تسلمت مصر رئاسة مؤتمر المنظمة الأفرواسيوية للتنمية الريفية السابع عشر، الذى بدأ أعماله اليوم بالقاهرة ويستمر لمدة ثلاثة أيام، وذلك عقب انتهاء رئاسة الهند التى استمرت ثلاث سنوات. ونوهت نجوى خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية، فى كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بالثقة التى اكتسبتها المنظمة الأفروآسيوية للتنمية الريفية لدى المنظمات الإقليمية والدولية، مما أسفر عن توقيع العديد من الاتفاقيات للتعاون المشترك.
وأشارت نجوى خليل إلى أن المؤتمر يعقد بالقاهرة بعد مرور 50 عاما على ميلاد المنظمة على أرض مصر، مشيدة بالجهود التي بذلتها الهند خلال رئاستها المنظمة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتحقيق التنمية الريفية والبشرية في الدول الأعضاء.
من جانبها، قالت أجاثا سانجما وزيرة الدولة الهندية للتنمية الريفية ، إلى أن الهند وفرت خلال الدورة الماضية للمؤتمر منبرا هاما لحل مشكلات الدول الأعضاء وتبادل الخبرات والمعارف في قطاعات الزراعة والتنمية الريفية والحد من الفقر ومحو الأمية وستواصل المنظمة عملها من خلال البرامج التي تحقق التنمية الاجتماعية للدول الأعضاء، مع التركيز بصورة خاصة على القضايا المتعلقة بتغير المناخ والقروض متناهية الصغر لسد الفجوة بين الأغنياء والفقراء وسد الفجوة الرقمية وتمكين المرأة ودعم مشاركتها في العملية التنموية.
وأوضحت سانجما أن الحد من الفقر يعد أساسا لتحقيق التنمية المستدامة، الذي هو هدف لكل من آسيا وأفريقيا ، حيث يعتمد عدد كبير من سكان القارتين على قطاع الزراعة ، وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة لتنويع أنشطة الانتاج في الريف لخلق مزيد من فرص العمل وتحسين مياه الشرب وشق الطرق وتحسين العلاج لتوفير الحياة الكريمة.
ولفتت إلى أن نسبة كبيرة ممن يعانون من الفقر المدقع في العالم يعيشون في المناطق الريفية في آسيا وأفريقيا، وبالتالي فإنه من الحتمي العمل على دعم التنمية الريفية والمشاركة الاجتماعية وتعزيز دور الفقراء والمرأة في عملية اتخاذ القرار لتحسين أوضاعهم الاقتصادية وتحقيق أهداف الألفية الإنمائية بحلول عام 2015.
وشددت أجاثا سانجما على التزام الهند بالعمل على تعزيز التعاون بين الجنوب والجنوب والتعاون مع الدول النامية والمنظمات المعنية لتحسين أوضاع سكان دول الجنوب.
وأشارت إلى أن الهند قدمت خلال الفترة من 2009 إلى 2011 ما قيمته 600 الف دولار لتوسيع نطاق أنشطة المنظمة ، داعية إلى جذب مزيد من الاستثمارات ونقل التكنولوجيا إلى آسيا وأفريقيا .
ونبهت إلى أنه على الرغم من إنضمام 30 دولة نصفهم من آسيا والنصف الآخر من أفريقيا إلى المنظمة، إلا أنه لايزال هناك الكثير من الدول في القارتين لم ينضموا بعد للمنظمة، وبالتالي فإن هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود والتوعية بدور المنظمة لضم مزيد من الدول إليها.
كما دعت الوزيرة الهندية المنظمات المانحة إلى إبداء المزيد من الاهتمام بدعم المنظمة، ولاسيما أن الدول الأعضاء تمثل أكثر من نصف سكان الريف في العالم وهناك فرصة حقيقية لتحويل دول المنظمة إلى منطقة رخاء وازدهار بفضل التخطيط ووضع الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة مشكلات الدول الأعضاء وتحقيق التنمية الاقتصادية بها.
ولفتت إلى أن الهند ستستضيف يوم 5 مارس القادم الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس المنظمة الأفروآسيوية للتنمية الريفية.
من ناحيته ، أشاد الوصفي حسن سكرتير عام المنظمة الأفرواسيوية للتنمية الريفية، بالدعم الكبير الذي قدمته مصر للمنظمة من خلال استضافة العديد من المؤتمرات وتنظيم ورش العمل والدورات التدريبية لتبادل الآراء والأفكار والخبرات في مجالات عمل المنظمة مما زاد ونوع من أنشطتها، على الرغم من محدودية مواردها لدعم التنمية الريفية والحد من الفقر والتركيز على المشاريع الريادية لتوسيع نطاق الاستفادة من هذه المشروعات .
وأضاف أن المنظمة تسعى لزيادة عدد الأعضاء المشتركين بها وجعل المنظمة أكثر نشاطا وفاعلية لتحقيق مزيد من التنمية الريفية بالدول الأعضاء.
الجدير بالذكر أن المؤسسة الأفرو آسيوية للتنمية الريفية تأسست في العام 1962 كأول منظمة للتعاون بين الجنوب والجنوب في مجال التنمية الريفية وتعد مصر والهند وليبيا واليابان وماليزيا هي الدول المؤسسة لهذه المنظمة التي تضم 30 دولة نصفها من قارة آسيا ونصفها من قارة أفريقيا.