جاء فى صحيفة الأخبار أن حزب "الحرية والعدالة" يستعد للإعلان عن مقترحاته لتطوير منظومة الإعلام فى مصر. والأفكار المطروحة تتضمن إنشاء هيئة للتلفزيون ومجلس وطنى للإعلام ومكتب للإعلام الخارجى يكون بديلا عن هيئة الاستعلامات وتصفية المؤسسات الصحفية القومية ببيعها أو نقل ملكيتها لهيئات عامة أو تملك للعاملين بها مع إعداد قانون جديد للصحافة. والمقترحات تحمل أفكارا سبق الحوار حولها وتتضمن رؤية لمزيد من التحرر الإعلامى ومنحه المرونة والديناميكية. ولكن التفكير فى تصفية المؤسسات الصحفية القومية يجب ألا يكون على قائمة مقترحات الحزب دون مناقشة هذه القضية مع العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية أولا، مع الأخذ فى الاعتبار البعد الاجتماعى المترتب على التفكير فى بيع هذه المؤسسات أو تصفيتها. فلا يمكن لأحد إنكار أن صيغة المؤسسات الصحفية القومية القائمة حاليا هى صيغة من بقايا الأنظمة الشمولية ولا يستقيم وجودها مع الدولة الديمقراطية الجديدة القائمة على التعددية الحزبية. ولكنها تبقى مع ذلك مؤسسات ضخمة مملوكة وتابعة للدولة التى تمارس بذلك سلطاتها فى اختيار وتعيين رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير هذه الصحف، وهو أمر يعنى التبعية الكاملة للدولة مهما تكن درجة استقلالية هذه الصحف أو محاولتها الاستقلالية والتحرر المهنى. ولذا فإننا نقترح التدرج فى معالجة أوضاع هذه المؤسسات الصحفية القومية بالابقاء عليها حفاظا على مستقبل العاملين بها والذين يقدر أعدادهم بعشرات الآلاف على أن يتم تعديل قانون الصحافة بحيث يختار العاملون بهذه الصحف من إداريين وعمال ومحررين مجالس إداراتهم ورئيس مجلس الإدارة بالانتخاب الحر على أن يقوم مجلس الإدارة بممارسة مسئوليته كمالك لهذه الصحف ومسئول عنها بتعيين رؤساء تحرير الصحف القومية والإصدارات التابعة لها، وأن يكون رئيس التحرير مسئولا عن زيادة توزيع الإصدار الذى يرأسه وأن يحاسب أمام مجلس الإدارة عن تقصيره أو اخفاقه! وخلال هذه المرحلة يمكن وضع نظام لكيفية تملك العاملين بهذه الصحف لهذه المؤسسات شراكة مع الهىئات العامة التى يمكنها شراء حصص منها من خلال بيع أسهم هذه المؤسسات فى البورصة. وهى خطوات ترفع تماما مسئولية الدولة عن هذه المؤسسات الصحفية القومية وتمنحها قدرا أكبر من التحرر والمرونة يمكنها من المنافسة ويوقف نزيف الدعم الحكومى لهذه المؤسسات، لأن المؤسسات الخاسرة فى ظل النظام الجديد لن يكون لها مكان فى السوق وهى التى ستصفى نفسها بنفسها!!