أجاثا سانجما أصغر وزيرة في حكومة الهند حالياً دخلت البرلمان الهندي عام 2008 وعمرها لا يتجاوز ال 28 عاماً، وأعيد انتخابها بالبرلمان عام 2009 وبعد عام تم توليها منصب وزيرة الدولة للتنمية الريفية في الحكومة الائتلافية الجديدة، حصلت علي ليسانس الحقوق من جامعة بونا الهندية، والماجستير في إدارة البيئة من جامعة نوتنجهام بإنجلترا، وساعدتها دراستها في مجال البيئة في حل العديد من المشاكل البيئية للمناطق الريفية بالهند، هدفها في حياتها العملية بيئة نظيفة وجيدة وتحسين أحوال المعيشة للسكان في المناطق الريفية بالهند، ليتمكنوا من العمل في تلك المناطق ولا يضطرون للهجرة للمناطق السكنية المزدحمة، وجاءت "أجاثا" إلي مصر لخدمة المصريين وتطبيق أحد أهم برامجها المهمة الوطنية لكسب الرزق في المناطق الريفية وأشارات في حوارها السريع للأسبوعي إلي أن الهدف من هذا البرنامج هو تقليص معدلات الفقر، وخلق فرص عمل جديدة بعائد مجزي لسكان المناطق الريفية، إلي جانب تمكين المرأة الريفية سياسيا واقتصادياً واجتماعياً، مضيفة أن مصر لديها إمكانيات كبيرة للتغيير وما قام به الشباب المصري يعتبر إلهاما لأنه وقود تلك الثورة، وشعوب العالم ومنها الهند تتطلع إلي ما سيقوم به المصريون في المستقبل وأنه لا تغيير بدون دفعهم إلي مواقع صنع القرار.. وفي السطور التالية تفاصيل الحوار: ً كيف تقلدتي هذا المنصب كوزيرة للتنمية الريفية في الحكومة الهندية الإئتلافية الجديدة في سن صغيرة؟ وهل هناك من ساعدك في الوصول لهذا المنصب؟ ** كنت أصغر عضو في البرلمان الهندي عام 2008 حيث كان عمري لا يتجاوز ال 28 عاماً عن دائرة تورا بولاية مجالايا بشمال شرق الهند، وفي 2009 تمت إعادة انتخابي بالبرلمان، وقامت الحكومة الهندية الإئتلافية الجديدة باختياري وزيرة للتنمية الريفية للبلاد في مايو 2009 ، وأصبحت مسئولة عن جميع المناطق الريفية بالهند والتي يقطنها حوالي 70 % من سكان الهند والذين يقارب عددهم المليار ونصف المليار نسمة، وهذه المناصب التي تقلدتها جاءت نتيجة لننشئتي في كنف عائلة سياسية خلقت لي التكوين الفكري السياسي، فوالدي بي. أي . سانجما هو رئيس مجلس الشعب السابق ورئيس وزراء ولاية مجالاي ، وأحد مؤسسي حزب المؤتمر الوطني وهو حتي الآن عضو في البرلمان الهندي للدورة الثامنة علي التوالي ، إلي جانب إخوتي جيمس، وكونراد اللذين يعملان في العمل السياسي بولاية مجالايا. * هل هناك بعض السيدات بالهند تعتبري هن مثالاً لكِ؟ ** بالفعل يوجد علي الساحة السياسية بالهند سيدات أعتبرهن مثالاً جيداً لي ومنهن رئيسة الجمهورية ، ورئيسة الحزب الحاكم، ورئيسة البرلمان الهندي، وبالنسبة لمنصبي كشابة فلقد تقلد في الماضي راجيف غاندي برئاسة الوزراء في الهند وهو شاب وقام بأدوار بارزة وهامة في الحياة السياسية الهندية، بالرغم من أن طريق الوصول للحياة السياسية بالهند صعب وطويل للغاية. الشباب وصُنع القرار * هل ترين أنه من الممكن أن تدفع الحكومة المصرية بالشباب من الرجال والنساء ليصبحوا في موقع صُنع القرار؟ ** أعتقد أن جيل الشباب في أي دولة إذا تبوأ موقعا مهما يمكنه أن يصنع المعجزات في حياة الشعوب بل من الممكن أن يدفعوا بشعوبهم إلي طريق التنمية والازدهار، فعلي الدول والحكومات أن تُفعل دور الشباب من الرجال والسيدات وتدفعهم إلي مواقع صنع القرار لاحداث التغيير المطلوب، وقد كان لانخراط الشباب من الرجال والسيدات في صُنع القرار بالهند أثر إيجابي في تغيير حياة الشعب الهندي للأفضل. * كيف أستطعتِ أن تقبلين مهمة صعبة كوزيرة للتنمية الريفية بالهند لعدد سكان يقدر بنحو 70% من تعداد الهند الذي يبلغ المليار ونصف مليار نسمة؟ ** لقد ساعدتني دراستي في الماجستير من جامعة نوتنجهام ببريطانيا في مجال البيئة في حل العديد من التعاملات مع البرامج البيئية والتي تتعلق بتوفير مياه صحية نظيفة، وبرامج للصرف الصحي، ومن هنا قبلت التحدي بأن أكون وزيرة للتنمية الريفية بالهند. * وبرأيك ما أدوات النجاح في أي نظام حاكم؟ ** أدوات النجاح في أي منظومة حكم تتطلب تركيبة من عناصر شابة وخبرات قديمة ومن هذه التركيبة ينجح النظام، واعترف بأن مهمتي كانت صعبة بل مستحيلة، ولكن بدأت أجني ثمار النجاح فيها بان أجعل من المناطق الريفية بيئة جيدة وليست حضرية، إلي جانب تحسين الأحوال المعيشية للسكان القاطنين فيها لكي يتمكنوا من العمل فيها بدلاً من اتباع أسلوب الهجرة للمدن والمؤسسات الكبيرة، لتخفيف العبء عليها، ولن أنسي معاونة العديد من الوزارات والمؤسسات من خلال تبنيهم العديد من البرامج لتحقيق الأهداف المرجوة التي تهدف لإستقرار سكان المناطق الريفية. مصر.. وتجربة الهند * وهل من الممكن أن تستعين مصر بهذه المبادرة وتلك الأفكار للنهوض بالمناطق الريفية في مصر؟ ** بالفعل السبب الرئيسي لزيارتي لمصر كان طرح هذه المبادرة علي الحكومة المصرية من خلال المنظمة الأفرو- آسيوية للإنعاش الريفي، فلدي برنامج بوزارتي تحت اسم المهمة الوطنية لكسب الرزق في المناطق الريفية، والذي يهدف لتقليص معدل الفقر بتمكين أصحاب المنازل بتوظيفهم من خلال خلق فرص عمل لهم بمشروعات ذاتية ذات عائد مجز، ويتم ذلك من، خلال بناء مؤسسي للقاعدة العريضة من الفقراء، إلي جانب جزء خاص بتمكين المرأة إجتماعياً وإقتصادياً وسياسياً، فالمرأة يمكن أن تصنع شيئاً مختلفاً في حياة الشعوب، فالهند خصصت 50% من مقاعد البرلمان للمرأة الهندية في مختلف الولايات الهندية. * وما رأيك في مصر بعد مرور عام علي ثورتها وهل من الممكن أن تتغير للأفضل؟ ** مصر لديها أمكانيات كبيرة للتغيير، وما قام به الشباب المصري يعتبر إلهاما لأنه وقود تلك الثورة، وشعوب العالم ومنها الهند يتطلع إلي ما سيقوم به المصريون في المستقبل . * وما هوايتك المفضلة؟ ** بجانب الأعباء السياسية من خطط، ودراسات وأبحاث فأنني أهوي فن التصوير، وأتمني أن أسجل عبق الأهرامات ونبضات الشارع المصري، لأن القاهرة مدينة مليئة بالصخب والحياة مثل المدن الكبري بالهند.