تجمع بعض مشجعي النادي المصري "المتعصبين" أمام النادي يوم الجمعة الماضي، وانطلقوا في مظاهرة كبيرة، حاملين العلم الإسرائيلي "القذر" مكتوبا عليه "حبسوا أخي وأهلي.. علشان النادي الأهلي".. مطالبين بالإفراج عن بعض المقبوض عليهم في مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 77 مشجعا أهلويا، والذين لم يثبت تورطهم في تلك الجريمة البشعة. كما طالب بعض المتظاهرين الغاضبين في هتافاتهم باستقلال بورسعيد أي جعلها جمهورية مستقلة، وتمادي بعضهم أثناء المظاهرة التي شارك فيها بعض "الألتراس البورسعيدي" وهددوابطرد العاملين من غير بورسعيد في المناطق الصناعية والمنطقة الحرة، في حالة اتخاذ قرار من اتحاد الكرة بهبوط النادي المصري إلي الدرجة الثانية عقابا لها . كما توجهت المظاهرة، التي شارك فيها أيضا بعض أهالي المعتقلين في أحداث استاد بورسعيد، إلي قبة الارشاد بمبني هيئة قناة السويس وهددوا بإغلاق المجري الملاحي، ومنع حركة المعديات واستخدامها في عرقلة الحركة بالقناة . وقد استطلعت صحة تلك الأحداث وحقيقة مطالبة بعض المتظاهرين بإعلان جمهورية بورسعيد المستقلة، من بعض أصدقائي وزملائي البورسعيدية، بسبب خطورة الأمر، خاصة أن الأسبوع الماضي أعلن عن استقلال إقليم برقة في شرق ليبيا، تمهيدا لقيام جمهورية برقة اليبية في المستقبل، ولكن استنكر البورسعيدية العقلاء ما حدث، وقامت مظاهرة سلمية مضادة، تطالب بوحدة مصر وخطورة تقسيمها ورددت "الجيش والشعب يد واحدة" وجلس بعض المشاركين في المظاهرة أمام مبني الارشاد من اجل حمايته كما أكدت لي الأستاذة زميلتي زينب نور الدين المحامية بالنقض، وإحدي قيادات المرأة في بورسعيد علي اعتبار أن تعطيل المجري الملاحي في قناة السويس خط أحمر، وفسرت تهديد بعض المتعصبين بالاستقلال وعمل جمهورية بورسعيد بأنه نتيجة لشبه الحصار المفروض علي بورسعيد، والتحريض الدائم لبعض الإعلاميين الرياضيين في بعض القنوات الفضائية ضد مدينة بورسعيد الباسلة وسريان شائعة هبوط النادي المصري إلي الدرجة الثانية . وقد بادر اتحاد الكرة بعد مظاهرة متعصبي بورسعيد بإلغاء الدوري المصري بالكامل، ودون اتخاذ عقوبة ضد النادي المصري وهبوطه إلي الدرجة الثانية، وبالطبع لايصح إطلاقا بسبب "لعبة" كرة القدم أن يطالب بعض المتعصبين وضيقي الأفق باستقلال جزء عزيز وقطعة غالية وحساسة من قلب مصر، فقد يشعر البورسعيدية بمرارة الحصار اللاواقعي المفروض عليهم، وتعليق دماء ضحايا مجزرة بورسعيد في رقبة بعض المتعصبين منهم ، وقد يكون التأخير كالعادة في إعلان نتيجة التحقيقات في المجزرة ومعرفة المجرمين الحقيقيين المتهمين في القضية لتبرئة ساحة البورسعيدية وتقديم الجناة للمحاكمة العادلة وننهي هذا الوضع المأسوي الذي قد يجرنا إلي عداء بين أبناء الشعب الواحد، أو حرب أهلية، أو إعلان الإنفصال بين المحافظات علي الطريقة العراقية . بالطبع أعرف ان أبو العربي البورسعيدي تمادي في مطالبه بإعلان جمهورية بورسعيد، وهدد بإغلاق مجري القناة وتعطيل المعديات التي تربط بين بورتوفيق وبور سعيد وطرد الغرباء من المصريين من مدينة بورسعيد المحررة ولكن أن يكون دافعه في ذلك عرقية أو طائفية أو عدم عدالة في توزيع الثروات، أو تمييز وإضطهاد وحرب إبادة ممنهجة، ولكن أن يكون لعبة كرة القدم، والتي كانت السياسة الوحيدة الناجحة في العهد البائد، والتي كانت أيضا من الوسائل المهمة في إلهاء الشعب ومتعته والتخفيف عنه وتأجيل حل مشاكله، ولكن عندما تصبح لعبة كرة القدم وسيلة لنشوب حرب اهلية بين المصريين في الوطن الواحد أو سببا في استقلال محافظات وإعلان دويلات مستقلة داخل النسيج المصري المتماسك والمتجانس، وسببا أيضا في زيادة حالات الفرقة وتشجيع دعوات التقسيم في بلدنا ... فلتذهب لعبة كرة القدم إلي الجحيم حمدي البصير [email protected]