في الخامس من يونيو الحالي عاد وفد الدبلوماسية الشعبية من زيارته لايران وهي الزيارة التي قامت جمعية الصداقة الايرانية بترتيبها مع مكتب رعاية المصالح الايرانية بمصر. أما الهدف من الزيارة فهو كسر العديد من الحواجز المصنوعة بين شعبين شقيقين لكي يتسني في النهاية اتخاذ القرار بعودة العلاقات الطبيعية من بين الدولتين، فمن الضروري أن يكون لمصر علاقات بايران ولهذا خطا "نبيل العربي" وزير الخارجية المصري خطوة حكيمة عندما أكد أن ايران ليست عدوا وأنها دولة جوار. ** وجه الشبه بين الثورتين لقد أسعدني أن أكون عنصرا مشاركا في هذه المهمة الجليلة، ففي ايران رأينا الحديث عن الثورة المصرية وانعكاستها علي المنطقة. وما من شك في أن ماحدث في المنطقة من ثورات صب في صالح ايران لاسيما بعد تغيير النظم التي كانت مضادة للسياسة الايرانيةالآن فتح الباب علي التواصل معها وتطبيع العلاقات بشكل أكبر، ويجري الحديث في إيران عن أن إسرائيل تشعر بقلق عارم لعودة مصر إلي موقعها النضالي ضد الكيان الصهيوني وعودتها إلي الحضن العربي والاسلامي ليكون لها الدور الطليعي المؤثر في قضايا المنطقة. ولا شك أن الجميع يشعر بأن ا سرائيل فقدت حليفا استراتيجيا لها وهو "مبارك". الايرانيون يتحدثون عن أن مصر نموذج لا نظير له فهي قائدة الثورة بامكاناتها وبثقلها السياسي تستحق قيادة العالم العربي، وأن أكبر جريمة ارتكبها "مبارك" هو أنه سلب من مصر مكانتها وجعلها أداة في يد قوي البغي وبالتالي فإن ثورة مصر جاءت ردا علي الخيانة الكبري التي ارتكبها مبارك. أما وجه الشبه بين ثورة ايران في 1979 وثورة مصر في 2011 فينحصر في أن الأولي أطاحت بصولجان الشاة، أما الثانية فكانت نورانية أطاحت بمبارك وكأن الظروف التي أدت إلي انتصار الثورتين هي واحدة. ** دعوة إلي السلم والسلام لقد جري الحديث حول ما تعنيه عودة العلاقات الطبيعية بين مصر وايران في اللقاءات التي تمت بين اعضاء وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية وبين النخب السياسية والثقافة الايرانية، فايران اليوم تدعو إلي السلم والسلام والمحبة والوئام وفتح الابواب ليتم التواصل والتلاقي عبر ندوات وملتقيات ومشروعات بحيث ان الفطرة هنا يجب أن تكون سابقة علي الوعي. أما المقدمات الطبيعية لارساء علاقة نقية بين الدولتين فتأتي من خلال سعي الشقيق نحو أخيه وهو أمر يحتاج إلي إعمال الحكمة بحيث يكون التعاون بين الطرفين مقدما علي أي أمر آخر. وهنا يجب ألا يكون اختلاف المذهب سني وشيعي وسيلة لاثارة القلاقل بين الطرفين، فلا يوجد أي خلاف لأن الدين الاسلامي واحد وهو عامل توحيد وتآلف بين جميع المسلمين. ** الخروج من ظلمات الفرقة إلي نور الوحدة غلب علي اجتماعات الوفد الشعبي المصري مع النخب الايرانية طابع المصارحة والمكاشفة دعا الوفد إلي ارساء التحاور بين الطرفين من أجل بحث المشكلات التي كانت قائمة بين الدولتين سواء الفقهية أو الثقافية أو السياسية حيث ان بعضها مصنوع وقد يكون لبعضها ظل من الحقيقة. وتأتي في الصدارة المشكلات السياسية التي تتعلق بالوضع الراهن في المنطقة العربية وبصفة خاصة تلك التي تتعلق بالخليج والعراق وسوريا والتي تتطلب من الطرفين التخلص من الكثير من المواقف السابقة بحيث يسفر الحوار عن توصيات يمكن بواسطتها اجتياز الطرفين لأية عقبات عارضة بحيث لا يسمح للمتربصين بالمنطقة عرقلة مساعي التقارب. آن الأوان لتعمل الدولتان سويا وبالتخطيط وأن يشرعا معا في فتح صفحة جديدة اسمها الحب وركيزتها التعاون في شتي المجالات، فالأمل أن تعود العلاقات الدبلوماسية ويعود الود والوئام وأن تخرج الدولتان من ظلمات الفرقة والخلاف إلي نور الوحدة حيث المشاركة والتعاون بما يخدم مصالح الدولتين.