يعد مشروع منخفض القطارة الذي يدرس إمكانية توليد كهرباء نظيفة قدرها خبراء ب 80 مليار كيلووات في السنة، من أبرز نماذج مشروعات التنمية التي أثارت جدلا واسعا منذ فترة طويلة بدأت في عام ،1913 ثم الاهتمام به في عهد الرئيس جمال عبدالناصر في عام ،1959 مرورا بالرئيس أنور السادات عام 1973 الذي أطلق عليه "الهرم الرابع لمصر" وأخيرا في عهد الرئيس مبارك ومع فتح ملفات البرنامج النووي المصري واستخداماته السلمية تم احياء الأمل من جديد في تنفيذه. ويقوم مشروع منخفض القطارة علي أساس شق مجري مائي ينقل المياه من البحر المتوسط إلي المنخفض الذي يصل عمقه إلي 145 مترا، وبإسقاط هذه المياه في المنخفض يمكن توليد كهرباء نظيفة ورخيصة.. المشروع أيضا له فوائد تنموية كبيرة حيث الثروة السمكية والزراعة ب 20 مليون فدان كمرحلة أولي وعمران جديد وسياحة متميزة، وبذلك يخرج هذا المشروع من نطاق كونه مجرد مشروع لتوليد الكهرباء ليصبح مشروعا تنمويا واعدا. الطريف أن المشروع تجمد تماما بعد تلقي إدارته عشرة ملايين مارك ألماني تحت بند الدراسات والبحوث، وخرجت التصريحات الحكومية لتؤكد أن الأقمار الصناعية أثبتت وجود شرخ بالمنطقة يهدد بحدوث زلزال بها عند امتلاء الخزان بمياه البحر، إضافة إلي احتمال تسرب المياه المالحة إلي الدلتا وتهديد المياه العذبة بالوادي وتعطيل الأراضي الزراعية، كما أن التكاليف الكبيرة لحفر مسار قناة المشروع، والتي بلغت حوالي 14 مليار دولار علي حسب آخر حسابات وزارة الكهرباء والطاقة آنذاك لتقف عقبة جديدة في طريق تنفيذه. هذا بخلاف رفض القوات المسلحة تنفيذ المشروع عن طريق شق قناة المسار من البحر إلي المنخفض كقناة مفتوحة يتراوح عرضها ما بين 136 إلي 256 مترا، حيث ستفصل الصحراء الغربية إلي شقين يصعب تأمينهما.. بالإضافة أيضا إلي الإعلان عن وجود آبار بترول في المنخفض وكذلك وجود امتيازات لشركات البحث عن البترول تنتهي في عام ،2029 وأخيرا جاءت طبيعة الجيولوجيا الصخرية للمنطقة (حجر جيري في الأغلب) لتجعل شق القناة مكلفا للغاية، حتي أنه في مرحلة من عهد الرئيس السادات جري الحديث عن استخدام قنابل نووية صغيرة جدا لشق القناة.. ولأن الحديث عن مشروع منخفض القطارة دائما ما يطفو إلي السطح من آن لآخر بوصفه المنجم الذهبي للطاقة الكهربائية النظيفة والرخيصة خاصة أن العالم بأسره يعاني فقراً في الطاقة البترولية ستتحول تدريجيا إلي مجاعة خلال سنوات ليست بعيدة، كان لابد من إلقاء الضوء عليه.