بعد بدء العمليات العسكرية بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر1973، كان هنري كيسنجر وزير الخرجية الأمريكي في ذلك الوقت يعتقد ان العرب سيهزمون في 72 ساعة فقط، ظهر ذلك في الحوار الذي دار بينه وبين السفير الصيني هوانج شين. قال كيسنجر: قبل بدء القتال اليوم "السبت" وبالنسبة لليوم والغد. سيظن العرب أن العودة إلي خطوط ما قبل بدء القتال ليست في صالحهم . إنهم يظنون أن هذا بمثابة مطالبتهم بالتنازل عن شيء في أيديهم ومع حلول يوم الثلاثاء أو الأربعاء، إذا لم تكن الحرب قد انتهت، فإن العرب سوف يتوسلون إلينا لتحقيق ذلك لهم، حيث إنه في خلال 72 أو 96 ساعة سيكون العرب قد هزموا تماما. ونحن نفكر في هذا الموقف (هزيمة العرب)، وليس في الموقف القائم اليوم حيث كسبوا قدرا قليلا من الأراضي . في مقابلة ما بين سميحا دينتز السفير الإسرائيلي بأمريكا وهنري كيسنجر يوم 9 أكتوبر1973، جري الحوار التالي والذي يظهر فيه كيسنجر غير مصدق لما حدث في الحرب من تطورات . قال كيسنجر : انني لا استطيع ان أفهم كيف امكن لذلك أن يحدث . كانت استراتيجيتنا أن نعطيكم حتي مساء الاربعاء 10/6/ 1973، وببلوغ ذلك الوقت، كنت أظن أن الجيش المصري بكامله سوف يكون حطاما.. نحن نواجه مشكلات ضخمة. لقد توقعنا انتصارا سريعا . كانت استراتيجيتنا بالكامل هي التأجيل في استصدار قرار بوقف اطلاق النار حتي يوم الاربعاء. بعد وقف اطلاق النار وفي محادثة بين جولدا مائير رئيس الوزراء الإسرائيلي وهنري كيسنجر يوم 22 اكتوبر1973، أعطي كيسنجر الضوء الأخضر لإسرائيل لتقوم بخرق وقف اطلاق النار الامر الذي ادي لإغلاق خطوط الامداد للجيش الثالث بالجنوب. وقد دار الحوار التالي: كيسنجر: لن تأتيك احتجاجات عنيفة من واشنطن إذا حدث شيء خلال الليل بينما أنا في الطائرة في الطريق إلي الولاياتالمتحدة. لا يمكن أن يحدث شيء في واشنطن حتي ظهر الغد. مائير: إذا لم يتوقفوا، فلن نتوقف. كيسنجر: وحتي لو توقفوا... في نفس الاجتماع يحذر كيسنجر مائير من أن القوات الاسرائيلية قد تنهار زكيسنجر : لقد تنحي بي جروميكو (وزير الخارجية الروسي) وقال لي أن الخطر الرئيسي بالنسبة لمصر هو ان تصابوا بالفزع، فحجم قواتكم التي عبرت القناة ليس كبيرا. هذا ما قالوه لي. وقال إنه إذا تمكن المصريون من التماسك، فإن قواتكم ستنهار.