوسع في هذا النوع من الاستثمارات، ففي وادي شبه مقفر قرب حدودها مع باكستان تمتلك الهند مصنعا للطاقة الشمسية بلغت تكلفته مليار دولار وشاركت في تمويله شركات من مختلف أنحاء العالم ويضم مليون لوحة لامتصاص الطاقة الشمسية موزعة وممتدة علي أبعد مرمي تبصره عين الانسان وعلي مسافة قريبة من اللوحة التذكارية لافتتاح هذا المصنع يوجد سرادق هائل يضم قرابة 5 آلاف شخص شاركوا جميعا في التهليل لرئيس وزراء ولاية جوجارات الهندية ناريفدرا مودي وهو يفتتح هذا المصنع. والحقيقة أن جوجارات رغم كل شيء تعتبر مكانا جيدا للاستثمار، كما أن الطاقة الشمسية لها مستقبل واعد في تلك الولاية التي تضم مساحات واسعة من الأراضي المستوية والمشمسة التي تصلح لاقامة العديد من مصانع الطاقة الشمسية فيها ومعلوم أن الهند دولة جائعة للطاقة وإمدادات الكهرباء فيها محدودة، كما أن كثيرا من محطات توليد الكهرباء هناك وحتي المولدات الصغيرة تعمل بالديزل غالي الثمن، ومن المرجو بطبيعة الحال أن تحل الطاقة الشمسية محل هذه المحطات والمولدات وغني عن البيان أيضا أن اقامة مصانع الطاقة الشمسية أسهل من اقامة المحطات التقليدية لتوليد الكهرباء، ويذكر في هذا الصدد أن مصنع الطاقة الشمسية سالف الذكر سينتج نحو 200 ميجاوات من الكهرباء بما يجعله أكبر محطة لتوليد الكهرباء في الهند كلها، وقد استغرق بناؤه 16 شهرا فقط بينما أية محطة للكهرباء النووية مثلا يحتاج بناؤها إلي سنوات. ومن المتوقع أن بناء مصنعين آخرين للطاقة الشمسية يمكن أن يجعل مستقبل الهند في هذا المجال مستقبلا واعدا، ولا يخفي أن الهند تعتمد علي الفحم أساسا في توليد الكهرباء وتلك مشكلة وان سعر الكيلووات في حدود 3 4 روبيات، وان الشركة الحكومية المحتكرة لاستخراج الفحم لا تنتج منه ما يكفي حاجة محطات الكهرباء مما يضطر هذه المحطات إلي استيراد فحم مرتفع الثمن من الخارج، كما أن أمل الهند في اكتشاف الغاز الطبيعي قبالة شواطئها لايزال مجرد أمل ويري كثير من المراقبين أن هذا كله سيرفع سعر الكيلومترات من الكهرباء التقليدية ليصبح من 5 6 روبيات. وفي نفس الوقت فإن سعر لوحات امتصاص الطاقة الشمسية ومستلزماتها قد انخفض بمقدار الثلث منذ عام 2010 حتي الآن علي حد اعتقاد ألان روزلينج خبير شركة كيران اترجي وهي شركة للطاقة الشمسية تدعمها إحدي شركات التخارج الامريكية وتري مجلة "الإيكونوميست" أن تراجع تكاليف مصانع الطاقة الشمسية وارتفاع أسعار الطاقة التقليدية قد اغري كثيرين علي القول بأن الطاقة الشمسية ستصبح قريبا طاقة تنافسية من دون أي دعم حكومي.