شهر ونصف الشهر تقريباً مرت علي بدء استئناف التداولات بالبورصة بعد تعليق دام 55 يوماً، وما زالت عاجزة عن تبني اتجاه معين وواضح للمضي قدماً فيه، بفعل التطورات السياسية المتلاحقة والتي تغير دفة التعاملات من جلسة لأخري، مما أصاب المستثمرين بالخوف والإحجام عن ضخ سيولة جديدة والترقب لحين اتضاح الصورة كاملة، رغم أن أسعار الأسهم تعد فرصة جيدة للشراء في ظل توصيات كبري المؤسسات العالمية والمحلية. ورغم ضبابية الموقف إلا أن رئيس البورصة محمد عبد السلام، أكد أن مستقبل الاستثمار في سوق الأوراق المالية المصرية مطمئن للغاية بل و"مبشر"، مشيراً إلي أن وضع السوق تغير تماماً وبات صحيا ومنطقيا لاسيما بعد زيادة نسبة المؤسسات في مقابل تراجع نسبة الأفراد، ليصبح السوق المصري "سوق مؤسسات" ما سيسهم بقدر كبير في دعم واستقرار السوق. ودعا عبد السلام في حوار ل"العالم اليوم" ، المستثمرين إلي ضرورة الاحتفاظ بما لديهم من أسهم وعدم التسرع بالبيع، لاسيما وأن الفترة المقبلة ستشهد تطورا كبيرا، مشيراً إلي أن العرب والأجانب يثقون في قدرات السوق المصري. وتعهد رئيس البورصة بتغيير نظام التداول المعمول به حالياً في "بورصة النيل"، مشيرا الي أن هناك دراسات بشأنه سيتم عرضها علي هيئة الرقابة المالية بالإضافة إلي تنشيط تلك البورصة لما لها من أهمية كبري، متوقعاً أن تشهد ازدهاراً ونشاطاً يجعلها تتفوق في أدائها علي البورصة الرئيسية. وقلل من المخاوف التي تنتاب البعض مع زيادة نسبة تعاملات الأجانب، لافتاً إلي أن هذا مؤشر ايجابي ودليل علي قوة السوق وليس مدعاة ل "القلق". وأشار عبد السلام، إلي أن البورصة ستقوم في 8 مايو الجاري بجولة خليجية ثم اوروبية في 23 من نفس الشهر بغرض جذب صنادق ومحافظ استثمارية جديدة، والعمل علي الدفع بآليات جديدة الي السوق مثل "تسليف الأسهم بغرض البيع"، وفيما يلي "نص الحوار". * بداية ماذا عن رؤيتك لوضع البورصة حاليا وتوقعاتك لما ستكون عليه مستقبلاً؟ ** عبدالسلام: إذا ما اردنا تقييم وضع البورصة حاليا يمكننا القول بأن الأمور تغيرت تماماً، وتحول السوق بالفعل إلي سوق مؤسسات لاسيما مع تراجع نسبة الافراد تلك المشكلة التي كانت تؤرق القائمين علي سوق المال، خاصة وأن تعاملات الأفراد غالباً ما كان يطغي عليها طابع العشوائية، ومن ثم نستطيع القول ان الأمور تتجه نحو الاستقرار حالياً. أما بالنسبة لمستقبل البورصة مستقبلاً، فأري أن الوضع سيكون مبشر للغاية ومطمئناً خاصة في ظل المؤشرات الدالة علي ذلك. * وما تلك المؤشرات كي يطمئن المستثمر المصري ويستعيد الثقة في البورصة؟ ** لعل من أبرز تلك المؤشرات الإقبال الكبير للمستثمرين العرب والأجانب علي الشراء في الأسهم المصرية ، وبخاصة "السعوديين" إذ اشتروا ب1.406 مليار جنيه في شهر ونصف أي منذ بدء استئناف التداولات، تلاهم "الإماراتيون" اشتروا ب 663.6 مليون جنيه و"الكويتيون" ب300.323 مليون جنيه و"البحرينين" ب 65.5 مليون