أصبحت الأعياد والمناسبات التي تتطلب ايقاف التداول بسبب الاجازات الطويلة تمثل هاجسا للمستثمرين المحليين الافراد والمؤسسات علي حد سواء وتؤثر بشكل أو بآخر علي التداولات قبيل تلك الاجازة الطويلة، يرجع ذلك لذكري اجازة عيد الفطر في عام 2008 وما مثلته من رعب للمستثمرين كون الأسواق العالمية كانت تهبط بنسب عالية كل يوم وهو ما كانت تتفاعل معه أيضا أسعار شهادات الايداع المصرية في بورصة لندن، وبعد اجازة استمرت أسبوعا كاملا بالتمام والكمال "في ذلك الوقت" عادت البورصة للتداول وفتحت علي هبوط وكان الهبوط في ذلك اليوم هو الهبوط الاكبر في يوم واحد في تاريخ البورصة المصرية حتي الآن بنسبة تخطت 16%، مازالت ذاكرة المتعاملين تستدعي حتي هذه اللحظة أحداث ذلك اليوم قبل الاعياد مما يمثل هاجسا للمتعاملين وحاجزا للبورصة يمنعها من الاداء بسلاسة قبيل الاعياد. هنا يبرز سؤال مهم.. هل أداء السوق المصري بعد العودة من اجازة طويلة يختلف عن الاتجاه السائد قبل تلك الاجازة؟ وهنا نقصد بالاتجاه اتجاه حركة الأسعار من اتجاه صاعد أو هابط أو حتي اتجاه عرضي، بالطبع لا توجد دراسات أو إحصاءات توثق من النتائج والاستنتاجات ولكن يمكننا عن طريق الملاحظة.. ملاحظة التداول قبل الاجازات الطويلة نسبيا وبعدها خلال السنوات الثماني الماضية أن نستنتج أن التداول بعيد الاجازات الطويلة نسبيا لا يحيد عن التحرك في نفس حركة الاتجاه السابق علي الاجازة، فقبل عام 2008 ومن عام 2003 كانت البورصة تتحرك في اتجاه عام صاعد لذلك كنا نري ارتفاعات بعيد الاجازات الطويلة تقارب ال 5% في أول يوم لعودة التداول والمرة الوحيدة التي رأينا فيها هبوطا في أول يوم للتداول بعد العودة من الاجازة كان في اجازة عيد الفطر في شهر اكتوبر من سنة 2008 وهو ما جاء متسقا مع الاتجاه الهابط الذي كانت تتسم به حركة الأسعار في ذلك العام، أذكر في ذلك الوقت وقد كنت أعمل في شركة نعيم لإدارة المحافظ وصناديق الاستثمار أني توقعت في نهايات شهر رمضان أن يفتتح السوق علي هبوط أول يوم للتداول بعد العيد ولذلك كانت التوصية بعدم الشراء وهي التوصية التي تم بناؤها علي ملاحظة نمط التداول في البورصة المصرية بعد الاجازات الطويلة في السنين السابقة وربطها مع الاتجاه العام السائد قبل تلك الاجازة، من أجل الانصاف.. الهبوط في ذلك اليوم رغم أنه كان متوقعا عند البعض إلا أن نسبة الهبوط فاقت كل التوقعات، ومن بعد ذلك العام دخلت البورصة المصرية في مسار عرضي مما جعل أيضا تأثير الاجازات الطويلة نسبيا يتخذ منحي مختلفا عما سبقه من سنوات سابقة ورأينا كيف عاد التداول بعد اجازة امتدت ثلاثة أيام علي صعود أو هبوط عادي يتراوح في نسبته بين 1% و2% بسبب أن الاتجاه السائد قبل تلك الاجازة كان اتجاها عرضيا، وهو ما رأيناه من السوق في أول يوم لعودة التداول بعد اجازة عيد الاضحي وهنا ينبغي أن ندرك أن القلق الزائد الذي يصل إلي حد الخوف قبيل الاجازات الطويلة ليس له ما يبرره خاصة أن الذكري السيئة تلك لم تكن هي الأساس، بل كانت مجرد استثناء. إبراهيم النمر ielnemr@ gmail.com