كشفت أول زيارة لجوليا جيلارد رئيسة الوزراء الاسترالية منذ توليها الرئاسة في عام 2010 الي أسيا والصين بالتحديد عن وجود استراتيجية مشتركة بين الجانبين لزيادة التعاون الاقتصادي بينهما خلال المرحلة المقبلة حيث وقعت بكين وأستراليا خمس اتفاقيات تعاونية متطلعة الي توطيد علاقات التعاون الثنائي بينهما. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها ان الصين هي اكبر شريك تجاري لاستراليا بحجم تبادل تجاري بلغ 83 مليار دولار استرالي في 2008-2009 ووصلت قيمة واردات الصين من الحديد الخام والفحم الاسترالي ما يزيد قيمته 25 مليار دولار استرالي. وأضافت انه وفقا لاحصاءات مفوضية التجارة الاسترالية فان الصين أصبحت اكبر شريك تجاري حيث ازداد حجم التجارة الثنائية عام 2009 بنسبة 30% تقريبا مقارنة مع العام الماضي لتصل إلي 86 مليار دولار استرالي الدولار الاسترالي يعادل 1.05 دولار امريكي -، ويتوقع تيرنر مسؤول اللجنة بان حجم التجارة الثنائية قد يرتفع ليصل الي 100 مليار دولار استرالي العام الحالي. وقال الباحث لي قوانج هوي من وزارة التجارة إن إقامة منطقة التجارة الحرة بين الصين واستراليا يمكن ان تجنب عددا كبيرا من البلدان المتقدمة من فرض قيود تجارية ضد الصين، ويمكن للشركات الصينية الاستثمار في المنتجات الاسترالية ، كما تنخفض المشاكل التجارية وضغط بعض الدول الاجنبية المحتلة لسوق التصدير علي الصين. ويضيف لي قوانج هوي قائلا: ان انشاء منطقة التجارة الحرة اساس تعزيز التجارة الثنائية بين البلدين في حين قد يؤثر نسبيا علي السوق المحلية لاحدهما،وانشاء منطقة حرة للتجارة الحرة بين الصين واستراليا هناك عدد من المجالات مثل الزراعة مثلا ستكون بالتأكيد التحدي المتمثل في استراليا لذلك تحتاج الصين الي التعامل بحذرمع انشاء منطقة للتجارة الحرة تجنباً للاثار السلبية لتجارة الصين الخارجية. وفي السياق ذاته قالت ( شينخوا) ان كبير المستشارين السياسيين الصينيين جيا تشينج لين اوضح ان علاقات العمل الصينية - الاسترالية تتمتع بنمو مطرد وسليم. وإن التعاون التجاري بين الصين واستراليا شهد نموا نشطا يجسده نطاق التعاون الاخذ في الاتساع وزيادة المجالات وتنوع اشكاله . وكشف جيا ان حجم التجارة الثنائية تجاوز عشرة مليارات دولار امريكي في 2002، وقفز إلي 88.9 مليار دولار امريكي في 2010، ومن المتوقع ان يتخطي مائة مليار دولار امريكي في العام الجاري. و نوه بان الصين اكبر شريك تجاري وسوق تصدير واكبر مصدر للواردات لاستراليا. كذلك أصبحت الصين اكبر سوق تصدير للتجارة في الخدمات إلي استراليا. واشار إلي ان استراليا كانت الوحيدة بين اكبر عشرة شركاء تجاريين للصين التي ارتفع حجم التجارة الثنائية معها بالرغم من الازمة المالية العالمية. وتعد استراليا الدولة الوحيدة بين دول منظمة التعاون والتنمية في اوروبا التي تفادت الوقوع في كساد اقتصادي. وأكد جيا ان الصين واستراليا شريكان مهمان في الاستثمار. وقد قامت المشروعات التجارية في البلدين باستثمار وتعاون مثمر في الطاقة وتنمية الموارد المعدنية وصناعة السيارات والزراعة والحفاظ علي الطاقة وحماية البيئة والخدمات المالية والاتصالات. و لفت جيا إلي ان التجارة الثنائية والتعاون الاقتصادي اصبحا اكثر تنوعا. وتتعاون حكومتا البلدين بشكل وثيق في شئون دولية واقليمية مثل مواجهة الازمة المالية العالمية ودفع جولة محادثات الدوحة في قطر وفي القضايا الاقتصادية والتجارية الثنائية. وقال إن التعاون التجاري امتد من المجالات التقليدية إلي البحث عن موارد جديدة للطاقة وحمايتها وحماية البيئة وايضا الشئون المالية. وأشارت التحليلات الاقتصادية الي ان ازدهار التجارة الثنائية بين الصين واستراليا في السنوات الاخيرة هي اساس استئناف محادثات اتفاق التجارة الحرة بين البلدين،كما أن استراليا تأمل ان يساعد اقامة منطقة التجارة الحرة مع الصين علي التنمية الاقتصادية. وذكر مركز البحوث الاقتصادية الاسترالية والدولية ان توقيع اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية بين البلدين ستساعد الاقتصاد الاسترالي علي خلق دخل يقدر ب 146 مليار دولار استرالي خلال 20 سنة المقبلة.