لم تؤد تصريحات رئيس الحكومة د.كمال الجنزوري عن استعداد الدولة لتمويل مشتريات أقطان المحصول الحالي من المنتجين بقيمة مليار جنيه، إلي إشاعة الاستقرار المرجو بالسوق، رغم أهمية التصريحات المطمئنة لعدد من المنتجين لا كلهم، باعتبار أن المبلغ المذكور لا يغطي سوي مليون قنطار زهر فقط من إجمالي 2.3 مليون قنطار زهر مازال بحوزة المنتجين وبعد خصم 1.3 مليون قنطار زهر تم فرزهم بالفعل حسب أحدث بيانات هيئة التحكيم واختبارات القطن للأسبوع الماضي. المنتجون يذهبون للقطاع الخاص المليار جنيه سيتم صرفها من خلال بنك التنمية الزراعي والجمعيات التعاونية الزراعية وبناء علي تسليم المنتج لأقطانه بالمحلج، علي أن يحصل علي 80% من قيمة أقطانه وباقي القيمة بعد احتساب التصافي، مقدار القطن ومخلفاته في القنطار الواحد، مما يعني أن المنتج إذا وجد فرصة البيع والحصول علي ثمن أقطانه كاملا سيفضل البيع للتاجر الخاص وإن بسعر أقل من سعر شراء البنك الزراعي والجمعية التعاونية. متوسط سعر شراء القنطار الزهر حالياً بحدود الألف جنيه، بعدما انخفض إلي 930 جنيها وصال محلج، في مؤشر علي ارتفاع سعر شراء الأقطان من المنتجين وسط توقعات منتشرة بأن الحكومة ستتدخل وتشتري الأقطان بسعر أعلي من الأسعار المتدنية التي وصلت إليها تعاملات المنتجين مع التجار من القطاع الخاص، مما أدي إلي قيام المنتجين بالاحتفاظ بأقطانهم حالياً توقعاً لصعود الأسعار أكثر. التمويل المتاح محدود توقعات المنتجين تصطدم بحقيقة أن التمويل المتاح لا يغطي سوي ثلث المحصول مما يعني أن هناك أكثر من مليون قنطار زهر ستبحث عن مشترين وستضغط علي فرص زيادة الأسعار لتجعل الزيادة محدودة أو منعدمة في بعض المناطق إذا قدر منتجوها أنه لا مجال لبيع أقطانهم سوي لشركات تجارة خاصة ستضع شروطها السعرية عند الشراء خصوصاً في ظل المضاربة السعرية علي التخفيض بين المصدرين بالخارج وعزوف شركات الغزل المحلية عن الشراء في الداخل بعدما تدني الطلب وارتفع المخزون لديهم وزادت الأعباء التمويلية التي يتحملونها في مواجهة غزول رخيصة مستوردة بقيمة أقل من قيمة الخام نفسه، بعد قيام عدد كبير من منتجي الغزول في شرق آسيا بتصريف مخزونهم من الغزل بخسائر مادية توقعاً منهم لانخفاض أسعار الخام أكثر ومطالبة النساجين لهم بخفض أسعارهم بالتبعية لتعكس سعر الخام المتدني مما يضاعف من حجم خسائرهم بعد انهيار أسعار الخام نهاية مارس الماضي وحتي الآن. ثبات أسعار بيع الغزل والأقمشة يبرز في هذا السياق قرار اللجنة التجارية لتسعير الغزل والقماش لدي صندوق دعم صناعة الغزل والمنسوجات بالإبقاء علي أسعار البيع محلياً وخارجياً دون تغيير نظراً لعدم اليقين المسيطر علي مجريات الأسواق محلياً وخارجياً، علي خلاف التوقعات التي سبقت الاجتماع بقيام اللجنة بخفض أسعار البيع وهو ما لم يحدث بعد قيام المنتجين بالاحتفاظ بأقطانهم واتجاه الأسعار بالداخل للصعود في ظل الممارسات التجارية الأخيرة للمنتجين. يذكر أن استلامات المغازل من محصول الموسم الحالي بلغت 55 ألف قنطار شعر حتي أول ديسمبر من إجمالي استلامات المغازل المحلية البالغة 95 ألف قنطار، رقم متدن من استلامات المغازل يعادل أقل من 10% من إجمالي الأقطان المبيعة من محصول الموسم الحالي والذي يقترب من 4 ملايين قنطار شعر أو 200 ألف طن. البيع الرخيص والشراء الغالي