احتياجاتنا من الكهرباء تزداد بنسبة 7% سنويا ولابد من استكمال البرنامج مشروع الضبعة يتكلف 5 مليارات جنيه وينتج 1200 ميجاوات تتقلب الأحوال من سيئ ثم لجيد ثم لسيئ فأسوأ فيما يخص البرامج النووية لبلدان العالم غربا وشرقا، فبعدما منيت اليابان، احدي أهم الدول في مجال الطاقة النووية وصاحبة أقسي مفاعلات العالم النووية بالنسبة لمعايير الأمان النووي بحادث فوكوشيما النووي بدأ عدد من الدول وعلي رأسها ألمانيا بالتراجع عن اعتمادها علي الطاقة النووية بدرجة عالية في الحصول علي الكهرباء، وكذلك اغلقت بريطانيا مفاعلا نوويا، وأغلقت الولاياتالمتحدة عدداً من المفاعلات إثر تعرضها لاعصار إيرين كإجراء احترازي، تحسبا لما قد يقع في هذه المفاعلات من اخطار. "الأسبوعي" ألتقي مع الخبير النووي المصري دكتور إبراهيم العسيري، مستشار مشروع الضبعة النووي ليجيب علي عدد من الأسئلة التي تراود أذهان المصريين في الفترة الحالية فيما يخص استمرار مصر في بناء مفاعلها النووي الأول في منطقة الضبعة شرقي الاسكندرية. * هل بعد ما يحدث في العالم من تراجع كثير من الدول عن فكرة إنشاء مفاعل نووي مازال الخيار النووي أمراً ضروريا؟ ** الخيار النووي هو خيار استراتيجي لا يجب أن تتخذه الدول بناء علي قرارات دول أخري، فقرار ألمانيا في التراجع عن برامجها النووية يقابله دولة كفرنسا تعتمد علي الطاقة النووية في الحصول علي الكهرباء بأكثر من 75% مقارنة بنسب أقل من محطات توليد الطاقة الكهربائية المائية ومحطات الفحم "إن ألمانيا لها مبررات لتراجعها فعدد سكانها في تناقص، كما أنها لا تعاني من أزمة في الكهرباء، فضلا عن امكاناتها المادية الهائلة التي تمكنها بسهولة ورفاهية أن تشتري الكهرباء من إحدي جاراتها" ومصر لا تقع في منطقة زلازل كما هو الحال بالنسبة لليابان، ولذلك فإن مصر ليست في موضع قلق، بالاضافة إلي كون اليابان قد منيت بزلزال قوته 9 درجات علي مقياس ريختر وهو ما لم يحدث في بلاد الشمس منذ حوالي 140 عاما أي أن الحالة في اليابان نفسها حالة استثنائية. امتلاك التكنولوجيا * لكن البعض يري ضرورة ان يتوقف هذا في ضوء التطورات؟ ** أقول لبني وطني في مصر إلي أن الدول تسعي بخطوات سريعة لامتلاك التكنولوجيا النووية، فالصين مثلا لديها 26 محطة نووية تحت الإنشاء، وكوريا وهي بالقرب من اليابان "صاحبة الكارثة النووية" لم تتراجع عن برنامجها النووي فلديها عدد من المفاعلات تحت الإنشاء والهند لديها خمس محطات مخطط لإنشائها بدأت في إنشاء أولها والولاياتالمتحدة تمتلك محطة نووية تحت الإنشاء، وفرنسا التي تعتمد علي الطاقة النووية في توليد الكهرباء بنسبة 75% تبني مفاعلا ولم تتراجع عن بنائه، ومحطات عشر تبنيها روسيا. * إذ ما محددات ذلك من وجهة نظرك؟ ** لمصر ظروفها الداخلية الخاصة وعليها أن تحاول أن تصل إلي قرارها بشأن استكمال برنامجها النووي من عدمه بناء علي برنامجها الداخلي "فمصر عليها أن تتخذ قرار استئناف البرنامج النووي علي أساس حاجتها من الكهرباء التي تزداد سنويا بنسبة 7%، وكذلك زيادة عدد السكان وارتفاع درجات الحرارة ومستوي المعيشة بحيث تزداد أعداد أجهزة التكييف والأجهزة الكهربائية وعدد المساكن والمدن ما يفوق قدرة محطات الطاقة الكهرومائية، ومحطات الفحم. * كيف تقيم أهمية مشروع الضبعة؟ ** أن مشروع الضبعة مشروع قومي له أهمية قصوي، تماما كشق قناة السويس أو بناء السد العالي، غير أن الأول تكبدت خلاله مصر خسائر بشرية ومادية وسياسية والثاني تحملت فيه مصر خسارة في خصوبة الأرض وعناء مادي لكن مشروع الضبعة النووي هو بمثابة مشروع استثماري لن يكلف الدولة سوي الموافقة عليه. فمشروع الضبعة "ستعرض خلاله الشركات التي ستقوم علي تنفيذه مبالغ لتنفيذه تقوم هي بسدادها علي أن تستفيد من المشروع لمدة 5 سنوات، وتتبقي 55 سنة هي باقي عمر المفاعل الافتراضي ستعتبر مدة من الربح الصافي". ولذلك فعلي الحكومة أن تعطي الإشارة الخضراء للمشروع النووي بالضبعة ألا ترتكن في قراراتها علي أن الحالة السياسية ليست بالإستتباب الكافي، فالمدة التي يحتاجها المشروع للبدء في تدشين في الأساس الخرساني كافية لأن تستتب الحالة الأمنية وكذا الحالة السياسية. * كم سيتكلف المشروع وما عائده المرتقب؟ ** مشروع الضبعة، سيتكلف حوالي 5 مليارات جنيه مصري وسيقوم بتشغيل حوالي 500 عامل، وستقوم مصر بتوفير مواد اليورانيوم المخصب إضافة إلي كمية تساوي 30 طنا من اليورانيوم الخام سنويا، بحيث تنتج المحطة مقدارا معقولا من الطاقة الكهربية يقدر ب 1200 ميجاوات. أحمد الباز