بعد خروج ساركوزي من انتخابات الرئاسة الفرنسية خاسراً، توقعت المؤسسات العالمية أن يتجه المستثمرون إلي أسواق الذهب والسلع، بعد مخاوف تجدد أزمة ديون منطقة اليورو، نظراً للدور الحيوي الذي يلعبه ساركوزي في تفادي أزمة أوروبا، مما سيعود بالسلب علي أداء أسواق المال والخوف من تعثر الدول الأوروبية الأكثر ضعفاً والخوف من شراء سنداتها. وتوقعت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن يتجه المستثمرون في شرق آسيا والبنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية إلي شراء الكثير من الذهب، وهو ما سيساعده علي تعويض التراجع الذي شهده المعدن الأصفر خلال الأشهر الأخيرة من 2011، حيث يتوقع أن يسجل الذهب مستويات كبري، ليحقق مستويات قد تكون هي الأعلي في تاريخه. وقالت الصحيفة أن أهم أهداف البنك المركزي الأوروبي خلال العام الجاري هو الحفاظ علي منطقة اليورو حتي تبدو قوية بما يكفي لإستمرارها وعدم تفككها، رغم أزمة ديونها التي تتفاقم يوماً بعد الأخر، حيث تدخل المركزي الأوروبي لدعم البنوك الأوروبية بدلاً من التدخل المباشر في أسواق الديون، وسيستمر في سياسته بتراجع أسعار الفائدة، كما ستسعي حكومات البلدان المتعثرة مثل اليونان وأيرلندا والبرتغال إلي مواصلة السياسات التقشفية. وتوقعت الصحيفة أن ينمو الاقتصاد العالمي بمعدل أسرع خلال السنة الحالية، وسيتضح هذا النمو في الربع الثالث من العام الجاري، ليمحو الآثار السلبية التي شهدها العالم في الربعين الثالث والرابع من السنة الماضية، بعد تفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية. وقالت إن هذا النمو مشروط بتنفيذ واضعي السياسات الأوروبية لخططهم التي تحدثوا عنها في عام 2011، للقيام بكل ما يلزم لإنقاذ منطقة اليورو، لأن المنطقة لا زالت علي حافة الهاوية حتي الوقت الحالي، كما أن بنك انجلترا المركزي سيقع في مأزق لو قرر الدخول في سياسات تقشفية وابتعد عن التوسع الكمي، حتي لا تنتشر المخاوف بين المستثمرين في السندات. وقال جيفين ديفيز الرئيس السابق لقسم الاقتصاد الدولي في بنك جولدمان ساكس إنه لا يمكن تصور تفكك منطقة اليورو، وهو السؤال الذي طرحه كثير من الخبراء بعد ارتفاع العائد علي السندات الألمانية التي يحين أجل استحقاقها في سبتمبر من العام الجاري بأربع نقاط أساس إلي 1.96%.